بيئة العرب التي هي الاصل و التي امتزجت بالإسلام فتكونت خلطة قاتلة تلفظ كل شيئ ما عدا "الديكتاتورية , النفاق ، عبادة الفرد مادام قوياً ، التعصب ، اللاوعي و التفرقة
العلاقة على مايبدو وراثية عضوية ما بين الحاكم و المحكوم ايضاً كان المستوى في نمط سلوكنا و جينات والخضوع و العبودية بدأت تستهوينا منذ تشكل شيء من المجتمعات البشرية المنظمة في حياتنا إلى العصر الجاهلي القبلي في جزيرة العرب عبر تمدد قبائلها وصولا إلى الجغرافية الحالية تميزت بسيطرة و سطوة الفرد ابتداء بالعائلة ثم بأساليب متعددة من الهرمية السلطوية وصولاّ الى الحزب الواحد ، الملكية و الرئاسة حتى الموت هو تاريخ و واقع النظم عبر التاريخ و الحالية بأوضح تجلياته في الدول و الكيانات السياسية في التاريخ السياسي العربي و الإسلامي الحديث . نشأ حكم "الخلافة الراشدة " كبداية تجسد شبه كيان السياسي(الدولة) بعد صراع خفي على أحقية من يخلف الرسول من خلال الاختلاف و الإعتكاف مثال ما جرى في حادثة "السقيفة" على ذمة (المؤرخين) الى معركة "صفين" التحول الحاسم في السياسة و شكل السلطة و بدء الملكية الوراثية المتسلطة و الحكم العائلي بهدف القبض على السلطة اطول مدة ممكنة و لكن لا شيء يدوم... حيث جلب هذا التحول الاقتتال و صراعات بلا نهاية بهدف السيطرة على مقاليد السلطة تجلى ذلك بالمملكة الوراثية الٱموية السياسية ثم نزاع ابناء العم للحكم ما عُرف لاحقا باللسلطة الدموية العباسية السياسية" بحجة و اتهامات ( الانحراف عن الدين السليم و التقوى و بأحقية من له صلة أقرب من اهل بيت الرسول) .... بينما حقيقة الامر هي عملية اقتصاص ممن استطاع ان يسبقهم الى كرسي الحكم و الرغبة الجامحة في الوصول الى السلطة، و بدأ الثأر من إخوته حكام الدولة الديكتاتورية الاموية و ملاحقتهم حتى كادوا ان يبيدوا السلالة الاموية و بالتالي مؤسسةالتي فيها شيء من (الديمقراطية الزمنية)الشورى و البيعة التي قامت فترة الخلافة الراشدة كمؤسسة و بموجبها تم بسلاسة تنصيب اربعة رجالات دولة آنذاك أصبحت من الماضي ، ثم كانت حقبة الإسلام الاندلسي -الطفرة- على ما يقال من دولة شبه افلاطونية شع نورها الخيٌر في الطب و العمارة و الفنون والعلوم عامة على اربع جهات الارض إلى ان تحول فائض القوة الافقي مدعوما بالشعور الجاهلي(القبيلة ،العشيرة )الذي ادى إلى تدميرها ذاتيا و أعادتها الى طوائف ،قبائل و تناحرت تآمرت مع الغير على بعضها البعض إلى ان تشردت و اندثرت.
