..تملك اسرائيل وأمريكا وأوروبا (امبراطوريات) اعـلامية تغـلق الفـضاء
...هذا الحـيز الصغير المتاح لنا ( لا تحولوه ) إلى مقبـرة لأحلامنا بالنصر
...لذلك كان على المثقف المنتمي ، الارتفاع بمس
..تملك اسرائيل وأمريكا وأوروبا (امبراطوريات) اعـلامية تغـلق الفـضاء
...هذا الحـيز الصغير المتاح لنا ( لا تحولوه ) إلى مقبـرة لأحلامنا بالنصر
...لذلك كان على المثقف المنتمي ، الارتفاع بمسؤوليته وزرع الأمل دائماَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
......................الحـــــــــــــرب الاعــــــــــــــلامية :
كما هناك حروب عسكرية ، وحروب اقتصادية ، وحتى حروب باردة سياسية ، هناك حروب اعلامية ، وقد تكون في الزمن الرقمي ، هي الحرب الأهم ، فهي الحرب المستمرة ، قبل الحرب ، وأثناء الحرب ، وبعد انتهاء الحرب ، تُمهد ، وتُرافق ، ثم تُعلل النتائج ، وتُفرك الانتصارات ، وتُحول الهزيمة إلى نصر ، وتُحاول احباط معنويات المجتمعات المنوي مهاجمتها ، مع تعليل لمبررات الهجوم (!!) ، وتستخدم الدول المعادية هذا السلاح بكل اقتدار لأنه من أهم أسباب السيطرة ، والاخضاع ، لذلك تنبهت اسرائيل لأهميته فشكلت امبراطورية اعلامية خاصة ، وكذلك فعل الغرب وبخاصة أمريكا ، فملأوا الفضاء بإعلامهم المغرض ، والمضلل ، والمزور ، ومن بقي خارج ملكيتهم المباشرة ، اشتروه ووظفوه لخدمتهم ، وأصبح مهمته التلفيق ، والتزوير ، والكذب ، وبكل لغات العالم .
.
..............شـــــــــــراء الإعلاميــــــــــين والمفـــــــــــــكرين :
لم يشتروا محطات الاعلام فقط ، بل عمدت الشركات الاحتكارية إلى شراء الاعلاميين ، والمفكرين ، وسخرت طاقاتهم لصالحها ، حتى يمكن القول أن جميع الرؤساء الأمريكيين ، بما فيهم ترامب إما أنهم من ملاك الشركات ، أو البنوك ، أو من المستخدمين لصالح واحدة من تلك المجموعات الاقتصادية ، طبعاً مقابل رواتب ضخمة جداً ، حتى السياسي الكبير المخضرم كيسنجر ، كان ولا يزال يعمل لصالح الكارتل الأمريكي الصناعي ـــ العسكري ، وهو يقدم الدراسات التي تفجر وتؤجج الحروب ، وتوقع الدمار، لأنه وكلما تعددت الحروب ، واشتد أوارها ، وكثر الموت والدمار ، كلما ازدهرت تجارة الأسلحة ، ونذكر من تجار الفكر والثقافة عندنا ، ( عزمي بشارة ، وبرهان غليون ، وجلال صادق العظم ) ولقد فضحهم اللبواني عندما صرح أن أمريكا أعطته خمسة ملايين دولار ، ثمناً لتآمره .
.
