حزب الله، هبة باردة، هبة ساخنة
مقالات
حزب الله، هبة باردة، هبة ساخنة
حليم خاتون
10 آب 2025 , 19:19 م

كتب الأستاذ حليم خاتون:

نشاطات حزب الله تتركز هذه الأيام على الدوران حول نفس سياسة أيام زمان في اللقاء مع كل القوى دون استثناء!!!...

كان السيد الشهيد يقول:

"نرمي عليهم الحجة!"...

هل تُرمى الحجة على يزيد الثاني بن فرحان؟

هل تُرمى على من يتلقى الأمر منه ومن إسرائيل، والإثنان سواء في خدمة المشروع الإستعماري للمنطقة؟...

في الظاهر، قد يبدو هذا مطلوبا من أجل الوحدة الوطنية...

لكن... يا جماعة، هل تظنون فعلا أن نواف سلام وجوزيف عون لا يعلمان ماذا فعلا، وماذا يفعلان؟

هل تظنون أن الوزراء الذين صفقوا بعد خروج وزراء الثنائي من جلسة العمالة والخيانة، فعلوا ذلك بنكد (ولاد صغار) أم أن هذا هو المخطط الذي أمرهم يزيد بن فرحان بالعمل لأجله وقد نجح؟

هل تظنون أن الكثير من القوى التي تزورونها لتضعوها أمام المسؤولية التاريخية في وجود الكيان اللبناني بالوضع الذي هو عليه اليوم؛ هل تظنون هذه القوى غبية لا تعرف؟

إلى ماذا يريد حزب الله الوصول؟

هل ذهب للبحث مع فيصل كرامي في استراتيجية دفاعية؟

هل يريداستعادة الإبن الضال الذي "مين ما تجوز إمي، بقلو يا عمي!"...

هل يريد حزب الله مناقشة سامي الجميل في نوعية "النواضير" الواجب استعمالها؟

هذا اذا سمحت أميركا وإسرائيل لهذه "النواضير" أن تأتي إلى الجيش اللبناني أساسا...

حزب الله لا يزال يتصرف مع الجميع على قاعدة:

"إغفر لهم يا أبتاه... هم لا يعلمون ماذا يفعلون"...

غفر الرب لهؤلاء صلبهم السيد المسيح، فانتهى الأمر بأحفاد أحفادهم يصلبون الشعب الفلسطيني بأكمله على طريق صلب كل شعوب المنطقة إما قتلا أو تهجيرا أو استعبادا...

هل فهمتم يا غوييم؟...

بين العقلانية والسلم الاهلي يوشك الوطن أن يضيع...

آخر مستجدات نشاطات حزب الله لتطويق قرار الحرب الأميركي الاسرائيلي السعودي عليه وعلى كيانات المنطقة بأيد لبنانية قذرة، كان الطلب إلى قطر لعب دور وساطة في هذا القرار المصيري!

قطر!! وما أدراك ما قطر...

إنها قطر التي اشترت ضباط الجيش السوري لخيانة وطنهم وإسقاطه بالموتوسيكلات!!!

تماما كما هي تركيا التي قدمت سوريا لقمة سائغة لإسرائيل طمعا في السيطرة على هذا البلد العربي الثاني في السبي...

تماما كما هي روسيا التي يسيطر عليها لوبي الأوليغارشيا اليهودية الصهيونية فيجعلها ترسل طائرات سو ٣٥ المخصصة لإيران الى الجزائر بدلا عن ذلك خدمة لإسرائيل...

يكاد المرء يكفر بكل هؤلاء الإخوة الأعداء، وحلفاء السوء والسم...

بعد الحرب العالمية الثانية سأل أحد الصحافيين أمين عام الحزب الشيوعي اليوغوسلافي الماريشال جوزيف بروز تيتو عن النصر بالتحرير من الاحتلال النازي قاصدا أن يشكر المارشال الحلفاء؛ فكان جواب تيتو...

لا يملك أي كان جميلا في تحرير يوغوسلافيا بإستثناء شعوب هذا البلد...

الحلفاء حاربوا خدمة لمصالحهم؛ ونحن حاربنا من أجل حريتنا!

هل قامت كل المقاومة في لبنان على شخص السيد حسن حتى نرى مدى البؤس الذي يسيطر على كل تصرفات حزب الله هذه الأيام...

تثير فيّ الفزع تحليلات الأستاذ محمد علوش وبعض دوائر عين التينة!!

الحمدلله ان الدكتور قاسم قصير خرج عن المحاباة وبدأ بإطلاق صرخات الدعوة إلى العودة إلى أصول الثورة الحسينية الكبرى...

الكثير من المحللين يستبشرون خيرا من عدم تسرب أية معلومات عما يجري داخل الحزب، ويقولون أن هذا عائد إلى إعادة هيكلة المنظومات داخل حزب الله، وهذا خبر جيد...

كلنا يأمل هذا!

بالود فعلا أن يكون ذلك صحيحا، وإن حزب الله يقوم فعلا بورشة ضخمة لضمان قيام قيادة وسيطرة تخلف كل البنى التي أصيبت إصابات بالغة أثناء الحرب؛ لكن تصرفات حزب الله وتصريحات قياداته تُظهر أن هذا الحزب مصر على الاحتفاظ بالقيادة الهرمة التي فشلت في العقدين الأخيرين في تطوير أسس بناء دولة في لبنان، وهو لا يزال يعتمد نفس السياسات ونفس المعايير القديمة...

