لقاء ترمب - نتنياهو, تحليل اولي حول اللقاء
مقالات
لقاء ترمب - نتنياهو, تحليل اولي حول اللقاء
فراس ياغي
8 نيسان 2025 , 11:05 ص


كتب الأيتاذ فراس ياغي

*تظهر العلاقة بين الطرفين بأنها أكثر وضوحا واكثر صراحة واكثر عملية من غيرها خاصة الرئيس الصهيوني السابق بايدن، ويبدو ان الإستدعاء إلى نتنياهو جاء للتوافق والتنسيق حول مجمل القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على إستراتيجية الرئيس ترمب، خاصة أن منطقة غرب آسيا يعتبرها ترمب ضمن منطقة النفوذ التي لا إستغناء عنها بعكس مناطق أخرى في العالم، وعليه أعتقد أن الأمور جائت كالتالي:*

*أولا- القضية المركزية كانت إيران، ويبدو أن ترمب أراد أن يبلغ نتنياهو مباشرة بأنه يفضل الحل الدبلوماسي وأن ذلك يتطلب إنضباط إسرائيلي، وبحيث يبدو لي أنه تم التوافق على التنسيق مع إسرائيل بما يتعلق بمطالبها بهذا الخصوص، ويبدو أن التوافق إرتبط بمهلة زمنية للمفاوضات الأمريكية الإيرانية، لذلك رأينا الرئيس ترمب يتحدث عن تفضيله للحل والاتفاق وغير ذلك يعني الصدام، ويبدو أن منطلقات الحل المطروح مع إيران في ظل إدارة "توراتية" في البيت الأبيض تعني الموقف الإسرائيلي، ونتنياهو اوضح موقفه بأنه يقبل أن يكون الموقف كما تم حل الملف النووي الليبي كحل للملف النووي الإيراني، وهذا يعني أن إدارة ترمب سوف تعمل وفقا للمتطلبات الإسرائيلية، ولكن هذا ليس بالضرورة هو الذي سيحدث أثناء المفاوضات، هذا يعني أن الحل العسكري مؤجل ولكن يبقى مطروح على الطاولة*

*ثانيا- ملف تركيا في سوريا والتوافق على التعامل معها وفق محددات ومفهوم تقاسم النفوذ وبما يعني ذلك إحترام دور تركيا في سوريا وهنا أشار الرئيس ترمب إلى "علاقته الرائعة مع هذا الرجل اردوغان، وقال أحبه ويحبني وهذا يغضب وسائل الأعلام"، وهذا يشير إلى أن الدور الأمريكي هو الحاسم في تقرير طبيعة مناطق النفوذ في سوريا بين تركيا وإسرائيل، اي أن الامريكي سيكون وسيط بين الطرفين*

*ثالثا- ملف غزة...يتضح ان هناك تناغم إلى حد ما في ملف غزة، حيث التوافق على مفهوم التهجير الطوعي وهو في الحقيقة تهجير قسري، بل قال ترمب بأن "غزة ستسمى منطقة الحرية بعد نقل السكان منها"، ويبدو هناك إتفاق كامل على سحق حماس بإعتبارها شر كامل، لكن كما يلاحظ هناك وكما يبدو فجوة بما يتعلق بالأسرى والمحتجزين في غزة، ويبدو ان ترمب يبحث عن صفقة تبادل أسرى سريعة خاصة قبل زيارته للمنطقة وبالذات السعودية، ونتنياهو لديه شروط اساسها ان تكون صفقة جزئية لا تنهي حرب الإبادة، فنهايتها تعني نهايته وتفكك إئتلافه، اما كيف يتم جسر هذه الفجوة، فيبدو أن التوجه هو للضغط على الوسطاء للضغط على حماس وبما يحقق شرط نتنياهو بعدم تضمين أي صفقة إنهاء الحرب*

*رابعا- ملف الضفة...واضح أن هناك تناغم تام بما يتعلق بالضفة لعدم الإشارة إليها، أي أن إدارة ترمب تدعم توجهات حكومة نتنياهو في الضفة تحضيرا لفرض الضم والسيادة على أغلبها، او وفق قول احد المصادر "في الضفة سيكون الحل، ما لإسرائيل ستأخذه، وما بقي سيكون للفلسطينيين"*

*خامسا- قضية التعرفة الجمركية، وكما يبدو حقق الرئيس ترمب مبتغاه بأن الدول التي فرض عليها تعرفة جمركية تأتي للتفاوض وفقا للشروط الأمريكية، ويتبين هنا ان الرئيس ترمب في الملف الإقتصادي غير مستعد لإعفاء أحد، خاصة حين قال ان "إسرائيل تحصل على الكثير من المساعدات الأمريكية وتأخذ سنويا اربعة مليارات دولار"، لكن نتنياهو لم ينجح في نخفيف نسبة الرسوم الجمركية ولكنه كما يبدو واثق أنه سيتم إعفاء إسرائيل من التعرفة الجمركية لاحقا، لكن حقق نتنياهو للرئيس ترمب ما يريد في هذا الملف*

*اللقاء الذي تم وفق طلب إستدعاء على عجل مرتبط بالأساس اولا واخيرا بالملف النووي الإيراني، وبما يشير لطموحات ترمب بأنه قادر على فرض الشروط التي يريد عبر التهديد، وواضح أنه اراد أن يسمع مباشرة ما هي مطالب نتنياهو بما يتعلق بالملف النووي قبل دخول إدارته في مفاوضات مع إيران، ويبدو أن الموقف النتنياهوي هو تعجيزي، يريد فك البرنامج النووي كاملة كما حدث مع ملف ليبيا النووي، طبعا هذه امنيات نتنياهو، في حين إيران تفهم المفاوضات بشكل مختلف وترى الاتفاق النووي السابق هو المرجعية، طبعا وبالتأكيد طرح نتنياهو مطالب أخرى تتعلق ببرنامج الصواريخ الإيرانية، ودعمها لحركات المقاومة*

*إدارة ترامب هي أكثر إدارة متطرفة ومؤيدة لإسرائيل، بل لمفهوم الدولة التوراتية، لذلك سوف تحمل هذه الإدارة شروط إسرائيل في المفاوضات لأن من يشعر بالتهديد من إيران هي إسرائيل وحلفاء واشنطن في المنطقة، اي أن الهدف النهائي من المفاوضات مع إيران، يأتي في سياق الإخضاع ولبس في اي سياق آخر، لأن كل ما يسعى له الرئيس ترمب هو تسييد إسرائيل على المنطقة وتوسيع الإتفاق الإبراهيمي عبر التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة*

المصدر: موقع إضاءات الإخباري