دراسة تكشف أن مضغ الخشب يعزز الذاكرة ويرفع مستويات مضادات الأكسدة في الدماغ
منوعات
دراسة تكشف أن مضغ الخشب يعزز الذاكرة ويرفع مستويات مضادات الأكسدة في الدماغ
20 آذار 2025 , 08:19 ص

كشفت دراسة جديدة أن مضغ المواد الصلبة مثل الخشب يمكن أن يعزز الذاكرة ويزيد من مستويات مضادات الأكسدة في الدماغ، وفقا للباحثين فإن مضغ الأسطح الصلبة يزيد من كمية مضادات الأكسدة، وخاصة الجلوتاثيون (GSH) في الدماغ، بينما لم يظهر مضغ الأسطح الأكثر ليونة، مثل العلكة، نفس التأثير.

فوائد مضغ الخشب

أجرى باحثون من كوريا الجنوبية دراسة نشرت في مجلة Frontiers in Systems Neuroscience، حيث لاحظوا زيادة ملحوظة في الوظائف الإدراكية لدى المشاركين الذين قاموا بمضغ الخشب بانتظام، بينما أظهرت أبحاث سابقة أن المضغ يزيد من تدفق الدم إلى الدماغ، وجدت هذه الدراسة أن مضغ المواد الصلبة يعزز مستويات مضادات الأكسدة في الدماغ.

دور الجلوتاثيون في صحة الدماغ

يُعتبر الجلوتاثيون، الذي يُطلق عليه غالبا "مضاد الأكسدة الرئيسي"، عنصرا حيويا للحفاظ على صحة الدماغ والوظائف الإدراكية، الدماغ معرض بشكل كبير للإجهاد التأكسدي بسبب نشاطه الأيضي العالي ووجود كميات كبيرة من الأحماض الدهنية غير المشبعة، التي تكون عرضة للأكسدة، يساعد الجلوتاثيون في تحييد الجذور الحرة وأنواع الأكسجين التفاعلية (ROS) التي يمكن أن تتلف الخلايا والبروتينات والحمض النووي، من خلال تقليل الإجهاد التأكسدي، يحمي الجلوتاثيون الخلايا العصبية ويدعم صحة الدماغ بشكل عام.

فوائد الجلوتاثيون في الوقاية من الأمراض العصبية

يتمتع الجلوتاثيون بخصائص عصبية وقائية تعتبر حيوية للوقاية من الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون ومرض هنتنغتون، يساعد في منع تراكم لويحات الأميلويد بيتا وتجمعات ألفا-ساينوكلين، وهي سمات مميزة لهذه الأمراض. من خلال الحفاظ على صحة الخلايا العصبية ووظائفها، يساهم الجلوتاثيون في طول العمر والمرونة الإدراكية.

وفقا لتقرير نشرته ScienceAlert قام الباحثون بتجنيد 52 طالبا جامعيا من مدينة دايجو في كوريا الجنوبية، وقسموهم إلى مجموعتين، قامت المجموعة الأولى بمضغ علكة مصنوعة من شمع البارافين، بينما قامت المجموعة الثانية بمضغ أعواد طبية خشبية، استخدم الباحثون تقنية التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي لقياس مستويات الجلوتاثيون في القشرة الحزامية الأمامية للمشاركين – وهي منطقة دماغية رئيسية مسؤولة عن التحكم الإدراكي – قبل وبعد المضغ لمدة خمس دقائق، كما خضع جميع المشاركين لاختبار إدراكي قبل وبعد النشاط.

أظهرت النتائج أن المضغ زاد بشكل ملحوظ من مستويات الجلوتاثيون في القشرة الحزامية الأمامية للمشاركين، خاصة في المجموعة التي قامت بمضغ الخشب مقارنة بمجموعة العلكة، كما كشفت اختبارات الإدراك أن ارتفاع تركيز الجلوتاثيون ارتبط إيجابيا بوظيفة الذاكرة، بمعنى آخر، أولئك الذين قاموا بمضغ الخشب وحققوا زيادة أكبر في مستويات الجلوتاثيون أدوا بشكل أفضل في الاختبارات.

قال الباحثون: "على حد علمنا، هذه هي الدراسة الأولى التي تشير إلى أن المضغ يمكن أن يغير مستوى مضادات الأكسدة في الدماغ البشري، وأن زيادة مستويات مضادات الأكسدة في الدماغ ترتبط بوظيفة الإدراك." ومع ذلك أقر الباحثون بأن نتائجهم أولية ولا ينصحون الناس بمضغ الأعواد الخشبية لزيادة مستويات الجلوتاثيون في أدمغتهم، خاصة لمن يعانون من حساسية الأسنان أو مشاكل صحة الفم، بدلاً من ذلك، يمكن أن يساعد تناول الأطعمة المقرمشة مثل الخضروات الطازجة في الحفاظ على مستويات صحية من الجلوتاثيون.

تقدم هذه الدراسة رؤية جديدة حول كيفية تأثير المضغ على صحة الدماغ، وتفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث حول العلاقة بين المضغ ومستويات مضادات الأكسدة، بينما لا يُنصح بمضغ الخشب بشكل مباشر، يمكن أن تكون الأطعمة المقرمشة بديلاً صحيا لتعزيز صحة الدماغ.