دراسة واسعة النطاق تكشف تأثير الرسائل الإلكترونية
أجرى باحثون من مبادرة "تغيير السلوك من أجل الخير" بجامعة بنسلفانيا دراسة ضخمة بالتعاون مع منصة "زيرن ماث" التعليمية، شملت أكثر من 140 ألف معلم وحوالي 3 ملايين طالب في المرحلة الابتدائية. وهدفت الدراسة إلى اختبار تأثير 15 نوعاً من التدخلات السلوكية البسيطة عبر البريد الإلكتروني مقارنة برسائل التذكير العادية.
نتائج واعدة رغم تواضعها
أسفرت الدراسة عن نتائج مثيرة للاهتمام:
- حققت الرسائل السلوكية تحسناً بنسبة 1.89% في تقدم الطلاب خلال فترة الدراسة التي استمرت أربعة أسابيع
- كانت أكثر التدخلات فعالية هي تلك التي شجعت المعلمين على تسجيل الدخول أسبوعياً للحصول على تقارير مخصصة عن تقدم طلابهم، حيث سجلت تحسناً بنسبة 5.06%
- استمرت الآثار الإيجابية لمدة ثمانية أسابيع بعد توقف الرسائل
أهمية التخصيص والبيانات الشخصية
أوضحت أنجيلا داكويرث، أستاذة علم النفس بجامعة بنسلفانيا والمشرفة على الدراسة: "النتائج الواعدة تكمن في أن الرسائل المخصصة التي تحتوي على بيانات عن تقدم طلاب كل معلم كانت أكثر فعالية من الرسائل العامة".
تحديات وتطلعات مستقبلية
رغم النتائج الإيجابية، يؤكد الباحثون أن:
- التأثيرات كانت متواضعة وتحتاج إلى تدخلات أكثر كثافة
- هناك حاجة لمزيد من الدراسات لفهم الآليات الكامنة وراء هذه النتائج
- يجب اختبار تأثير هذه التدخلات على المدى الطويل
تمكن الباحثون من إنجاز هذه الدراسة الواسعة بفضل الشراكة مع منصة "زيرن ماث" التعليمية. كما أتاح نهج "الدراسة الضخمة" الذي اتبعوه مقارنة فعالية 15 تدخلاً مختلفاً في نفس الوقت ضد مجموعة مرجعية واحدة.
رؤى مستقبلية
تشير النتائج إلى عدة مسارات للبحث المستقبلي:
- اختبار تأثير الحوافز الخارجية إلى جانب النصائح السلوكية
- دراسة العوامل النفسية التي تجعل بعض التدخلات أكثر فعالية من غيرها
- تطوير سياسات تعليمية أكثر ذكاءً بناءً على هذه النتائج
تختتم داكويرث بالقول: "كلما فهمنا بشكل أفضل سبب نجاح شيء ما، تمكنا من استخدامه بشكل أكثر قوة لإحداث تغيير إيجابي. قد يساعد هذا الخط من البحث في تشكيل سياسات تعليمية أكثر فعالية في المستقبل".
تم نشر هذه الدراسة في مجلة "Proceedings of the National Academy of Sciences" وتسلط الضوء على إمكانات التدخلات منخفضة التكلفة في تحسين النتائج التعليمية، خاصة في مجال الرياضيات الذي يعاني منه الطلاب الأمريكيون منذ عقود.



