تحذير دولي بشأن "أبطال الطبيعة الصامتون"
أصدر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) تحذيرا خطيرا يوم الخميس، مشيرا إلى أن 411 نوعا من الفطريات تواجه خطر الانقراض، من بين 1300 نوع تم تقييم وضعها الحفاظي بدقة. وتشكل هذه الأنواع أساسا حيويًا لمعظم النظم البيئية على الأرض.
الفطريات: حجر الزاوية في النظم البيئية
وصفت الدكتورة جريتل أجيلار، المديرة العامة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الفطريات بأنها "الأبطال المجهولون للحياة على الأرض"، مشيرة إلى أنها تشكل العمود الفقري للنظم البيئية الصحية، لكنها ظلت مهملة لفترة طويلة، وأضافت: "حان الوقت لتحويل هذه المعرفة إلى إجراءات ملموسة لحماية المملكة الفطرية الاستثنائية التي تدعم الحياة كما نعرفها."
أسباب التهديد الرئيسية
كشف التقرير عن عدة عوامل بشرية تهدد الفطريات:
1. التوسع الزراعي والعمراني: يؤثر على قرابة 300 نوع فطري.
2. التلوث النيتروجيني: يهدد 91 نوعا، خاصة في أوروبا.
3. **إزالة الغابات**: تشكل التهديد الرئيسي لـ 198 نوعا على الأقل.
4. تغير أنماط الحرائق: بسبب التغير المناخي في الولايات المتحدة.
أنواع مهددة بشكل خاص
من بين الأنواع المهددة:
- الفطر الشمعي الليفي: Hygrocybe intermedia، الموجود من إسكندنافيا إلى جنوب إيطاليا.
- الفطر الفرسان العملاق: Tricholoma colossus، الذي أصبح معرضا للخطر بعد فقدان 30% من غابات الصنوبر القديمة.
- Gastroboletus citrinobrunneus: المهدد بسبب تغير تكوين الغابات في سييرا نيفادا.
آثار الانقراض على النظام البيئي
أوضح البروفيسور أنديرس دالبرغ، الذي قاد التقييم، أن "فقدان الفطريات يؤثر على كل أشكال الحياة التي تعتمد عليها"، مشبّها دورها بـ"الميكروبيوم في أمعائنا الذي يضمن صحتنا". وأضاف: "مع فقدان الفطريات، نفقد خدمات النظام البيئي وقدرته على الصمود، من مقاومة الجفاف والأمراض في المحاصيل والأشجار إلى تخزين الكربون في التربة."
يضم القائمة الحمراء للاتحاد الآن حوالي 170,000 نوع مهدد، أكثر من 47,000 منها معرضة لخطر الانقراض. ويحث التقرير على اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذه الكائنات الحية الحيوية التي تشارك في:
- إنتاج الغذاء والمشروبات
- التخمير
- الصناعات الدوائية
- الحفاظ على التوازن البيئي
يختتم التقرير بالتأكيد على أن حماية الفطريات ليست مسألة ترف، بل ضرورة حيوية للحفاظ على صحة الكوكب وضمان استمرارية الحياة كما نعرفها. ويشدد على الحاجة إلى سياسات بيئية أكثر صرامة ومبادرات عالمية متضافرة لمواجهة هذه الأزمة البيئية الصامتة.
