إجراء أول عملية زرع مثانة في العالم ... يمنح مريض سرطان الأمل من جديد
منوعات
إجراء أول عملية زرع مثانة في العالم ... يمنح مريض سرطان الأمل من جديد
20 أيار 2025 , 14:14 م

أجرى فريق من الجراحين الأمريكيين بنجاح أول عملية زرع مثانة بشرية في العالم، في إجراء جراحي معقد استغرق ثماني ساعات، وقد تم خلال العملية استئصال كل من الكلية والمثانة من متبرع بالأعضاء وزرعهما داخل جسم مريض فقد هذه الأعضاء بسبب مرض كلوي وسرطان.
وقد أوضح الدكتور "نيما نصيري"، اختصاصي المسالك البولية من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، قائلاً: "بدأت الكلية فوراً بإنتاج كمية كبيرة من البول، وتحسّنت وظيفة الكلية مباشرة بعد الجراحة، لم تكن هناك حاجة لأي جلسات غسيل كلوي بعد العملية، وتم تصريف البول بشكل سليم في المثانة الجديدة."
- استعادة وظيفة التبول بعد سبع سنوات من المعاناة
تمكّن المريض من التبول بشكل طبيعي بعد فترة وجيزة من الجراحة، وهو إنجاز لم يتحقق له منذ سبع سنوات كاملة. هذه النتيجة المذهلة تمنح الأمل لملايين الأشخاص حول العالم ممن يعانون من مشكلات في المثانة، سواء بسبب الأمراض أو الحوادث أو العمليات الجراحية السابقة.
- لحظة تاريخية في عالم الطب
قال الدكتور "إندربير غيل"، اختصاصي جراحة المسالك البولية من جامعة جنوب كاليفورنيا: "تُعد هذه العملية لحظة تاريخية في الطب، وقد تغيّر طريقة تعاملنا مع المرضى الذين يعانون من المثانة 'النهائية' شديدة الأعراض وغير الوظيفية."
وأضاف: "لطالما كانت زراعة الأعضاء وسيلة منقذة ومحسنة للحياة، والآن يمكننا إضافة المثانة إلى قائمة الأعضاء التي يمكن زراعتها بنجاح."
- بدائل تقليدية محفوفة بالمضاعفات
حتى وقت قريب، كان الخيار الوحيد للمرضى المصابين بمثانة تالفة هو استخدام جزء من الأمعاء لتأدية وظيفة المثانة. غير أن هذا الإجراء يسبب مضاعفات في نحو 80% من الحالات، بما في ذلك مشاكل هضمية أو فقدان في وظائف الكلى، نتيجة للاختلافات الكبيرة بين بيئة الأمعاء والجهاز البولي.
- تحديات زرع المثانة ... وخطط على مدى أربع سنوات
أُعتبر زرع المثانة تحديا طبيا بالغ الصعوبة، نظرا لتعقيد الأوعية الدموية التي تغذي المثانة وموقعها العميق داخل البطن، لهذا الغرض عمل الفريق الطبي على مدار أكثر من أربع سنوات في تحضيرات دقيقة، شملت تدريبات على عمليات زرع بواسطة الروبوت لمتبرعين متوفين تم إبقاؤهم على أجهزة التنفس.
- مريض يعيد الأمل ... وأب لأربعة أطفال
استُخدمت التقنيات الجديدة لزرع المثانة والكلية داخل جسد المريض "أوسكار لارينزار"، البالغ من العمر 41 عاما، والذي كان يعيش على غسيل الكلى لمدة سبع سنوات. وقد تمت إزالة كِليتيه ومعظم مثانته في السابق بسبب المرض.
في حين أن المثانة الذكورية العادية تستوعب حوالي 700 ملليلتر من البول، لم تكن مثانة "لارينزار" المتبقية تستوعب سوى 30 ملليلتر فقط.
وقد تمكّن الجراحون من تبسيط العملية عبر توصيل بعض الأوردة والشرايين قبل زرع العضو المتبرع به، مما ساعد في نجاح الجراحة.
صرّح الدكتور غيل: "رغم تعقيد الحالة، سارت العملية وفقا للخطة وحققت النجاح المطلوب. المريض بحالة جيدة، ونحن راضون عن تطوّره السريري حتى الآن."
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                
يخطط الفريق لإجراء أربع عمليات إضافية ضمن تجربة سريرية لاختبار فعالية وأمان زراعة المثانة. ويشترط الأطباء أن يكون المرضى الذين سيخضعون لهذه الجراحة إما يتلقّون أو يحتاجون إلى علاج مثبط للمناعة على المدى الطويل، وهو أمر ضروري لمنع رفض الجسم للعضو المزروع، لكنه يحمل مخاطر وآثارا جانبية ينبغي أخذها في الحسبان.
وفي حال نجاح العمليات الأربع التالية، من المتوقع إطلاق تجربة سريرية موسعة تشمل عددًا أكبر من المرضى.
وفي ختام حديثه مع الأطباء خلال زيارة المتابعة، قال "لارينزار": "كنت كالقنبلة الموقوتة لكنني الآن أملك الأمل من جديد."