لمن صدحتْ،ملءَ الفضاءِ، الحناجرُ
وفاضت بأوراق الثناء المنابرُ؟
لمن ضفروا الازهار فلّاً وسوسنا
وفاحت باطياب البخور المجامر؟
ومالي أرى الساحات تزداد روعة
تزينها الاعلام ،والحشد زاخر؟
لمَ الرقص يجتاح البلاد باسرها
وفي حلل الاعراس تزهو المشاعر؟
ففي كل ناحٍ ،من بلادي،حفاوة
تَساوَى البوادي، عندها، والحواضر
فتعجب من ضوضى يضجّ بها الورىو
من كل صقع بالمسرّة عامر
هو الحفل تيّاهٌ بمقدم "داعشٍ"
فيا قلب زغردْ،قد أتتك البشائر!!
!لكَ الله يا"قحطان" ياأصل "يعربٍ"
فإنك مهديها وإنّيَ شاكر
*****
أنام على رؤيا تفرّح خاطري
وفي جنة الأحلام كم سُرّ خاطر؟!
وأصحو من الحلم الجميل على وقائعٍ
بزّتِ الاحلام فالحلم خاسر
سواد تسدّ الافق منه سحائب
وفي الجوّ رعّاد ،وبالموت ماطر
خيول ورايات وأوباش أمّة
يحثحثهم جوع،الى الذبح، هادر
عصابات نفطٍ في السماء فحيحها
وبرق سيوف والسيوف بواتر
من الرمل هبّت، والرمال بطونها
مدنّسة الارحام، والصّلب داعر
وعلّت من الاحقاد حقدا معتّقا
وعلّلت الابناء منه فعاقروا
من البدو جاءت والنفاق حليبها
وفي الكفر آيات لها وشعائر
أطلّت من التاريخ تنفث سمّها
وفي حضنها المسموم كم شبّ فاجر؟!
******
أنا الداعشيّ الفذّ،وحدي، أنا الفتى
بأمجاديَ الاعراب صارت تفاخر
ورثت خصال السوء في اصل نطفت
يوداعش ربتني وزكّى "البنادر"
انا لعنة التاريخ من عهد آدمٍ
ومن صلب "قابيلٍ" جدودي تحادروا
انا المثل الاعلى لأشرسِ قاتلٍ
على نهجه سار الطغاة الجبابر
انا الفتنة العميا أطلت برأسها
وقد كانت الاشراف منها تحاذر
انا الوغد في احشائه الحقد كامن
انا الصّلّ من انيابه السمّ قاطر
انا الدين،من غيري يصون لواءه؟!
وكل بني حوّاء بعديَ كافر
عبدت على حرف ،وديني مصالحي
واني لجلاد وللسيف شاهر
اذا خالف الاهواء مني موحّدٌ
قضيت ،وفي الميدان حكميَ صادر
باغماد سيفي في غلاصم حلقه
وفي جسمه الملعون ترعى الخناجر
وما انا إلّا للرؤوس مقطّع
وللعين سمّال، وللبطن باقر
ولولاي ،للتكفير، ما قام قائم
ولا نبشوا قبرا، ولا ساد ناحر
اراها، وللاكفان عندي مواسم،
تغصّ باجساد الضحايا المقابر
لأنقذَ هذي الارض من كلّ مؤمن
ويبقى على الغبراء علج وفاجر
لأُخرسَ حسونا وينعب ناعب
واكسر اقلاما ليكتب حافر!
وما الكتْبُ؟ هل في الكتْب نور لمهتد؟
فوالله مافي الكتب الا الدياجر!
ساطعمها للنار في كل موضع
فمن نار حرق الكتْب شعّتْ منائر!
******
انا الجاهليّ الفظّ أصبو لدولة
تعيد ليَ الامجادَ ،والمجد غابر
تبعت،على الإكراه،دين محمد
وقد عاد لي ديني، وفيه بصائر
عبادة اصنام،ووحي كهانة
على قطع ارحام وقوم تناحروا
ووأد وسبي واقتتال قبائل
يلجّون في الأضغان، والدهر داهر
قبائل: ماأدراك مَن بكر وائلٍ
وعبس وذبيان وقيس وعامر؟!
وداحس والغبراء بعض مآثري
ولا بد ،يوما، أن تعود المآثر
******"
نطقت بفضلي وامتدحت عشيرتي
فما انا مداح ولا انا...." فاخر
أريْتُكَ في مدحي وجوه مذمّةٍ
اذ المدح إفصاح عن الذّمّ ساخر
هو الامر لا يجلو بغير نقيضه
تنازعه وجهان: خاف وظاهر
فقد تسفر البلوى عن الوجه ضاحكا
ومن ضاحك الايام تبكي المحاجر
كما الليل،في الآفاق، يضحك بدره
وفي أنكد الازمان يسخر شاعر
كفاني من الاشعار مدحٌ مذَمّةٌ
وحسبي،من الأعذار، أنّكَ عاذرُن
( من ديوانه،"أقمارٌ وأنهار")



