ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب

يشهد سرطان القولون والمستقيم زيادة سنوية تتراوح بين 2% و4% بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاما، ومن المتوقع أن يصبح السبب الرئيسي لوفيات السرطان في هذه الفئة العمرية بحلول عام 2030، وقد لاحظ الباحثون ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابة، خاصة بين من هم دون سن 35 عاما.

هذا الاتجاه المقلق دفع العديد من المؤسسات الصحية الرائدة، مثل الجمعية الأمريكية للسرطان ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، إلى إجراء دراسات مكثفة تؤكد على أهمية الكشف المبكر واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.

أسباب ارتفاع حالات سرطان القولون والمستقيم المبكر

تشير الدراسات إلى أن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ويعزو الخبراء، وفقا لموقع MindBodyGreen، تزايد حالات الإصابة لدى الشباب إلى عدة عوامل، أبرزها:

اتباع نظام غذائي غير صحي: يساهم الإفراط في استهلاك الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية واللحوم الحمراء والمصنعة في زيادة خطر الإصابة.

السمنة في سن المراهقة والبلوغ: تعد السمنة أحد عوامل الخطر الأساسية المسببة لسرطان القولون والمستقيم.

نمط الحياة الخامل: قلة النشاط البدني تزيد من احتمالات الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان.

الأمراض الأيضية: مثل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، ومرض السكري من النوع الثاني.

أهمية فيتامين D في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم

يرتبط نقص فيتامين D بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 31%، ويوصي الخبراء بالحصول على 5000 وحدة دولية من فيتامين D3 يوميا للحفاظ على مستويات مثالية في الجسم، ونظرا لصعوبة الحصول على هذه الكمية من أشعة الشمس والطعام فقط، قد يكون تناول المكملات الغذائية ضروريا تحت إشراف طبي.

استراتيجيات الوقاية من سرطان القولون والمستقيم

توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) باتباع مجموعة من التدابير الوقائية التي تركز على تعديل نمط الحياة وإجراء الفحوصات المبكرة. وتشمل هذه التدابير:

اتباع نظام غذائي صحي: ركّز على تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون، مع تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والمصنعة التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

الحفاظ على وزن صحي: تعد السمنة من أبرز عوامل الخطر، لذا ينصح بالحفاظ على وزن مثالي من خلال نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام.

ممارسة النشاط البدني: يوصى بممارسة 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة أو 75 دقيقة من التمارين عالية الشدة أسبوعيا، إذ يساعد النشاط البدني المنتظم في تقليل خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، بما في ذلك سرطان القولون والمستقيم.

الحد من استهلاك الكحول والامتناع عن التدخين: يرتبط كل من الكحول والتبغ بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، لذا يوصى بتجنب التدخين وتقليل استهلاك المشروبات الكحولية.

إجراء الفحوصات الدورية: توصي CDC ببدء فحوصات الكشف عن سرطان القولون والمستقيم عند بلوغ سن 45 عاما، أو في سن مبكرة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة أو عوامل خطر أخرى، تشمل طرق الفحص تنظير القولون، وفحوصات البراز، وتنظير السيني.

تعزيز مستويات فيتامين D: كما أشرنا سابقا، فإن الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين D يعد عنصرا أساسيا في الوقاية، لذا يُنصح باستشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد الحاجة إلى المكملات الغذائية.

مع ازدياد حالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى الشباب، يصبح من الضروري اتخاذ تدابير وقائية فعالة، بما في ذلك تبني نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة، تجنب العادات الضارة، وإجراء الفحوصات الدورية. الوعي المبكر واتخاذ الخطوات الصحيحة يمكن أن يلعبا دورا كبيرا في الحد من انتشار هذا المرض القاتل.