هما نفسهم كانوا مقدمين نفسهم كعلماء الأمة، ومؤسسين لمجلس شورى العلماء، ويتحدثون باسم علماء الإسلام، وقد أفتى أكثر من 500 عالم بوجوب الجهاد في سوريا... وهكذا
ومع أول اختبار أمام قاضي المحكمة قالوا عن أنفسهم أنهم ليسوا علماء ولا ليهم في الفتاوى، ..!!
حدث كهذا يُفترض أنه يهز ضمير الأمة، ويفقد الثقة في هذه الفئة التي ضلت وأضلت ملايين الشباب باسم السلف الصالح والفرقة الناجية، بينما في الواقع كانوا ينشرون مذهب الخوارج التكفيري، ويدعمون الإرهاب والوهابية المجرمة التي تستحل دماء المخالفين في الرأي.
حدث كهذا يُفترض أن يظل مادة خصبة للإعلام والصحافة فترة من الزمن لدراسة وفحص هذا التيار، ومراجعة أفكاره.
لكن للأسف مر الحدث مرور الكرام، ولم يتعظ أحد مما جرى وسيجري..
قيل أن الأمم الحية هي التي تستفيد من عثراتها، وتراجع أخطاءها، وتملك الوعي والشجاعة لنقد الذات، أما الأمم الميتة هي التي يسري فيها دم هؤلاء كالنار في الهشيم، لا أحد يعترض طريقه، فهو يعلم جيدا بموت الأمة، وأنه لا طاقة ولا بصيرة لرؤية هذا الخداع فضلا عن مقاومته..
والتاريخ يحكي للأسف أنه ما من أمة ميتة إلا ويحدث فيها الزلازل والمصائب والكوارث...فقط لتصحو، فإحياء أمة لم ولن يكون مجانا، لابد من الخسارة قبل الاستفاقة، ورهاننا ودعائنا أن تكون هذه الخسارة قليلة، أو في مستوى يسمح بتحمله...



