قال مصدر مصري لصحيفة الأخبار اللبنانية اليوم السبت إن المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة بشأن العودة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما تزال متعثّرة.
ومردّ ذلك وفقاً للصحيفة إلى التعنّت الإسرائيلي الذي يقف حائلاً دون إحداث اختراق في جدار المفاوضات، وتحقيق هدنة إنسانية تسهم في إدخال المساعدات بشكل فوري إلى غزة، وتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.
وأضاف المصدر أنه “على رغم حالة الجمود تلك، يسود القاهرة تفاؤلٌ حذر بإمكانية تحقيق تقدّم في الساعات المقبلة، خصوصاً مع اقتراب عيد الفطر، والذي يسعى الوسطاء إلى إحلال «هدنة» خلاله، كمقدّمة لاتفاق أوسع”.
وأشارت إلى أن القاهرة تعمل على تسريع مسار المفاوضات من خلال تقديم مقترحات «واقعية تحظى بدعم أميركي وقطري»، وهي تسعى إلى «تذليل العقبات» التي تضعها تل أبيب، وخصوصاً في ما يتعلق بآلية إدخال المساعدات والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال تناور عبر طرح شروط غير واقعية تعرقل التوصل إلى اتفاق.
ووفقا لمصادر مطّلعة على سير المفاوضات، فإن المقترح المصري يتضمّن «وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار يمتد لنحو 50 يوماً، مقابل الإفراج عن خمسة أسرى إسرائيليين، وإطلاق عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع تفعيل آلية إدخال المساعدات بكميات كافية، تشمل المواد الغذائية والطبية والمستلزمات الأساسية لإغاثة المدنيين».
ولفتت المصادر إلى أنه على رغم أن حركة «حماس» لم تعلن رسمياً عن موقفها النهائي من هذا المقترح، تشير التسريبات إلى أنها «أبدت استعدادها للتجاوب مع الطروحات المصرية، والتي تشمل إطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي – الأميركي، عيدان ألكسندر، استجابةً للطلب الأميركي، شريطة أن تكون هناك ضمانات بتنفيذ المرحلة الثانية التي تتعلق بوقف الحرب بشكل كامل، وهو ما تراه مصر مستحيلاً من دون ضغوط أميركية حقيقية غير متوافرة حتى الآن».
وأكدت أنه تسود قناعة لدى القاهرة بأن الوصول إلى اتفاق يتطلّب تقديم ضمانات دولية واضحة تلزم إسرائيل بوقف العمليات العسكرية وعدم عرقلة تنفيذ الهدنة.
ونوهت إلى أنه لذلك تسعى مصر لدى الولايات المتحدة لضمان «عدم إفشال جهود الوساطة»، بحسب المصادر التي أشارت إلى أن موقف الإدارة الأميركية بات «أكثر انفتاحاً» حيال المقترح المصري.
ووفقاً مسؤول مصري بارز، فإن «القاهرة تسعى لدى الأطراف كافة، بما فيها واشنطن، لدفع إسرائيل نحو تقديم تنازلات حقيقية تكفل التوصّل إلى اتفاق».
وشدد على أن «إطالة أمد الحرب تزيد الوضع الإنساني سوءاً، وتخلق تداعيات أمنية إقليمية لا يمكن احتواؤها بسهولة»، موضحاً أن تحركات بلاده شملت تكثيف الاتصالات مع عدد من الدول الفاعلة، بما في ذلك السعودية وتركيا، لضمان موقف عربي ــ إسلامي موحّد يدعم جهود وقف إطلاق النار.



