بد الحميد كناكري خوجة : ” إيران“ إسم يكتب بماء الذهب والمسك والزعفران
مقالات
بد الحميد كناكري خوجة : ” إيران“ إسم يكتب بماء الذهب والمسك والزعفران


” هل جزاء الإحسان إلا الإحسان “

مكارم الأخلاق وشكر النعمة هي صفات يتميز بها كل مسلم مؤمن. وأركز هنا على المسلم المؤمن فليس كل مسلم مؤمن فالمعروف عن شكر النعمة هو المجازاة على الإحسان كما هو الثناء لمن قدم الجميل يوما ورمى طوق النجاة ووقف معنا على السراء والضراء مسخرا إمكانياته لنشلنا من الغرق في مستنقع الفوضى الخلاقة والإقتتال الطائفي والإنجرار لما يخطط ويرسم لبلدنا ولنا كشعب من قبل القابعين داخل غرف الموك الصهيوأمريكيةغربيةرجعيةأعرابية المتواجدة ضمن بلدين عربيين وغيرها من جحور وسراديب بهدف تقسيم وتقزيم وإدخال البلاد في دوامات العنف هذا الأمر الذي يرضي أعداء أمتنا العربية والإسلامية وحتى منها المسيحية الشقيقة.

فالمؤمن الحق والكيس هو من يشكر كل من قدم إليه خيرا وصنع له معروفا يحققه بالإعتراف بتلك المواقف بعيدا عن روح الطائفية والتعصب الأعمى الذي تغذيها القوى الظلامية الشيطانية الحاقدة والتحدث بهذه المواقف النبيلة. ومن لايشكر الآخرين لايشكر الله ويكون بمثابة الكنود الجاحد والمنكر للمعروف.

سأغوص وإياكم قليلا وباختصار دون إسهاب في عمق وجذور الحضارة الإيرانية.

لقد أثبت علماء وخبراء ومختصون في التاريخ القديم أن أول شواهد العصر الحجري موجودة على حفريات في جبال” زكروس“ غرب إيران والتي تعود إلى حوالي 100,000 قبل الميلاد.

حقا أنه البلد العريق العتيق والذي أنجب من رحمه نخبة كبيرة من علماء المسلمين الأفذاذ مثل” سيبويه“ مؤسس علم النحو و” الخوارزمي“ في الفلك والجبر و” الرازي“ والفردوس وإبن سينا والغزالي وعمر الخيام وجلال الدين الرومي الشاعر الصوفي الكبير ونور الدين الطوسي عالم الفلك والفيلسوف، والسعدي صاحب ديوان البستان والجولستان وعالم البصريات الشهير كمال الدين فارسي صاحب نظرية الإنكسار والإنعكاس وكذلك الشاعر الكبير شمس الدين حافظ الشيرازي ألمع شخصية أدبية والأصفهاني ونصير“ وغيرهم من عقول وأدمغة وأمخاخ أناروا الطريق للبشرية وكانوا بمثابة أقمار ونجوم تلألأت في ظلام الليل.. لقد كانت بلاد فارس أيضا مركزا للفن والأدب والعلوم وكان للفرس أثر كبير في إزدهار الحضارة الإسلامية..والحديث عن ذلك لاتكفيه صفحات.

نعم إنه بلد حضاري ومد جسور الحضارة إلى العالم أجمع والأجمل من ذلك أنه بلد ينتهج التشريع القرآني ويهتدي بسوره وآياته العطرة المباركة أولا ويدافع عن القرآن في كل مرة يساء إليه، كما يتخذ آل بيت رسول الله (ص) القدوة الحسنة ومن بعدهم صحابة موثوقين مخيرين مجتبين لاغبار على أقوالهم وأفعالهم تجاه النبي الأعظم وآل بيته رضوان الله عليهم.

ولو سلطتنا حزمة الضوء على وقفات وبوادر هذا البلد تجاه قضايا أمتنا العربية منذ إنتصار ثورته وحتى وقتنا الراهن لوجدناها أنصع من بياض الثلج. مواقف ساطعة ناصعة مشرقة مشرفة دون أدنى نكران للمعروف أو كنود أو جحود. وعذرا إذا كنت الآن سأتطرق قليلا لموضوع الملل والنحل والمذاهب فهذا غير مدرج في ناموسي وقاموسي، لكن القصد من وراء ذلك هو تسليط الأضواء على الحقائق وما تشير إليه هذه المقولة التي تؤكد حقا مايراه ويشاهده ويسمعه العالم أجمع خصيصا أنها رسالة لأولائك القوم المتعامية أبصارهم والمغلقة أفواههم عن قول كلمة الحق” فإذا كان دعم المسلمين من شيعة آل بيت رسول الله (ص) لفلسطين السنية ليس لله، فهل خذلان السنة لفلسطين السنية هو لله؟!!! “.

لكن ماهو السبب الرئيسي لطمس كل تلك الحقائق الدامغة والمواقف المشرفة الصادرة عن طهران يكون الجواب: هو خروجها من عباءة المصالح الإستعمارية ودعمها للقضية الفلسطينية ووقوفها بجانب المكلومين المظلومين من أبناء الشعوب الإسلامية ومنذ بزوغ فجر ثورتها سنة 1979.

تلك الثورة التي أعادت البلاد والعباد إلى مسارها القويم وطردت المصالح الصهيوأمريكية الطامعة بنهب ثرواتها وجرها إلى مستنقع الفساد والرزيلة والتطبيع مع محتل فلسطين العربية هذا الأمر الذي كان سائدأ عصر الشاه المخلوع.

