هم لن ينتصروا لا لديانتهم ولا قوميتهم ولا إنسانيتهم
مقالات
هم لن ينتصروا لا لديانتهم ولا قوميتهم ولا إنسانيتهم
راسم عبيدات
20 تموز 2025 , 20:08 م

بقلم :- راسم عبيدات

يبدو بأن الإمام عبد الملك الحوثي،جاء في زمن عربي رديء وحراشي بوصف الروائي الجزائري الراحل الكبير طاهر وطار،فهو يدعو القادة العرب ،لكي ينتصروا لديانتم،واذا كانوا غير قادرين فلينتصروا لقوميتهم،واذا كانوا غير قادرين فلينتصروا لإنسانيتهم.

هؤلاء الحكام من قادة النظام الرسمي العربي يا أيها الإمام،وصولوا مرحلة الذل وفقدان الإرادة والقرار المستقل،وهم في تبعية مطلقة لأمريكا واستسلام كامل أمام اسرائيل،ولذلك هم ليسوا بالمنتصرين لا لديانتهم ولا قوميتهم ولا إنسانيتهم،هم اضحوا عرب فاقدي البصر والبصيرة، اضحوا عرب خارج التاريخ البشري العاقل، اضحوا عرب الذل والمهانة،عرب الخنوع والخضوع،عرب بيع اوطانهم مقابل حماية عروشهم.

في زمن العبودية ثار العبيد وتحرروا من عبوديتهم،قاد محرر العبيد سبارتاكوس، العبيد نحو الحرية من العبودية،ولكن في هذه الأمة نشهد الفزعات القبلية والعشائرية من اجل تأبيد العبودية والجهل والتخلف،من اجل تعميق حالة الفرقة والإنقسام بين شعوب الأمة،وخلق فتن داخلية طائفية ومذهبية بينها،لكي تخلق ثارات وانهر من الدم ما بين مكونات شعوبها،يصعب دملها وتجاوزها أو القفز عنها بسهولة.

نعم ما حدث ويحدث لأمتنا وشعوبنا العربية ، هو نتاج مشاريع ومخططات استعمارية ممتدة وطويلة وعمليات اختراق مجتمعية،أصابت وعي مجتمعاتنا وأمتنا في مقتل،بحيث غدا هذا الوعي مشوه،ووصل حد الحجر على العقول،ووظف لهذه العملية وغسل الأدمغة للشعوب والنخب،انظمة مرتجفة وذليلة غلبت مصالحها وكراسيها على مصالح الأمة ووظفت اموالها وشيوخها ومرجعياتها الدينية ووسائل اعلامها ونخبها،لخدمة مشاريع بث الفتن بين ابناء الأمة وتغليب القطرية على القومية ،واختراع اعداء وهميين بدل الأعداء الحقيقيين.

ما نشهده هو استمرار لمشاريع التدمير الذاتي للأمة ،ما نشهده من فزعات عشائرية وقبلية ومشاريع الإمارات،هو لخدمة من يريدون السيطرة على الأمة والمنطقة،ونهب خيراتها وثرواتها وتفكيك جغرافيتها واعادة تركيبها بما يخدم مصالحهم واهدافهم ومخططاتهم الخبيثة،يوهمون شعوب المنطقة بان التطبيع والسلام الإبراهيمي،هو من اجل تنمية الشعوب ورفاهيتها وتطورها،وواقع الدول التي التحقت بالتطبيع وما يعرف بإتفاقيات السلام الإبراهيمي ،وما عرف بإتفاقيات السلام،يؤشر الى مدى حالة الذل والهوان التي تعيشها شعوب تلك البلدان،وارتفاع معدلات جوعها وفقرها ،يقولون للبنان ويهددونه بالإختفاء عن الخارطة عليك ان تلتقط الفرصة فالعالم من حولك يتغير بسرعة،ولا تدع الفرصة تفوتك،ويضربون له المثل بما يحدث في سوريا،دلالة على التطوير والتغير،حيث هذا التغيير قاد الى ذل ومهانة وخراب وتدمير وبيع للوطن،لم تشهده سوريا على مر تاريخها،هكذا يريدون للبنان وبقية الدول العربية ان تكون، رؤوساء وملوك وامراء وعلم ونشيد وحرس ،وقطعة ارض تقتطع منها اسرائيل ما تريد لأمنها،وتكون اجواءها مستباحة من قبلها،ولا يحق لها بناء جيش قوي أو امتلاك اسلحة متطورة ،يجري تصنيعها ،يريدون لهم العيش بلا كرامة وبلا استقلال حقيقي، يريدون لهم ان يبقوا تابعين ،همهم فقط عروشهم ومناصبهم وعشائرهم وقبائلهم، لا يريدون لهم اي شكل من اشكال الوحدة،او السيطرة على مواردهم وثرواتهم.

