أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
” ومن الأعراب من يتخذ ماينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم“ (التوبة)
صدق الله العظيم
نعم أيها السادة إنها الدقلوقراطية النازية الفاشية الإسرائيلية مضافا إليها الدجلوقراطية الرجعية الأعرابية الأشد وقعا وإيلاما من الأولى.
ففي الوقت الذي تنتفض فيه معظم شعوب العالم الغربي والعربي الأصيل إستجابة للإضراب العام ضد الجرائم الصهيونية في غزة، تلك الصيحات التي أشعلت جذوتها مقررات ثورة جمهورية إيران الإسلامية من خلال إعلان قيادتها ليوم القدس العالمي شرارة التحفيز والتشجيع الأولى مرورا بدعوات الحملة العالمية التي تحدث الآن في سبيل وقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق المكلومين من أهلنا وأشقاءنا في هذه البقعة الطاهرة التي علمت أحرار العالم دروسا عظيمة في الكفاح والجهاد والصبر والإستبسال والتضحية والعطاء.
دعوات مثمرة أطلقها تحالف لقوى وتنظيمات المجتمعات المدنية وحقوق الإنسان والأطفال والنساء وبفضل من الله ورضوانه إنتشرت كالنار في الهشيم. كما أثمرت لتشمل بلدانا عربية شقيقة وأخرى صديقة. والحبل على الجرار والخير إلى الأمام.
نتج عنها وقفات ومسيرات حاشدة تندد بجرائم آلة الحرب والدمار الصهيونية التي تنال من أجساد شعب القطاع من الرضع والركع والرتع وبنيتهم الفوقية والتحتية. إضافة لنجاح القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في شل جوانب الحياة بجميع محافظات الضفة الغربية المغتصبة. في نفس الوقت الذي يعلو به مؤشر التبادل التجاري بين حكومات خمس دول عربية مع حكومة تل أبيب. وقد جاء التأكيد على لسان إحدى الجرائد الإلكترونية الموثوقة. حيث تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة حجم التبادل مع حكومة هذا الكيان الغاصب وقد بلغ حجم صادراتها 4 مليار دولار منذ 2023 وحتى عامنا الجاري شملت منتجات غذائية متنوعة ومنتجات أخرى خاصة بأعمال البناء وغيرها وحرصا مني لعدم الإسهاب في مقالي هذا أحاول قدر المستطاع الإختصار تاركا للسادة إمكانية التحري عن هذا الجانب.
حيث قدمت حكومات الدول المذكورة مصر. البحرين. الأردن.المغرب والإمارات العربية الكثير، وقدر الموقع عطاءات هذه الدول بأزيد من 3500 صنف من المنتجات كما أكد ذات المصدر أن حجم تلك التبادلات من هذه الدول وإلى حكومة الإحتلال قد تضاعف ومنذ الحرب العدوانية على غزة سنة 2023 لغاية عامنا الحالي مرات ومرات . كما جرت العادة بعدم كشف حكومات هذه الدول عن تفاصيل تجارتها مع حكومة الكيان من خلال فرضها تعتيما إعلاميا وتحفظا واسعا خوفا وتحسبا من الشارع العربي في الوقت التي تنشر فيه حكومة الكيان إحصائيات مفصلة ومختلفة عن حجم تجارتها مع حكومات الدول العربية المذكورة والعالم. ويأتي هذا الخوف تحسبا لانتفاضة عشرات الملايين في شارع الدول المذكورة والعربي والإسلامي رفضا لذلك. في الوقت الذي توجه به العديد من بعض حكومات الأعراب أصابع اللوم على إيران وتحشد أبواقها الإعلامية ضدها لسياسة الأخيرة ضد الجرائم المرتكبة بحق شعب القطاع الفلسطيني. فإلى متى سيبقى عشرات الملايين من الأشقاء العرب يؤثرون الصمت بحق مايجري بحق أهل القطاع.
وإلى متى ستبقى المواقف رخوة تجاه جرائم هذا العدو بحق أشقاءنا في فلسطين ولبنان واليمن وسورية؟! وعلى الرغم أن طهران كانت قد وضعت آلاف العراقيل والعصي في دولايب هذا المشروع الصهيوإمبريالي لاتزال آلة الإعلام المأجور توجه سهام حقدها ضد هذا البلد الذي دفع الغالي والنفيس في سبيل قضية العرب والمسلمين الأولى.