ثم حقبة المماليك ، الذين ايضا حكموا بإسلامهم الخاص و والعائلة و بالنسبة صلاح الدين (محرر القدس) وزع سلطة دولته الإسلامية على ابنائه ، إخوته و أقربائه الذين عاثوا قتلا و تجبراً االسؤال- هل قاد صلاح الدين المسلمين بعرقيته أم بإسلاميته هل وحيدا فتح القدس من دون جنود عرب مسلمين لان اليوم هناك من يريد بقوميته اسفاطها على الجغرافية و هو أيضا عرف عنه ممارسة اقصى انواع التسلط ، البطش و السلطة العائلية. و أن من قُتل في سبيل نشر الدعوة مقارنة بأعداد من سقط قتيلا في حروب الصراع على السلطة بين ملوك و امراء المسلمين بعد حكم الرسول اكثر باضعاف و كل حاكم ، ملك او امير و سلطان يُلحق حكمه بحاشية من رجال دين ، ادباء ،علماء و شعراء كانوا (علامة فارقة في الدعاية ، التملق و النفاق) ، و توارثت الحكام هذه الطقوس حتى الان. رغم ذلك فقد تخلل هذا التاريخ بعض الطفرات من حركات التمرد او الاعتراضات مثلا : ثورة الزنج، الخوارج و غيرها من حركات (معارضة) او (ثورة) بمفهوم اليوم لكن وئدت في مهدها.،، كل ما سبق يقدم اصدق صورة عن حكم الفرد المتسلط و ثقافة التآمر و احتكار السلطة ما بين افراد العائلة الواحدة او الاقارب . نحن بللاشعور مع طغيان العاطفة على الحق و العدالة اصبحنا درع و سياج و حراس الديكتاتورية و بكل أسف نحن مثل السمك الذي لا يمكنه العيش خارج الماء فنتوه ، نغرق ، نستشرس على بعضنا و نفيض توحشاً خارج انظمة القمع و الشمولية على ما يبدو ...تاريخنا قائم و حافل من "علاماته المسجلة" اغتصاب السلطة أو توريثها مع أدوات تخدمها و ترفعها في عيون الرعية التي تصفق ،تفرح ، تصمت ، ربما تجاري خوفا حينا و تنتقل من جيل الى آخر و على ما يبدو باقية (أزلية) الى ان نغير في السلوك ،التربية ، الثقافة و التفكير ، في الوقت الراهن و على المدى المتوسط و حتى البعيد لا يلوح في الافق بصيص امل في ذاك الاتجاه ،ثم حتى و إن اردنا حقا التغيير هناك من لن يسمح بذلك من خارج الحظيرة التي نعيش فيها ، بل هناك محاولات معاصرة نعيشها الان لاعادتنا الى زمن السفاح "ابو مسلم الخرساني" بل يدفعونا بنا إلى 1400عام الى الوراء حتى في المظهر و السلوك و الشعارات او اسلوب الحياة ، ٱمة باصرة لا تؤمن بالمؤسسات و لم تستطع تفعلها لتعمل اوتوماتيكيا كاستمرارية لإدارة شؤون المجتمعات بعيدا عن تأثير الاشخاص و بتقييد صلاحيات راس السلطة فلا دستور يمنع التفرد و المزاجية في تصرفات الحاكم . الخلاصة- نحن في" منفردة " نفسية و تاريخ بنيناه بانفسنا فلا إنقلاب او ثورة حقيقية تلوح في الافق و هذا الواقع ما نجح في استخدامه أعداؤنا من الخارج ، بعد دراسات و بعثات استشراقية استعمارية منذ قرون على مبدأ (اعرف من قررت ان تحتل أو تستعمر) درست حتى النخاع نقاط ضعف مجتمعاتنا حتى النفسية و عملت لاحقا على تعميق و توسيع الشرخ الموجود و كانت النتائج اكثر من المتوقع إذا نظرنا في وضعنا الراهن ، قوى تنصب من يخضع و تخلع من يحاول الخروج عن طاعتها بأدوات داخل هذه المجتمعات او بالقوة والاسباب ولا اكثر منها في عيون الراي العام.... فكل أمم الارض تسير أو تحاول السير إلى الامام إلا ٱمة اقرأ العربية ترغب بالعودة والعيش في التاريخ..!! كما ان سياسة التبعية العمياء و القطيع تؤدي دورها بكل أمانة ، حيث سيكولوجيا التبعية متجذرة ومتأصلة و من جهة اخرى فتاوى السلطان فكون ولي الامر معصوم فلا يجوز الخروج عن طاعته كذلك من الرعية ، إلا بقرار خارجي و بفتوى إذا اقتضى الامر بعد يؤدي وظيفته في الخدمة ، اصلا من العار
التلفظ بمفولة( السيادة الحرية و الاستقلال) التي تصلح لا بالمعنى أو المغزى و نختلف على تفسيرها فهي ليست إلا ستار للانحياز أو الخضوع لأجندة الاقوى اما الحرية التي نمارسها فهي حرية القتل ، التكفير و الثأر .
فاتركوا الحرية الفعلية الانسانية و المقدسة لمن يحترمها و يقدرها ، فهي تختنق بنا و معنا دعوها لمن يستحقها حرة طليقة ما دمنا نرضى بالذل و الخنوع داخل أسوار نفاق و جهل و تناقضات لا تعد و لا تحصى في مجتمعاتنا المحصنة بطاعون القبلية ،العرقية ، الطائفية ، المذهبية و العشائرية.