.................الإعـــــــــــــــلام العــــــــــــــــــربي :
أما الدول العربية فتملك شكلياً ما يزيد على / 800 / قناة تلفزيونية ، في أغلبها مملوكة بالمال الخليجي ، ويسيطر عليها الفكر الديني السلفي ـــ الغيبي ـــ الاستسلامي ـــ الماضوي العتيق ، ومهمتها الاتجار بعقول البسطاء من الناس ، وهي تخدم مصالح الغرب ، ومفاهيم الحياة الغربية ، أكثر مما تخدم مصالح شعوب المنطقة ، ومصالحها ، بل يسخرها الغرب ، لتوسيع التناقضات المذهبية ـــ القومية بين الشعوب العربية والاسلامية ، وهكذا فعلوا فلقد نقلوا العداوة التاريخية بين العرب واسرائيل ، إلى العداوة مع ايران ، التي كان ذنبها الوحيد أنها وقفت مع القضية العربية الأولى فلسطين ، وبات هم هذا الاعلام تخريب الوعي العربي ، والنيل من هويتنا العربية ، حتى بات الانتماء لهذه الأمة وكأنه منقصة ، ومع الأسف يسهم الكثيرون بهذه الحملة الغبية ، وهم لا يعلمون أنهم ينالون من هويتهم الوطنية عندما ينالون من هويتهم القومية ، ولقد قادت هذه المحطات القاتلة ، في هذه الحرب الوحشية ( حروب الربيع العربي ) وبخاصة كل من [ الجزيرة ، والعربية ] ، حيث حرضت على قتل الشعوب التي كانت شقيقة ، وناصرت الوحوش الارهابيين ، ولعبت ذات الدور الذي يجب أن تنهض به اسرائيل .
.
................الاعـــــــــــلام والطــــــــــــابور الخـــــــــــــامس :
الاعلام ليس حيادياً بين الحق والباطل ، وليس بريئاً ، فهو يأخذ طابع مستخدمه ، فإن كان الصانع يؤمن بالحرية ، فسيأتي ما يقوله أو يكتبه معبراً عن دعواته للحرية ، ويستخدمه الظالم المعتدي ، أداة من أدوات ظلمه ، عاملاً على تبرير سلوكه ، بوثائق كاذبه ، وبأحداث مفبركة ، لذلك نحن نواجه عالماً مرعباً ، من التضليل ، والتشويه ، عبر اعلام مزور ، يغلق الفضاء الاعلامي ، ويملأ الدنيا بالأكاذيب ، سعياً وراء صناعة رأي عام عالمي ، يبرر سلوك العدوان ، والقتل ، ليستخدمه العدو فحسب ، بل يستخدمه الطابور الخامس في الداخل ، الذي يشكل خطراً أكبر ، لأنه يعمل بيننا ، وفي حاراتنا ، من هنا كان دور الطابور الخامس أكثر خطورة ، من الاعلام المعادي ، لأن مهمته الأهم احباط معنويات الشعب الصامد المواجه ، وهنا تكمن الخطورة .
.
.............فصل الساحة الثقــــــــــــافية عن الساحة الدينــــــــــــية :
أهم قضية راهنة ، وحساسة ، ومركزية ، ألا وهي [ فصل الساحة الثقافية عن الساحة الدينية ] ، وفك الاشتباك والتشابك بينهما ، ووضع تخوم واضحة بينهما ، وهذا لا يتم إلا إذا اقتصر نشاط رجال الدين على ساحتهم الدينية ، والدعوة للصلاح ، والتعاضد الاجتماعي ، والارتقاء بالفضيلة ، وتركوا [ للمثقف العقلاني ، المنتمي ، غير القابل للاختراق ، لا بالمال ، ولا بغيره ] ساحته الأهم ، لأنه بصلاحها تصلح باقي الساحات ، وعلى المثقف عدم الخوض بالقضايا الدينية ، لأنها ليست ساحته ، والابتعاد تماماً عن الدخول والخوض ، في زواريب المذهبيات ، التي تمس مجرد مس اللحمة الوطنية ، وبخاصة في الزمن الذي يتعرض فيه الوطن إلى غائلة ، توحش ، عالمية ، ومجتمعنا يئن تحت وطأة الصعوبات العسكرية ـــ الاقتصادية ـــ الاجتماعية ، كما هو حالنا الآن ، وأن تنصرف كل غاياته إلى توحيد المجتمع وراء قواته المسلحة ، ليس هذا فحسب : بل زرع الأمل في كل غاية هدف إليها في تعابيره .
.
.....نحـن في حـرب ، علـى الجمـيع بــذر روح التصــدي ، والصمــود :
.....لا بذر اليأس ، والقنوط ، وإغلاق الأمل ، وكأننا في خسران مبين :
.
فالثقافة والاعلام ليس هذراً ، أو لعباً بالكلمات ، بل هو التزام [ بصدق الكلمة ، ونبل الغاية ، وإدراك اتجاه البوصلة الوطنية ، ] وعلى العاملين في هذين الحقلين ، أن ينصرف كل اهتمامهم إلى بناء الانسان الواعي المتجذر في وطنه ، القوي ، الصامد ، الرافض لكل مفاهيم الهزيمة ، العسكرية ، والسياسية ، والابتعاد عن إثارة العنعنات ، وقتال الزواريب ، من أجل أمور تفصيلية ، معيشية أو غيرها ، وإن تم ذلك ، يجب أن يتم بروحية المهتم ، والراغب في الاصلاح ، لا من مواقع النقد العدواني ، الهدام ، لأن صاحبه بذلك يخطئ مرتين :
.
مرة حينها لا يساهم بالإصلاح ، بل يغلق بوابته ، لأنه يصبح النقد للنقد ، وليس بهدف التغيير ،
والثانية يعطي العملاء في الخارج موضوعاً للعلك والأخذ والرد ، في الوقت الذي ينتظرون فيه علكة ، أو مرضاً ليبنوا عليه ، يجرحون به الدولة ومؤسساتها ، ويخلقون المسرح الواسع للطابور الخامس ليلعب بنجاح في الساحة الوطنية .
أي أن كل تعبير أو موضوع نقدي ، من مواقع السلب وليس من مواقع الايجاب ، لا يؤدي إلى رفع مستوى التحدي ، والصبر ، والصمود ، عند المواطن المتعب ، هو موقف ورأي خاطئين ، يزرعان الاحباط ، وبذور اليأس . بل ويمتصان طاقات الشعب الإيجابية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
....واجـــــــب العاملـــــــــــــين فــي هـــــذا الحــــــقل الافتــــــراضي :
....لا أعـــــطي دروســاً ، بـل أقــدم رأيــاً كصـديق ملتـــزم ، ومهــتم :
.
العالم الافتراضي هذا ، هو ساحة اعلامية للتوصيل والتواصل ، ضيقة جداَ لا تكاد تلحظ ، إذا ما قارناها بالإمبراطوريات الاعلامية التي يملكها معسكر العدو ، لذلك فإننا لانطلب أن يكون المثقف الوطني ، قديساً ، بل المطلوب منه أن يكون جاداً جداً في هذا الحقل ، كل كلمة يجب أن تذهب نحو [ مقصدها البناء ] ، وأن يكون رائد الجميع ، ووجهتهم وجهة البوصلة الوطنية ، التي يجب أن تتجه دائماً نحو النصر .
................... الهـــــــــــــــدف الأســــــــــــــــاس منــــــــها :
تعزيز الصمود ، ورفع مستوى التحدي ، وزرع ورعاية بذور الأمل بالنصر ، ضمن منطق عقلاني ايجابي ، ومواجهة الغزوة الإعلامية المغرضة ، ومحاولة الرد عليها ، وتشريح أهدافها ، والوقوف إلى جانب المواطن المتعب ، وتضميد جراحه بالأمل ، لا بتسريب طاقاته ، والارتفاع إلى مستوى المسؤولية ، على أن يكون الضمير اليقظ هو الحكم ، وأن ننهض بالمهمات الملقاة على عاتقنا كمثقفين طليعيين منتمين . بمنتهى الصدق ، حتى في نقدنا للمظاهر السلبية في مجتمعنا الكثيرة ، يجب أن يكون الهدف منه التصحيح ، والتصليح ، لا التجريح .
وأن يكون همنا [ دعم الجهد الوطني العسكري ، والمدني ، لا تسريبه ]