يريدون منهم ان يستجيبوا لإسرائيل ،عندما تطلب منهم التنازل عن أي عنوان من عناوين السيادة،نحو أي عنوان اخر تطلبه،وكذلك كلما احتلت قطعة أرض تطلب احتلال المزيد،تحت حجج وذرائع حماية امنها، هذا الأمن الذي يتطلب تدمير كل جيوش الدول العربية،ومنعها من بناء جيش قوي او امتلاك وتصنيع أسلحة استراتيجية،وكذلك مطلوب ان تعمل تلك الدول في خدمة امن اسرائيل،وتمنع أي شكل من اشكال المقاومة ضدها.

ما نراه الآن في ظل ما يتعرض له شعب بأكملة في قطاع غزة للموت جوعاً،دون ان تُقدم أي دولة عربية على أن ترفع الصوت عالياً وتقول، لن نسمح بموت هذا الشعب وسندخل له المساعدات الإنسانية غذائية وطبية والمحروقات الكفيلة بتشغيل المشافي والمولدات الكهربائية عنوة،ولكن عندما لا تمتلك قرارها ولا إرادتها،فهي غير قادرة على أي فعل أو اتخاذ خطوة عملية،سوى بيانات شجب واستنكار، ليس لها أي رصيد في أرض الواقع.

تصوروا ان يتعرض من يذهبون لتلقي المساعدات الإنسانية الى مصائد الموت،من قبل من يدعون انهم يعملون على مساعدة هؤلاء الجوعى،حيث يطلقون النار عليهم،وليرتقي برصاص جيش الإحتلال والمتعاقدين الأمريكان المشرفين على توزيع تلك المساعدات أكثر من 900 شهيد و6 ألآلاف جريح.

أنا أجزم انه لو امتلكت دول النظام الرسمي العربي إرادة اليمنيين وشجاعتهم،واقدام قيادتهم ومبدئيتها وثباتها على موقفها،لتمكنوا من تغيير كل معادلات المنطقة،فاليمن الذي لا يمتلك الترليونات من الدولارات ولا أبار النفط والغاز،صنع وثبت قواعد اشتباك ومعادلات ردع،ليس فقط مع اسرائيل،بل مع امريكا،التي رئيسها اعترف ببأس وشجاعة جماعة انصار الله،هؤلاء منتعلي "الشباشب" و"الزنوبيا" ،فرضوا على امريكا شروطهم في البحر الأحمر،وباتوا مقررين في البحار والممرات المائية،ويكفي ان تعمد امريكا الى توقيع اتفاق معهم،يجنبها استهداف سفنها وبوارجها ومدمراتها في بحر العرب والبحر الأحمر، من قبل الصواريخ والمسيرات اليمنية،مقابل ان يستمر في حربه الإسنادية لقطاع غزة،من خلال استمرار الحصار البحري الإقتصادي،والذي يشمل كل السفن التي تحمل البضائع للموانىء الإسرائيلية،حيث قاد هذا الحصار الى إفلاس واغلاق ميناء ايلات " أم الرشراش".

وكلك اليمن استمر في إطلاق صواريخه البالستية والفرط صوتية ومسيراته الإنقضاضية على عمق دولة الإحتلال مستهدفاً اهدافاً استراتيجية وحيوية عسكرية وأمنية واقتصادية وفارضاً حصاراً جوياً على مطار اللد،ومكبدناً اسرائيل خسائر اقتصادية كبيرة.

العرب من دول النظام الرسمي العربي،لم تكف فقط بعدم تقديم أي دعم وإسناد لقطاع غزة،وبما في ذلك إدخال المساعدات الإنسانية ،بل كان جزء من دول هذا النظام تعوض اسرائيل عن خسائرها الإقتصادية نتيجة الحصار اليمني،بنقل البضائع اليها من الخضار والفواكه وغيرها من المنتوجات الأخرى عبر خطوط برية.

ولذلك أنظمة عربية رسمية،اختار جزء منها ان يعقد اتفاقيات " سلام" مع اسرائيل وجزء اخر التحق بما يعرف بالسلام الإبراهيمي والتطبيع،وفريق اخر ينتظر دوره لكي يدخل في حلف "السلام" الإبراهيمي والتطبيع،لا يمكن لهذه الأنظمة على مختلف مسمياتها،ان تنتصر لديانتها او قوميتها او عروبتها،بل هي لا تريد للأنمذجة اليمنية والفلسطينية – مقاومة قطاع غزة وحزب الله والحشد الشعبي، ان تتعمم على المنطقة العربية،فهي ترى فيها خطراً عليها وعلى عروشها ومصالحها وامتيازاتها.

فلسطين – القدس المحتلة

20/7/2025

[email protected]

المصدر: موقع إضاءات الإخباري