تل الجمجمة على سطح كوكب المريخ.. لغز جيولوجي يحير العلماء
منوعات
تل الجمجمة على سطح كوكب المريخ.. لغز جيولوجي يحير العلماء
23 نيسان 2025 , 12:55 م

في مشهد أثار حيرة فريق وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، التقط المسبار برسفيرنس صورة لصخرة داكنة اللون غريبة الشكل تُدعى "تل الجمجمة" خلال رحلته في منطقة "تل الساحرة" ضمن فوهة "جيزيرو" الشهيرة على سطح المريخ. مما جعل هذه الصخرة محط اهتمام هو موقعها الغامض وشكلها غير المعتاد وتركيبتها الكيميائية المثيرة للجدل، التي دفعت العلماء لطرح تساؤلات عن أصلها: هل هي نيزك من الفضاء؟ أم صخرة بركانية محلية؟

- تل الساحرة: منطقة التناقضات الجيولوجية

تُعد منطقة "تل الساحرة" إحدى أبرز النقاط الجيولوجية في فوهة جيزيرو، حيث اكتشف المسبار "برسفيرنس" تبايناً ملحوظاً بين طبقات الصخور الفاتحة والداكنة، ما يُعرف بحدود جيولوجية تشير إلى تاريخ معقد من التكوينات الجيولوجية. في موقع يُسمى "بورت أنسون"، التقطت الكاميرات صوراً لصخور طافية داكنة اللون – وهي صخور منقولة من مناطق أخرى عبر العمليات الطبيعية، وأهمها صخرة "تل الجمجمة".

- صخرة داكنة مثيرة ومليئة بالحفر

تظهر "تل الجمجمة" بلون داكن حاد وسط تضاريس فاتحة اللون، ما يجعلها بارزة للعين البشرية.د، وتُظهر الصور تفاصيل دقيقة لعدة حفر صغيرة على سطحها، بالإضافة إلى كريات دقيقة تُدعى "الكرات الصغيرة" (spherules) منتشرة في التربة المحيطة. هذه السمات تفتح الباب أمام نظريات عدة حول أصلها وتركيبها.

- هل "تل الجمجمة" نيزك من الفضاء؟

تشابه اللون الداكن لـ"تل الجمجمة" مع النيازك التي عُثر عليها سابقاً في فوهة "غيل" على يد المسبار كيوريوسيتي أثار حماسة العلماء. إذ أن النيازك غالباً ما تحتوي على نسب عالية من الحديد والنيكل، وهو ما يُستخدم لتأكيد أصلها الفضائي. إلا أن التحاليل الكيميائية الأولية باستخدام أداة SuperCam تشير إلى تركيبة تختلف عن تلك المتوقعة في النيازك.

- أصل بركاني محتمل: هل جاءت من ثوران أو اصطدام؟

تشير الاحتمالات الأخرى إلى أن الصخرة قد تكون من أصل ناري، أي أنها تشكلت من تبريد الصهارة أو الحمم البركانية. تحتوي الصخور النارية على معادن داكنة مثل الأوليفين والبيروكسين والأمفيبول والبيوتايت، وهي غنية بالحديد والمغنيسيوم. وربما تكون الصخرة قد تحررت من كتلة صخرية مجاورة أو طُردت من فوهة اصطدام.

لحسن الحظ، فإن المسبار مزود بأدوات تحليل متقدمة تستطيع تحديد التركيب الكيميائي للصخور بدقة، مما يتيح للعلماء فهماً أعمق لأصل هذا التكوين الغريب.

- أهمية الاكتشاف ولماذا يثير الفضول العلمي

يكمن سر أهمية "تل الجمجمة" في موقعها وشكلها ومكوناتها، والتي قد تسلط الضوء على تاريخ جيولوجي غير مكتشف للمريخ، أو حتى تقدم أدلة غير مباشرة على مواد أتت من خارج الكوكب. واستمرار تحليل هذه الصخور قد يساعد في فهم أوسع لتاريخ المريخ الجيولوجي وربما حتى في البحث عن آثار حياة قديمة.

المصدر: وكالة ناسا