بركان أكسيل البحري.. قنبلة مائية موقوتة تهدد أعماق المحيط الهادئ
منوعات
بركان أكسيل البحري.. قنبلة مائية موقوتة تهدد أعماق المحيط الهادئ
21 أيار 2025 , 12:58 م

أثار بركان "أكسيل" البحري، الواقع في أعماق المحيط الهادئ، قلق العلماء بعد أن بدأت تظهر عليه علامات واضحة تشير إلى اقتراب ثورانه، ووفقاً لتقرير صادر عن مبادرة مراصد المحيطات التابعة للمؤسسة الوطنية للعلوم الأمريكية، فإن المؤشرات الجيولوجية الأخيرة تدل على زيادة ملحوظة في نشاط هذا البركان الخفي.
- موقع خطير ونشاط متسارع
يقع بركان "أكسيل" على عمق يزيد عن 1500 متر تحت سطح المحيط، وعلى مسافة تقارب 480 كيلومتراً من سواحل ولاية أوريغون الأمريكية. يبلغ عرض فوهته ميلاً واحداً، ويشهد حالياً انتفاخاً تدريجياً يشبه تضخم بالون ممتلئ بالحمم البركانية. وقد لوحظ ارتفاع في قاع البحر المحيط به، مما يعزز الفرضية القائلة باقتراب لحظة الانفجار.
- ملايين الأطنان من الحمم البركانية
بحسب الدكتور ويليام تشادويك، عالم البراكين وأستاذ الأبحاث في جامعة ولاية أوريغون، فإن بركان "أكسيل" يشبه في سلوكه براكين هاواي، ويتوقع أن يُطلق عند ثورانه ما يزيد عن 28 مليون متر مكعب من الحمم البركانية شديدة السيولة، وهو ما يعادل ملايين الأطنان من المادة المنصهرة.
- نشاط زلزالي غير مسبوق
في الأسابيع الأخيرة، سُجّلت زيادة حادة في عدد الزلازل أسفل البركان، وهو مؤشر علمي على تصاعد حركة الصهارة داخله. وابتداءً من 6 مايو، ارتفع عدد الزلازل اليومية بوتيرة متسارعة، بحيث قد يصل عددها إلى 10,000 زلزال خلال 24 ساعة في حال وقوع ثوران كامل، وفقاً لتقديرات الباحثين.
- سجل ثورانات متكرر ومؤثر
تاريخياً، ثار بركان "أكسيل" في أعوام 1998 و2011، وكان آخر ثوران له عام 2015، حيث أسفر عن نحو 8000 زلزال، وتدفقات من الحمم البركانية بلغ ارتفاعها 137 متراً، وتسبب في انخفاض قاع المحيط بمقدار 2.4 متر. هذه الحوادث المتكررة تشير إلى نمط زلزالي متوقع نسبياً، ولكن التنبؤ الدقيق بموعد الثوران لا يزال صعباً.
- لا تهديد مباشر للبشر
رغم ضخامة النشاط البركاني، يؤكد العلماء أن موقع "أكسيل" العميق والبعيد عن السواحل لا يشكل خطراً مباشراً على المجتمعات البشرية، يقول الدكتور ويليام ويلكوك، أستاذ الجيوفيزياء البحرية بجامعة واشنطن: "عند ثوران أكسيل، لا يشعر أحد تقريباً، كما أنه لا يؤثر على النشاط الزلزالي في اليابسة".
- رقابة علمية دقيقة وتكنولوجيا متطورة
بفضل شبكة من أجهزة الاستشعار الحديثة، تتم مراقبة بركان "أكسيل" عن كثب، ما يجعله أحد أكثر البراكين البحرية خضوعاً للمراقبة في العالم، ويؤكد مايك بولاند من مرصد يلوستون للبراكين أن هذه البيانات المستمرة توفر فرصة ذهبية لفهم السلوك البركاني تحت الماء.
- فرصة علمية نادرة لتحسين التنبؤ
يرى العلماء أن ثوران "أكسيل" المحتمل في أواخر عام 2025 أو أوائل 2026، وربما في وقت أقرب، يمثل فرصة نادرة لاختبار نماذج التنبؤ الحديثة في بيئة بحرية معزولة. ويقول البروفيسور سكوت نونر من جامعة نورث كارولينا: "رغم التقدم الهائل، ما زالت التنبؤات البركانية أصعب من توقعات الطقس، إذ نجهل الكثير عن سلوك الصهارة".
- دروس مستفادة لحماية المجتمعات
رغم أن هذا البركان لا يهدد حياة البشر بشكل مباشر، إلا أن مراقبته توفر بيانات ثمينة يمكن أن تُستخدم لاحقاً في تحسين تقنيات الإنذار المبكر للبراكين القريبة من التجمعات السكانية، مما يعزز قدرة المجتمعات على التعامل مع الكوارث الطبيعية قبل وقوعها


المصدر: ديلي ميل