مجازر سوريا... حين يصبح الدم العربي بلا ثمن..!
مقالات
مجازر سوريا... حين يصبح الدم العربي بلا ثمن..!
محمد سعد عبد اللطيف
8 آذار 2025 , 10:39 ص

 بقلم: محمد سعد عبد اللطيف،مصر،

ما حدث في سوريا بالأمس، وما يحدث منذ أكثر من عقد، ليس مجرد حرب أو صراع مسلح، بل هو نزيف مستمر لشعب محاصر بين الميليشيات والأنظمة والمصالح الدولية. مجازر تُرتكب بحق المدنيين العزل، أطفال ونساء يُذبحون بدم بارد، دون أن يكون لهم يدٌ في السياسة أو القتال، ودون أن يكون لهم ذنب سوى أنهم وُجدوا في المكان الخطأ، تحت حكم من لا يرحم.

إن عمليات الإعدام الجماعي التي نُفِّذت بحق مدنيين عزل تُعدّ جريمة إبادة بكل المقاييس، جريمة تُعيد إلى الأذهان مذابح الماضي، من مذبحة الأسرى المصريين في نكسة 1967، إلى مجازر صبرا وشاتيلا، والبوسنة، وسراييفو، وصولًا إلى الجرائم المستمرة في فلسطين وسوريا واليمن. ومع ذلك، ستُضاف هذه الجريمة الجديدة إلى أرشيف الإدانات الدولية، دون أن يُحاسب أحد.

المأساة الحقيقية لا تقتصر فقط على القتلة، بل تمتد إلى صمتنا وعجزنا كأمة. لقد تركنا الساحة مفتوحة للوحوش، حتى أصبحنا نرى مشاهد الدماء يوميًا دون أن نحرك ساكنًا. اعتدنا على الظلم حتى فقدنا القدرة على الغضب، نقبل بأن نحكم بالحديد والنار، أو أن نُذبح دون مقاومة.لكن، هل يعني هذا أننا لا نستحق الحياة..؟ هل العالم مُحقٌّ في معاملتنا بازدراء...؟ كلا، فالشعوب ليست وحدها المسؤولة عن مصيرها، والمآسي التي نعيشها ليست مجرد نتيجة جهل أو تخلف، بل نتيجة عقود من التآمر والاستعمار والقمع، التي زرعت فينا العجز قبل أن تزرع السلاح في أيدي قاتلينا.الإسلام، الذي يُرفع كشعار لتبرير هذه الجرائم، منهم براء، كما كان براءً من كل سفاح تاجر به عبر التاريخ. فالدين لا يقتل، ولكن من يستخدمونه كأداة للقتل هم المشكلة الحقيقية.إذن، ما الحل..؟ هل نستسلم لهذا المصير..؟ أم نبحث عن طريق آخر، عن وعي مختلف، عن مقاومة حقيقية،

ليست فقط بالسلاح، بل بالعلم والفكر والسياسة والحق..؟ ربما يكون الطريق طويلًا، لكن اليأس هو الهزيمة الحقيقية.،،!محمد سعد عبد اللطيفكاتب وباحث مصري متخصص في علم الجغرافيا السياسية

المصدر: موقع إضاءات الإخباري