والحقيقة الأخرى هي أن الغرب ومن يدور في فلك الصهاينة والأمريكان إعتاد أن يرقص على أنغام العداء لإيران والعزف على أوتار الطائفية ضد هذا البلد الذي لايزال يحافظ على ضبط النفس والصبر الإستراتيجي حتى وقت كتابة هذه السطور بالرغم من حملات التحريض المستمرة التي تبرز الشعارات الطائفية إلى السطح وتعتمد على ذرائع كاذبة وحجج واهية، ورغم المرجفون وضاربي الودع والشامتون هاهي البراهين تؤكد للمنخدعين والمغسولة أدمغتهم والمشحونة أفئدتهم بحقد جرعوه من مخابر قوى الشر العالمية وهاهي الحقائق تثبت عكس ذلك تماما وتكون حجة دامغة على صواب نهج وسياسة إيران في جميع المستويات الدينية، الدبلوماسية والعسكرية وغيرها من سياسات محقة وعادلة منبثقة عن مقررات ثورتها الإسلامية.

ومنذ ذاك الوقت لم تهدأ الآلات والماكينات الإعلامية الحاقدة والمأجورة عن صنع وفبركة المقاطع والفديوهات وكتابة التقارير المزورة والمحرفة وتجنيد مرتزقة وعملاء من بائعي الضمائر وعديمي الوجدان والشرف والنخوة للإساءة وتلطيخ وتشويه سمعة هذا البلد الحضاري. وبالرغم من كل ذلك أصبح يعلم السواد الأعظم من الشعوب أن كل مايصدر عن تلك المنابر والأبواق والمنصات الإعلامية المأجورة الممولة بأموال بعض حكام الرجعية الأعرابية هو إرضاء لأعداء فلسطين والأمة العربية والإسلامية وتنفيذ لما رسم داخل غرف الموك وسراديب ودهاليز إستخبارات هذا العدو. لقد بدأ الجميع يدرك أن الكثير من منابر ومنصات السلطة الرابعة كانت قد تحولت إلى سلطة خاضعة راكعة.

هل ينكر أي وطني شريف وقفات هذا البلد مع القضية المركزية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك؟ وكذلك تصديها لموجات الإرهاب الدموي التكفيري الذي لامس تراب العراق وسورية؟ ووقوفها كالصخرة المنيعة الصلبة بوجه المؤامرة التهديمية التخريبية الكبرى التي نالت من بعض بلدان وطننا تلك المؤامرة الكبرى المتنكرة والمستترة برداء وعباءة مايسمى ربيع التغير العربي وإحلال الديموقراطية، تلك الموجات التي لاتحل ضيفا إلا ببلدان إتخذت على عاتقها واجب مؤازرة فلسطين ولاتغطي غيومها القاتمة سوى سماء دول الصمود والتصدي والممانعة تلك الدول التي وقفت كحجر عثرة بوجه مخططات الغاصبين المحتلين لفلسطين ومن ساندهم من إدارات الحكومات الأمبريالية المتعاقبة. لقد رأى العالم أجمع ديمقراطيتهم المزعومة في أبو غريب وغوانتوناما وغيرها من سجون وزنزانات ومعتقلات دارات وتدور بها أشد أنواع الإنتهاكات لحقوق الإنسان وبات الجميع يدرك حجم الدعم الكبير التي كانت قد قدمته طهران لقضية العرب والمسلمين الأولى (فلسطين) كان ذلك فضلا لإنتصارات ساحقة لقوى المقاومة جعلت العدو يجر أزيال الخيبة والهزيمة سواء في فلسطين أو لبنان وقد أكد وجاء ذلك على لسان معظم المقاومين الفلسطينيين وقيادييهم.

إنها السياسة الإيرانية التي تجمع بين الرؤى التكتيكية والإستراتيجية والفصاحة والحصافة الفكرية، وتعتمد على سياسة الأخلقة والأنسنة وتبقى بمثابة القلعة الفولاذية في وجه القوى الحاقدة المعادية. نعم إنه بلد عظيم حافظ على إستقرار سورية أبان فترة تواجده فوق أراضيها مانعا عنها التقسيم والتقظيم. هاهي الحقيقة تظهر الآن لمعظم أبناء هذا الشعب السوري العظيم الذي أصبح يدرك حجم المخطط الصهيوأمريكي الذي نال من ترابه الوطني وأدى إلى تدمير مؤسسته العسكرية من قبل الصهاينة والإعتداءات العسكرية المتكررة على الشعب السوري وبنيته التحتية والفوقية والأفواه مكتومة وأعراب الخراب صم بكم عمي حيث لم نعد نسمع جعرات التحريض على الحكومات والجيوش العربية من أفواه بعض مشايخ الناتو مشايخ الفتنة والتضليل والدعوة للتكفير ونبذ التفكير، فالجهاد في نظر أولائك المحسوبين على دين الإسلام الحنيف هو جهاد النكاح وسبي أعراض الآخرين والتخريب والتدمير الممنهج والتفجير والقتل والذبح من الوريد إلى الوريد وتكفير المليارات من أصحاب الديانات والطوائف والملل والنحل وإباحة سفك الدماء وسرقة ونهب ممتلكات الآخرين وما تقترفه مليشيات وعصابات ومجموعات المتأسلمين الذين يعتمدون على بعض كتب بوصايا دموية تحلل كل ماتم ذكره عن هذه الأعمال الوحشية الإجرامية التي كانت ولاتزال سببا في ازدياد نسبة الكره للإسلام (الإسلاموفوبيا) إضافة أنها كانت ولاتزال سببا لخروج عشرات الآلاف من المسلمين عن دينهم الذي لايبيح ولايأمر بكل تلك التصرفات النابعة عن مذهب متأسلم واحد فقط يصب في خدمة المشروع الصهيوأمريكي. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري