شهد سكان العاصمة المكسيكية في الساعات الأولى من فجر الأربعاء مشهداً مبهراً حين أنار جسم متوهج السماء فوق مكسيكو سيتي، مثيراً موجة من الدهشة والفضول وحتى السخرية على منصات التواصل الاجتماعي، المشهد النادر لفت الأنظار وأشعل النقاشات بين المراقبين والعلماء على حد سواء.
- نيزك متفجر وليس نيزكاً عادياً: تفسير علمي للظاهرة
على الرغم من أن الاعتقاد الأولي كان يشير إلى أن ما شوهد هو نيزك، إلا أن العلماء أكدوا لاحقاً أن الجسم المتوهج الذي اجتاح السماء فوق البراكين والسهول والبلدات الصغيرة، هو ما يعرف بـ"النيزك المتفجر" (Bolide)، وهذا النوع من الشهب يتميز بشدة سطوعه ويظهر ككرة نارية تلمع في السماء، وينفجر في الغلاف الجوي نتيجة الضغط العالي أثناء دخوله، محدثاً ومضة ضوئية قوية ودويًا مسموعا أحيانا.
- ما هو النيزك المتفجر ولماذا لا يصل الأرض؟
بخلاف النيازك العادية التي قد تصل إلى سطح الأرض، فإن "النيازك المتفجرة" تنفجر في الغلاف الجوي وتتحلل قبل ملامسة الأرض، وقد وصفت وكالة ناسا هذا النوع من الأجسام الفلكية بأنه "نيزك ساطع بشكل استثنائي يُرى من مسافات بعيدة"، وهو ما يفسر الرؤية الواسعة للظاهرة فوق العاصمة المكسيكية.
- انتشار المقاطع الساخرة و"الميمز" على وسائل التواصل الاجتماعي
لم تمر هذه الظاهرة مرور الكرام، حيث انتشرت على الفور مقاطع فيديو تُظهر كرة نارية تشق السماء قبل أن تنفجر في ومضة ضوء ساطعة. وسرعان ما تحولت هذه المقاطع إلى مادة دسمة للسخرية و"الميمز" على مواقع التواصل، في مشهد يعكس تفاعل المجتمع مع الظواهر غير المعتادة.
- رأي العلماء: لا خطر على السكان والحجم لا يتجاوز 1.5 متر
أوضح الدكتور ماريو رودريغيز، أستاذ علوم الفضاء في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، أن الجسم الذي شوهد في السماء يمكن وصفه بأنه شهاب أو شظية من نيزك، مؤكداً أن الظاهرة لم تشكل أي تهديد على العامة. وأضاف أن حجم النيزك المتفجر الذي شوهد فوق العاصمة يُقدّر بنحو 1.5 متر (ما يعادل خمسة أقدام)، وهو حجم كافٍ لخلق عرض ضوئي مدهش دون التسبب في أضرار.
- بين الدهشة والدهاء العلمي: حينما تلتقي الظواهر الفلكية بالفضول البشري
تسلط هذه الحادثة الضوء على التفاعل الحي بين العلم والمجتمع، حيث يثير كل عرض فلكي غير مألوف مزيجاً من الذهول والتكهنات. وبينما يسارع العلماء لتقديم التفسيرات العلمية، يبقى الجمهور مفتوناً بالمجهول، مما يمنح هذه الظواهر مكانة خاصة في الثقافة الشعبية والفضاء الرقمي.

