محيط الخصر يتفوق على مؤشر كتلة الجسم كعلامة خطر للإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة لدى الرجال
منوعات
محيط الخصر يتفوق على مؤشر كتلة الجسم كعلامة خطر للإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة لدى الرجال
23 آذار 2025 , 09:42 ص

كشفت دراسة جديدة سيتم عرضها في المؤتمر الأوروبي للسمنة (ECO 2025) في مالقة بإسبانيا، ونشرت في مجلة "The Journal of the National Cancer Institute"، أن محيط الخصر (WC) يعتبر مؤشرا أقوى من مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتقييم خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة لدى الرجال، بينما لا ينطبق الأمر نفسه على النساء.  

تفاصيل الدراسة

أجرى الدراسة فريق من الباحثين بقيادة الدكتور مينغ صن، والدكتور جوزيف فريتز، والدكتورة تانيا ستوكس من جامعة لوند في مالمو بالسويد، قام الفريق بتحليل بيانات من 339,190 فردا تم جمعها من سكان سويديين خضعوا لتقييمات صحية شملت قياس مؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر بين عامي 1981 و2019، تم الحصول على تشخيصات السرطان من السجل السويدي للسرطان.  

تم تعريف السرطانات المرتبطة بالسمنة على أنها تلك التي خلصت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) إلى وجود أدلة كافية تربطها بالسمنة، بما في ذلك سرطانات المريء (الغدية)، والمعدة (الفؤادية)، والقولون، والمستقيم، والكبد/القنوات الصفراوية داخل الكبد، والمرارة، والبنكرياس، والثدي (بعد انقطاع الطمث)، وبطانة الرحم، والمبيض، وسرطان الخلايا الكلوية، وسرطان السحايا، والغدة الدرقية، والورم النخاعي المتعدد.  

نتائج الدراسة

خلال متابعة متوسطها 14 عاما، تم تسجيل 18,185 حالة من السرطانات المرتبطة بالسمنة لدى الرجال ارتبطت زيادة محيط الخصر بحوالي 11 سم (مقارنة بين محيط خصر 100.8 سم مقابل 90 سم) بزيادة خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة بنسبة 25%.  

في المقابل، ارتبطت زيادة مؤشر كتلة الجسم بمقدار 3.7 كجم/م² (مقارنة بين مؤشر كتلة الجسم 27.7 كجم/م² مقابل 24 كجم/م²) بزيادة خطر بنسبة 19%. بالإضافة إلى ذلك، بعد الأخذ في الاعتبار مؤشر كتلة الجسم، ظل محيط الخصر المرتفع عامل خطر للإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة لدى الرجال.  

أما لدى النساء، كانت الارتباطات أضعف ومتشابهة لكل من محيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم، على سبيل المثال ارتبطت زيادة محيط الخصر بحوالي 12 سم (مقارنة بين محيط خصر 91.8 سم مقابل 80.0 سم) وزيادة مؤشر كتلة الجسم بمقدار 4.3 كجم/م² (مقارنة بين مؤشر كتلة الجسم 28.3 كجم/م² مقابل 24 كجم/م²) بزيادة خطر بنسبة 13%.  

التفسيرات العلمية

أوضح الباحثون أن "مؤشر كتلة الجسم هو مقياس لحجم الجسم، ولكنه لا يوفر معلومات عن توزيع الدهون، بينما يعتبر محيط الخصر مؤشرا أكثر ارتباطا بالدهون الحشوية، هذا التمييز مهم لأن الدهون الحشوية، التي تتراكم حول الأعضاء البطنية، تكون أكثر نشاطًا من الناحية الأيضية وترتبط بنتائج صحية سلبية، بما في ذلك مقاومة الأنسولين، والالتهابات، ومستويات الدهون غير الطبيعية في الدم، وبالتالي، قد يكون لدى الأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة جسم متشابه مخاطر سرطانية مختلفة بسبب اختلاف توزيع الدهون".  

الفروق بين الجنسين

أشار الباحثون إلى أن "التفسير المحتمل للفروق بين الرجال والنساء هو أن الرجال يميلون إلى تخزين الدهون بشكل حشوي، بينما تتراكم الدهون بشكل أكبر تحت الجلد وفي الأطراف لدى النساء، وبالتالي يعتبر محيط الخصر مقياسًا أكثر دقة للدهون الحشوية لدى الرجال مقارنة بالنساء، وهذا قد يجعل محيط الخصر عامل خطر أقوى للسرطان لدى الرجال، ويوضح سبب إضافة محيط الخصر معلومات عن المخاطر تتجاوز تلك التي يوفرها مؤشر كتلة الجسم لدى الرجال، ولكن ليس النساء".

خلص الباحثون إلى أن "دراستنا تقدم أدلة على أن محيط الخصر يعتبر عامل خطر أقوى من مؤشر كتلة الجسم للإصابة بالسرطانات المرتبطة بالسمنة لدى الرجال، ولكن ليس لدى النساء، بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن محيط الخصر يوفر معلومات إضافية عن المخاطر تتجاوز تلك التي يوفرها مؤشر كتلة الجسم لدى الرجال، قد يكون السبب في ضعف مساهمة محيط الخصر مقارنة بمؤشر كتلة الجسم لدى النساء نتيجة لتفاعلات خاصة بالجنس مع مقاييس السمنة، مثل الهرمونات الجنسية، أو الاختلافات في كيفية انعكاس محيط الخصر ومؤشر كتلة الجسم على دهون الجسم لدى الرجال مقابل النساء، يمكن أن تسهم الأبحاث المستقبلية التي تشمل مقاييس أكثر دقة للسمنة، جنبًا إلى جنب مع بيانات شاملة عن العوامل المحتملة المؤثرة، في توضيح العلاقة بين توزيع دهون الجسم وخطر الإصابة بالسرطان".