التحقيق المعمق: قمة بغداد وإقصاء دعم
أخبار وتقارير
التحقيق المعمق: قمة بغداد وإقصاء دعم "القوات المسلحة اليمنية – أنصار الله" لغزة
د. بدور الديلمي
18 أيار 2025 , 18:05 م


بقلم الإعلامية / بدور الديلمي – اليمن

---

مقدمة: خطاب مزدوج خلف التضامن العربي

في قمة بغداد 2025، تصدّر العدوان على غزة البيان الختامي، حيث كرّر الزعماء العرب عبارات الدعم لفلسطين ورفض التهجير والعدوان الإسرائيلي. غير أن البيان تجاهل بشكل كامل الإشارة إلى الدعم العسكري الفعلي الذي قدّمته القوات المسلحة اليمنية – أنصار الله، عبر تنفيذ عمليات بحرية ضد أهداف إسرائيلية في البحر الأحمر.

---

السؤال المركزي: لماذا تم تجاهل القوات المسلحة اليمنية رغم تأثيرها الميداني؟

1. الحسابات الجيوسياسية

معظم الدول المشاركة في القمة، خصوصًا الخليجية، تعتبر "أنصار الله" خصمًا استراتيجيًا مدعومًا من إيران. الإقرار بدورهم في دعم غزة يعني الاعتراف بشرعيتهم السياسية والعسكرية، وهو ما يتناقض مع مواقف السعودية والإمارات في اليمن.

2. تضييق مفهوم "المقاومة المشروعة"

قادة القمة حرصوا على حصر المقاومة ضمن الإطار الرسمي، ممثلًا بالسلطة الفلسطينية وبعض الفصائل المقبولة دبلوماسيًا. تم تجاهل دور أنصار الله، كما لم يُذكر حزب الله أو الفصائل العراقية التي استهدفت قواعد أمريكية، رغم مشاركتهم الفاعلة في دعم غزة.

---

3. إعادة رسم خريطة قيادة "محور المقاومة"

من خلال إقصاء حكومة صنعاء وقواتها المسلحة من أي اعتراف، تسعى بعض الأنظمة العربية إلى احتكار شرعية التضامن مع فلسطين، وتجريد "محور المقاومة" من رمزيته. بينما غابت قرارات عملية عن القمة، كانت القوات المسلحة اليمنية تنفذ عمليات نوعية في البحر الأحمر خدمة لغزة.

---

4. رسائل غير معلنة للغرب وتل أبيب

تجاهل أنصار الله في البيان يخدم خطاب "الاعتدال" الذي ترغب بعض الأنظمة العربية في تصديره للغرب، وتحديدًا للولايات المتحدة وإسرائيل. الرسالة واضحة: "نحن نعارض العدوان، لكننا لا نقبل دعم فصائل غير مرضيّ عنها دوليًا".

---

خاتمة: قمة شكلية أم هندسة سياسية للمقاومة؟

قمة بغداد 2025 لم تكن حدثًا تقليديًا فحسب، بل كانت مساحة لإعادة رسم تعريف "المقاومة الشرعية" وفق مصالح الأنظمة، لا وفق الواقع. القوات المسلحة اليمنية – أنصار الله، رغم حضورها الميداني في معركة غزة، تم تجاهلها عمدًا لأنها تُمثل تهديدًا لمعادلة الولاء الإقليمي، وتعيد تعريف من يملك حق القتال باسم فلسطين.

---

تحقيق بقلم / الإعلامية بدور الديلمي – اليمن

المصدر: موقع إضاءات الإخباري