اقترحت مجموعة دولية من علماء الفيزياء من الولايات المتحدة وإسبانيا فرضية جديدة قد تغير فهمنا للكون، الفرضية تشير إلى أن الإنتروبيا (القصور الحراري) والمكان والزمان قد يكونان مرتبطين بشكل وثيق، وأن الكون بأكمله يمكن أن يكون منظما وفق هياكل حلزونية وحلقية، هذا الاكتشاف قد يقدم تفسيرا جديدا لبعض أكبر الألغاز الكونية، بما في ذلك طبيعة الطاقة المظلمة والثابت الكوني.
الإنتروبيا والمكان والزمان
في سبعينيات القرن العشرين، قدم الفيزيائي جاكوب بيكينستاينفرضية مفادها أن الإنتروبيا لأي نظام فيزيائي محدودة بطاقته وحجمه. هذا الاكتشاف ربط الإنتروبيا بشكل وثيق بالمكان والزمان، مما فتح الباب أمام فهم أعمق للكون. لاحقًا، قام الفيزيائي رافائيل بوسو بتطوير هذه الفكرة من خلال ربط الإنتروبيا بمساحة المجالات، مما عزز الارتباط بمبدأ الهولوغرافيا(holographic principle)، الذي يشير إلى أن المعلومات في الفضاء يمكن وصفها بسطح ثنائي الأبعاد.
النموذج الحلقي: تفسير جديد للهياكل الكونية
تقترح المجموعة الدولية من العلماء تحديد حدود بيكينستاين عن طريق استبدال الطاقة بالكتلة النسبية وربطها بنصف قطر شوارزشيلد (نصف قطر الجاذبية)، هذا أدى إلى إنشاء نموذج حلقي، حيث يكون نصف القطر الداخلي هو نصف قطر شوارزشيلد، بينما يمثل نصف القطر الخارجي المجال المحيط. هذا النموذج يعكس أنماطا أساسية في الطبيعة، حيث تلتف المجرات على شكل حلزونات، ويشكل الحمض النووي حلزونا مزدوجا، وتتبع دوامات الماء والهواء والبلازما مسارات منحنية.
حل لمشكلة الثابت الكوني
واحدة من أكبر التحديات في الفيزياء الحديثة هي مشكلة الثابت الكوني، والتي تشير إلى التناقض الهائل بين طاقة الفراغ المتوقعة نظريا والطاقة المرصودة عمليا، وفقا للباحثين، قد يقدم النموذج الحلقي حلاً لهذه المشكلة عن طريق تنظيم طاقة الفراغ بشكل طبيعي، مما قد يؤدي إلى تغيير فهمنا للطاقة المظلمة، الفرضية تشير إلى أن الكون ليس بنية ثابتة، بل هو عملية ديناميكية متطورة، حيث يتخلل النظام المخفي في اللوالب والدوامات كل شيء من المجرات إلى الجسيمات دون الذرية.
تأثير الاكتشاف على فهمنا للكون
هذا الاكتشاف لا يقدم فقط تفسيرا جديدا لطبيعة الإنتروبيا والمكان والزمان، بل قد يغير أيضا طريقة فهمنا للطاقة المظلمة والثابت الكوني، الفرضية الجديدة تسلط الضوء على أن الكون هو عملية ديناميكية متطورة، حيث تتشكل الهياكل الحلزونية والحلقية في كل مكان، من المجرات البعيدة إلى الجسيمات دون الذرية.
فرضية العلماء الجديدة تفتح آفاقا جديدة لفهم الكون وتقديم تفسيرات لألغاز كبرى مثل الطاقة المظلمة والثابت الكوني، إذا تم إثبات هذه الفرضية، فقد تغير بشكل جذري الطريقة التي ننظر بها إلى الكون ونفهمه، هذا الاكتشاف يذكرنا بأن الطبيعة مليئة بالأسرار التي تنتظر من يكشفها.


