أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن القمر الصناعي GOES‑19، وهو الأخير ضمن سلسلة الأقمار الصناعية المتقدمة GOES‑R، أصبح الآن رسمياً في الخدمة التشغيلية كنقطة المراقبة الأساسية للطقس فوق النصف الشرقي من الكرة الأرضية، تحت اسم GOES East.
من موقعه الثابت على ارتفاع يزيد عن 35,000 كيلومتر فوق خط الاستواء، يوفّر GOES‑19 صوراً فائقة الدقة لحالة الطقس، ويرصد البرق والعواصف المدارية والكوارث البيئية بدقة لا مثيل لها، كما يتعاون مع شقيقه GOES‑18 الذي يغطي النصف الغربي، لتأمين مراقبة متواصلة من ساحل أفريقيا إلى نيوزيلندا.
- قدرات غير مسبوقة في التنبؤ ورصد الظواهر الجوية
GOES‑19 يتميز بقدرته على رصد مجموعة واسعة من الظواهر الجوية، تشمل:
الأعاصير والعواصف المدارية في المحيط الأطلسي
أنهار الغلاف الجوي التي تسبب فيضانات
حرائق الغابات والانفجارات البركانية
البرق في الزمن الحقيقي عبر أدوات تصوير عالية الدقة
قياس درجات حرارة الغلاف الجوي وبخار الماء
هذه القدرات تمكّن خبراء الأرصاد من إصدار تنبؤات أكثر دقة وإنذارات مبكرة لحماية الأرواح والممتلكات.
- أداة CCOR‑1: مراقبة الشمس بدقة لم يسبق لها مثيل
واحدة من أكثر التقنيات إثارة للإعجاب في GOES‑19 هي أداة CCOR‑1، أول كوروناجراف مدمج تستخدمه NOAA.
تعمل هذه الأداة على تصوير الهالة الشمسية للكشف عن الانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs)، وهي انفجارات ضخمة من البلازما الشمسية يمكن أن تسبّب عواصف مغناطيسية أرضية خطيرة تؤثر على شبكات الكهرباء، والأقمار الصناعية، والملاحة الجوية، وحتى سلامة رواد الفضاء.
توفّر أداة CCOR‑1 تحذيرات مبكرة من 1 إلى 3 أيام قبل وقوع مثل هذه العواصف، مما يمنح السلطات وقتاً ثميناً لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
- تاريخ الإطلاق والانتقال إلى الخدمة
انطلق GOES‑19 في 25 يونيو 2024، وخضع لأشهر من الاختبارات الدقيقة للتحقق من أداء أنظمته وأدواته، وفي 7 أبريل 2025، أعلن عن دخوله الرسمي في الخدمة التشغيلية، متولياً المسؤولية من GOES‑16 الذي انتقل إلى وضعية القمر الاحتياطي.
قال الدكتور ستيفن فولز، مساعد مدير إدارة الأقمار الصناعية والمعلومات في NOAA:
"بإدخال GOES‑19 إلى الخدمة، تكون NOAA قد استكملت أسطول GOES‑R الأحدث، والذي يمثل ذروة التكنولوجيا الفضائية لرصد كوكب الأرض."
- تغطية شاملة نصف كروية حتى عام 2030 وما بعده
تعمل سلسلة GOES‑R، المكونة من أربعة أقمار صناعية (GOES‑16, 17, 18, 19)، على تقديم بيانات فورية تدعم:
خبراء الأرصاد الجوية
إدارات الطوارئ
قطاع الطيران والنقل البحري
مشغلي شبكات الكهرباء
الباحثين والعلماء حول العالم
ويستمر هذا البرنامج بالتعاون بين NOAA ووكالة ناسا، حيث تتولى ناسا تصنيع وإطلاق الأقمار، فيما تتولى NOAA تشغيلها وتوزيع البيانات.
يأتي دخول GOES‑19 الخدمة في عام 2025 متزامناً مع الذكرى الخمسين لإطلاق أول قمر GOES في عام 1975، ليواصل إرثاً ممتداً من الابتكار والمساهمة في الأمن المناخي والتكنولوجي.



