اكتشاف يعيد تعريف مناعة الجسم
منوعات
اكتشاف يعيد تعريف مناعة الجسم
23 نيسان 2025 , 11:24 ص

كشفت دراسة بحثية رائدة من جامعة فورتسبورغ، باستخدام تقنيات ميكروسكوبية مبتكرة، أن تنشيط الخلايا التائية في الجهاز المناعي يحدث على مرحلتين وليس واحدة كما كان يُعتقد سابقاً. هذا الاكتشاف يعيد تشكيل فهمنا لآلية عمل المناعة، ويُعد خطوة واعدة نحو تحسين العلاجات المناعية للأمراض المزمنة والسرطان.

- تنشيط الخلايا التائية: مرحلتان لتحقيق استجابة دقيقة

أوضح الباحثون، بقيادة ولفغانغ كاستنمولر وجورج غاستايغر، أن تنشيط الخلايا التائية يتم عبر مرحلتين:

المرحلة الأولى: تنشيط أولي واسع النطاق يشمل مجموعة متنوعة من الخلايا التائية القادرة على التعرف على المستضدات.

المرحلة الثانية: اختيار دقيق وتوسيع خاص للخلايا التائية الأكثر كفاءة في التعرف على العامل الممرض.

هذه الآلية المزدوجة تُحسن دقة الاستجابة المناعية وتضمن كفاءة عالية في محاربة العدوى والأورام.

- ما هي الخلايا التائية ولماذا تُعد أساسية للمناعة؟

الخلايا التائية هي حجر الزاوية في الدفاع المناعي للجسم. خلال الإصابة الفيروسية، يجب أن تتكاثر الخلايا التائية النادرة القادرة على التعرف على المستضدات وتتحول إلى خلايا متخصصة، تبدأ هذه العملية في العقد اللمفاوية عند التقاء الخلايا التائية بالخلايا التغصنية، التي تقدم لها المستضدات وتحفزها عبر إشارات متنوعة.

- تفاصيل دقيقة عن مراحل تنشيط الخلايا التائية

خلال اليوم الأول بعد الإصابة، تظل الخلايا التائية على اتصال مباشر بالخلايا المقدِّمة للمستضدات لمدة 24 ساعة، تتلقى خلالها التعليمات اللازمة للتخصص والانقسام، بعدها تبدأ بالتحرك والتكاثر بسرعة، لتنتج نوعين من الخلايا:

خلايا مؤثرة (Effector T-cells): تعمل مباشرة على تدمير الخلايا المصابة.

خلايا ذاكرة (Memory T-cells): تبقى في الجسم لتقديم استجابة سريعة في حال تكرار العدوى.

- إعادة تنشيط وانتقاء الخلايا التائية في المرحلة الثانية

في الأيام الثانية والثالثة بعد العدوى، تدخل الخلايا التائية المختارة مرحلة "إعادة الحساسية" لتعاود التفاعل مع الخلايا المقدمة للمستضدات. خلال هذه المرحلة، يتم دعمها بإشارات حيوية مثل IL-2، التي تقدمها خلايا T4 المساعدة. تؤدي هذه الإشارات إلى تعزيز التكاثر والتخصص، خصوصاً في الخلايا التي تُظهر قدرة عالية على الارتباط بالمستضد.

- دور البروتين CXCR3 في تعزيز فعالية المناعة

تلعب جزيئات مثل CXCR3 دوراً أساسياً في توجيه الخلايا التائية إلى المناطق الدقيقة داخل العقد اللمفاوية، حيث تتلقى التعليمات النهائية، وقد وجد الباحثون أن الخلايا ذات القدرة الأكبر على الارتباط بالمستضدات هي التي تتوسع وتُسيطر على المرحلة الثانية، ما يجعل الاستجابة المناعية أكثر كفاءة وانتقائية.

- تطبيقات واعدة في علاج السرطان والعدوى المزمنة

تُعد هذه النتائج بالغة الأهمية في فهم آلية عمل العلاجات المناعية المعتمدة على الخلايا التائية، مثل علاجات CAR-T التي تُستخدم لعلاج بعض أنواع السرطانات كابيضاض الدم والأورام اللمفاوية، هذه العلاجات تقوم على تعديل الخلايا التائية وراثياً خارج الجسم ثم إعادة حقنها لتستهدف الخلايا السرطانية بدقة.

- أمل جديد لتحسين فعالية العلاج المناعي

قالت ديكشا سيثاراما، المؤلفة المشاركة، إن هذا الاكتشاف يوضح لماذا تفشل بعض العلاجات المناعية، ويفتح المجال أمام تحسين استراتيجيات الاستجابة الخلوية. وأضاف جورج غاستايغر: "نأمل أن تساهم هذه الرؤية الجديدة في تطوير علاجات أكثر فاعلية ضد السرطان والعدوى طويلة الأمد، عبر فهم أعمق لآليات تنشيط الخلايا التائية واختيارها."

المصدر: SciTechDaily.com