يحكى أن رجلًا إشترى ديكًا، وكان الديك يؤذن كل يوم عند الفجر، وكان صاحبه رجلًا عاصيًا ولا يحب منه ذلك. فقال له: لا تؤذن عند الفجر بعد الآن وإلا سأنتف ريشك. خاف الديك وقال في نفسه محاولًا إقناع نفسه أنه لا بأس بإحداث تغيير جذري في سلوكه لأن المصلحة تتطلب ذلك، فالضرورات تبيح المحظورات، ومن السياسة الشرعية أن أتنازل حفاظًا على نفسي؛ فهناك ديكة غيري تؤذن فلست أنا الديك الوحيد في الحي، وتوقف الديك عن الأذان.
وبعد أسبوع جاءه صاحبه يقول له: إن لم تقاقي مثل الدجاجات فإنني سأنتف ريشك. فقال الديك لنفسه: كيف لي أن أفعل ذلك فالديك يصيح والدجاجة تقاقي، لكنه سرعان ما عاد وقال: أنا عبد مملوك ولماذا أحمل نفسي فوق طاقتي ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، فتنازل الديك عن خصوصيته وأصبح يقاقي مثل الدجاجات.
وبعد شهر جاءه صاحبه قائلًا: إن لم تبض مثل الدجاجات فسأذبحك غدًا. قال له الديك: ولكن يا سيدي الديك لا يبيض، فقال له صاحبه: من استطاع أن يقاقي مثل الدجاجة فلماذا لا يبيض مثلها؟ عندها بكى الديك وقال: يا ليتني مت وأنا أصيح وأُؤذن عند كل فجر.
هكذا هو مشوار التنازل وانحراف البوصلة، يبدأ بشيء بسيط وينتهي بالتنازل والانحراف العقائدي والفكري والوطني وقد يصل إلى ما هو أسوأ من ذلك‼️‼️
وإن طريق التنازلات يبدأ بخطوة، تتبعها خطوات لتؤدي في النهاية الى الهاوية……‼️‼️‼️
ليت العربان يدركون أن مصيرهم مثل هذا الديك المطيع لأوامر ‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️‼️
هيام وهبي