لعل الآية القرآنية الكريمة تنطبق على أولائك القاعدين عن نصرة أشقائهم في العروبة والإسلام:
” بسم الله عليك الله الرحمن الرحيم
إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا لقاعدون“
لم تكتفي تلك الأبواق الإعلامية الحاقدة بصب جام حقدها لتلطيخ وتشويه سمعة طهران كما لم تفتر أيضا جهود أزلامها
من توجيه سهامها المسمومة ضد غزة المكلومة.
فمهما بلغ حجم هذا التخاذل والتآمر ستبقى القوى الوطنية الشريفة بمثابة الضمير المتصل وهم الضمير المنفصل، وبمثابة الجار وهم المجرور، وبمثابة الفاعل المرفوع الرأس وهم المفعول به، تلتزم ولاتنهزم،
هاهي الآن مئات ملايين العواصف من العواطف لأبناء غزة الشرف والبطولة والعزة. وأقولها ثانية وثالثة أن شعب غزة الأبي لاينزف دما، بل يتبرع بدم أبناءه لأمة أصبحت مع الأسف الشديد بلا دم.
ولقد أثبتت المقاومة أن وجدان الميدان سيظل عصيا على العدوان،
سوف أميل قليلا إلى الأدب السياسي الساخر فاضحا هذا العدو المحتل الماكر.
فلماذا توجهون دائرة اللوم من سابق الزمان ولغاية الآن ضد إيران!!! أيها الأعراب العربان، فالكرة الآن في ملعبكم فهل لصوتي من آذان، وهل من عصيان.. على هذا البغي والفجور والعدوان، وهل من ظهور في ساحات الوغى والميدان.. فإن بدر منكم ذلك فسنخلع لكم القبعات إحتراما فلابد لمشروع شرق أوسطهم الجديد أن يتصدع ويتهاوى وتتساقط منه الأسقف والجدران. . فالتدين الصادق يكون من خلال الإخلاص لسيادة الوطن والأوطان.. فللوطن سيادة.. وحبه والتضحية في سبيله عبادة.. أليس ذلك حقا ياأصحاب السيادة.. يامن تزعمون التدين وقراءة القرآن.. والسجود والركوع على ماتتشدقون به من حصير وسجادة..
ولتعلموا أن غزة العزة وحربها وصمودها وقتالها الأسطوري سيعيد هيكلة وتوازنات العالم برمته والعرب والمسلمين ومستقبلهم.
وسيأتي اليوم الذي أصبح وشيك الذي سيعض به هذا الورم السرطاني أصابعه ندما.. ويشعل الشموع حزنا ويذرف الدموع ألما.. فثورة غزة العزة لن تهزم أو تهرم أو تهدم مهما علت الفاتورة. وسيبقى الشعار” غزة مدمرة والقدس محررة“
فلانامت أعين الحبناء، ستبقى الصفعات مجلجلة على وجه هذا الكيان. كيان الرزائل ومحاربة الفضائل، كيان الفساد، كيان الشواذ والنشاد والمثلية المقرفة التي تهز عرش الرحمن. كيان الإجرام والفاشية والنازية. كيان ترويج القذارة.. بثوب ورداء الحضارة..
فلابد للشعوب وللجيوش من التنوير.. لثورة الكفاح والتحرير.. وللأرض المغتصبة التطهير. . فليس للوطنية سقف أو حدود. فليعلم ذلك هذا العدو اللدود..
نعم أنه زمن الدقلوقراطية الإسرائيلية والدجلوقراطية الأعرابية.
فصرخة ثوار.. من أرض فلسطين الأحرار.
َوليعلم الجميع أن الثورة كانت وستبقى نبراسا لشعوب العالم. ولتعلموا أيها الأشقاء الفلسطينيين أننا وبكل فخر نحني لكم ولشهدائكم الأبرار رؤوسنا إجلالا وإكبارا ولابد للقيد أن ينكسر وللجرح أن يندمل وللظلام أن يندثر. وستبقى التوأمة بين رصاص البندقية ورصاص القلم قائمة.
والحق سيعلوا ولن يعلى عليه..
وسيتفاجيء العدو من ثورة أقلام وحبر ومداد.. ستطوف في سائر أنحاء البلاد..نيل الشهادة هو العبادة.. فمرحبى بنيل الشهادة.



