نقلت صحيفة العربي الجديد المصرية، عن مصادر مطلعة قولهم إن مسؤولين مصريين أجروا اتصالات مكثفة خلال الساعات الماضية مع نظرائهم في "إسرائيل"، والإدارة الأميركية، وقيادة حركة حماس، حيث تم طرح مقترح مصري لوقف النار في غزة في إطار جهود التهدئة الجارية.
وأفادت المصادر وفق الصحيفة، بأن اتصالات مصرية - أميركية رفيعة المستوى جرت أخيراً، أعرب خلالها الجانب المصري عن استعداده للتوصل إلى تفاهم مع حركة حماس بشأن استمرار الإفراج عن المحتجزين، بشرط وجود ضمانات أميركية واضحة لأي اتفاق محتمل.
وقال مصدر في حركة حماس لوكالة "أسوشيتد برس" إن مصر قدمت مقترحاُ جديداً لمحاولة تجديد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، مشيراً إلى أن حماس ردت بشكل إيجابي على العرض".
وأكد أن هناك مؤشرات إيجابية بشأن طرح مصري جديد في المفاوضات، لكن الفجوات لا تزال كبيرة.
وفي السياق، قال مصدر مصري، لـ"العربي الجديد"، إن مسار المفاوضات المتعلق بمقترح وقف إطلاق النار العاجل لا يزال قائماً، مشيراً إلى أن حركة حماس لم تنسحب من المحادثات، ولم تُبدِ رفضاً للتجاوب مع المقترحات المطروحة.
وأضاف المصدر أن: "هناك مقترحاً مصري لوقف النار في غزة على طاولة الطرفين، ويُنتظر انخراط أوسع في التفاوض، من خلال إرسال وفود إلى القاهرة بهدف تسريع الوصول إلى اتفاق".وأوضح المصدر المصري أن المقترح المصري الأخير لوقف إطلاق النار يضمن التزام المقاومة بتقديم معلومات تفصيلية عن الأسرى الأحياء، والجثامين، والمصابين، إلى جانب مواد مصورة تثبت صحة هذه البيانات. ويتضمن المقترح أيضاً الاتفاق على هدنة أولية يُوقف بموجبها إطلاق النار فوراً، يعقبها انخراط في مفاوضات أعمق للتوصل إلى جدول زمني للإفراج عن بقية الأسرى، مقابل انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن السفير المصري محمد حجازي، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، قوله إن ما تقوم به إسرائيل من تصعيد عنيف ومتواصل في قطاع غزة يكشف عن نهج متعمد لخرق القانون الدولي، ويعكس استخفافاً واضحاً بالتعهدات والاتفاقات التي جرى التوصل إليها، وآخرها اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأضاف حجازي أن هذا الاتفاق لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة جهود دبلوماسية مكثفة قادتها مصر بالشراكة مع قطر والولايات المتحدة، واستمرت لأكثر من عام تحت إشراف مباشر من الإدارة الأميركية. لكنه أشار إلى أن "إسرائيل" أدخلت تعديلات مفاجئة في اللحظات الأخيرة من التفاوض، ما أدى إلى تقويض التفاهمات التي جرى التوصل إليها، وأفشل المرحلة الأولى من التنفيذ، حيث واصلت قواتها القصف، وتجاهلت الالتزامات الإنسانية، ومنها إدخال المساعدات والمعدات اللازمة لتخفيف معاناة المدنيين.
وأوضح حجازي أن المرحلة الثانية من الاتفاق كانت ستشكل نقطة تحول حاسمة، إذ نصت على الانسحاب الكامل من القطاع، وإطلاق عملية إعادة الإعمار، والتوصل إلى هدنة دائمة، لكن السياسات الإسرائيلية حالت دون تحقيق ذلك.
ولفت إلى أن مصر كانت تدرك منذ البداية أن ما يجري يتجاوز الأهداف الأمنية المعلنة، ويرتبط بمخطط أوسع يستهدف تفريغ غزة من سكانها، في جزء من مشروع صهيوني ذي طابع ديني يطاول أيضاً الضفة الغربية.
وكان المتحدث باسم حركة "حماس"، جهاد طه، قد أكد أن حركته، تلتزم تنفيذ بنود الاتفاق وتُظهر قدراً عالياً من المرونة والمسؤولية في التعاطي معه. وأكد أن "الخيار الأمثل في هذه المرحلة يتمثل بمواصلة النقاشات مع الوسطاء لتقريب وجهات النظر"، مشيراً إلى أن "حماس تعاملت بإيجابية مع الطروحات التي قدمها الوسطاء لدفع الاتفاق إلى الأمام".
وأضاف طه أن "حماس، انطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية تجاه الشعب الفلسطيني، وحرصاً على وقف العدوان ورفع الحصار، ستواصل التفاعل الإيجابي مع الجهود المبذولة، رغم إدراك الوسطاء المتزايد أن الاحتلال لا يفي بالتزاماته ولا يحترم ما تمّ التوافق عليه".