عدم ظهور شيء ليس ناتجا بالضرورة عن أفعال سرية عظيمة وجهود جبارة...

قد يكون ذلك ناتج عن غياب أية فعالية ومجهود بالأصل...

على بيئة المقاومة أن تبقى يقظة ولا تسمح لعين الحارس بأن تسهو...

كلما برد حزب الله، على البيئة هز بدنه لكي يعود فعلا إلى العهد...

البقاء على العهد ليس كلمة تقال هكذا...

البقاء على العهد هو فعل على الأرض نريد أن نراه ونعيشه حتى لو كان العالم كله إلى جانب إسرائيل وليس أميركا والسعودية وأعراب الخيانة الكلاب فقط!!

بدل لفة العروس التي تقوم بها قيادات هذا الحزب على الأحزاب والقوى السياسية التي لا تسمن ولا تغني عن جوع ربما كان من الأفضل لهذا الحزب أن يدعوا القوى المستعدة لقتال إسرائيل وجماعات التكفير إلى مؤتمر عاجل تنبثق عنه هيئات تشرف على استنهاض كل القوى الحية من اجل القتال في مواجهة الحرب الأميركية السعودية الإسرائيلية القادمة حتما...

بالتأكيد ان فيصل كرامي المشغول هذه الأيام بنسج علاقات ود مع السعودية لم يعد كما الكثيرون من القوى السٌنّية يهتم لا بفلسطين، ولا بالقدس...

من يعتقد أن أشرف ريفي او خالد الضاهر او حسن مرعب او فؤاد مخزومي تهمه فلسطين هو من يعتقد أن من انقلب على المقاومة يمكن أن يكون فيه خير!!

المطلوب من حزب الله أكبر بكثير مما نراه، وابعد بكثير مما تقوم به الطبقة البيروقراطية في هذا الحزب...

انتهى زمن المشاركة في سلطة العمالة!

اول من يجب أن يختفي في الإنفاق تحت الأرض ويباشر العمل السري هم طبقة الوزراء والنواب والقيادات الرسمية في الحزب!

زمن المشاركة في سلطة الفساد وتغطية الفاسدين ولو دون قصد قد ولّى...

البيئة التي دافعت عنكم لأنها اعتبرت غض الطرف عن السرقات والنهب والفساد ليس جرما بالسرقة والنهب والفساد؛ هذه البيئة نفسها لا يمكن أن ترضى بوجود حزب الله في سلطة العمالة!

تريدون عدم ترك الساحة لنواف سلام كما حصل مع فؤاد السنيورة!

دعوا الأخ الأكبر يبقى عينكم في هذه السلطة...

هو عاشر الفاسدين أيام رفيق الحريري وكان باستطاعته معاشرة الحريري الثاني والثالث...

هو عاشر الهراوي وخطة الصدام مع المقاومة التي أجهضها يومها قائد جيش وطني ماروني هو الجنرال إميل لحود وليس أحد سواه...

حتى قرارات السنيورة البتراء بقيت لأنكم أنتم من سمح ببقائها في فضيحة مؤتمر الدوحة حيث ذهب المنتصر يعطي المهزوم السلطة على طبق من ذهب...

رجاء، لا تحركوا أوجاعنا!!

على حزب الله البدء فورا بتهيئة الأرض لحرب طويلة لا هوادة فيها ضد المشروع الأميركي الإسرائيلي السعودي حتى لو اضطررنا إلى قصف قصر محمد بن سلمان الأكثر صهيونية من الأميركيين أنفسهم!

الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل تبدأ بالخروج فورا من حكومة العمالة والخيانة!

سواء أردتم أم لم تريدوا، انتم تغطون العمالة والخيانة طالما انتم داخل هذه الحكومة القذرة بأعضائها واهدافها وغاياتها!

تحرير الصين التي استطاعت أن تصبح عملاق العالم المقبل بدأ بالخطوة الأولى التي خطاها ماو تسي تونج عندما خرج من التحالف مع عميل الغرب تشان كاي تشيك وأعلن الثورة...

انتم أمام خيارين لة ثالث لهما...

إما الخروج والثورة كما فعل إمامكم قبل ألف وأربعمائة عام...

وإما البقاء ملحقين بالعمالة لا تختلفون في هذا عن كل من هادن الشر حتى أصبح خادما له...

يكفي ان تسمع بيئة المقاومة تصريح وزير دفاع العمالة يتحدث عن التنسيق في سحب السلاح مع دول المجموعة التي ضمنت وقف النار الذي لا يزال يقتل أهلنا ويدمر بيوتنا...

اخطأتم يومها...

لا تستمروا في الخطيئة وألا فلعنة الله عليكم والمؤمنون!

اخرجوا ولا تتستروا بالعهد...

ارونا فعلا انكم تصونون هذا العهد...

إبداوا بقطع ألسنة الكلاب الداشرة علينا، لنصدق فعلا أن اليد التي سوف تمتد إلى السلاح...

سوف تُقطع وتقطع رؤوس العمالة في هذا البلد...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري