هل يكون الثلاثاء بداية فيلم أميركي طويل
مقالات
هل يكون الثلاثاء بداية فيلم أميركي طويل
حليم خاتون
2 آب 2025 , 00:14 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون:

هل رضخ لبنان لأمر المندوب السامي الأميركي؟

أم تراه مندوب سامي إسرائيلي، حتى لو أتى بكوفية سعودية؟

التهديدات والضغوط على السلطة المحلية في لبنان وصل إلى أقصاه...

تهديدات من فوق، وتهديدات من تحت...

من أكبر مجرمي الحرب الأهلية إلى أحقر إعلامي أو خبير استراتيجي عسكري أو اقتصادي أو مالي من جماعة أميركا والخليج في لبنان...

التهديدات الدولية يمارسها كل يوم سفراء أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا...

التهديدات العربية حملها يزيد بن فرحان الذي لا يحتاج إلى بقية الربع العربي، رغم ان الإمارات ليست بعيدة عن المشهد؛ لكن بإمكان السعودية اختصار جميع أحجار الملعب الأميركي/الإسرائيلي في العالمين العربي والإسلامي...

أقل هذه التهديدات جاءت من السفير المصري في بيروت على شكل تحذير بالويل والثبور وعظائم الأمور...

التهديدات المحلية لا تتوقف...

جماعة حزب القوات على رأس القائمة...

هم المرشحون ليكونوا رأس الحربة كما كان الأمر مع اجتياح سنة ٨٢؛ لكنهم هذه المرة لن يكتفوا بدور المُسهّل...

اجتماع سمير جعجع ووليد جنبلاط لا بد أن يكون بحث هذا الأمر...

الفرق بين جعجع وجنبلاط هو أن الأول منخرط تماما في المشروع الأميركي الإسرائيلي بينما الثاني يريد حفظ رأسه عندما تدور الدوائر...

أما الصحافي منير يونس فدوره على الأقل تجميل آخر العروض الأميركية:

خمسة مليارات دولار للثنائي مقابل السلاح...

خمسة مليارات دولار مقابل تسليم رقبة لبنان...

خمسة مليارات لكي يستطيع الجولاني وإسرائيل ذبحنا دون مقاومة...

في الظاهر، الشيعة هم المستهدفون...

لكن حقيقة الأمر: المستهدف هو وجود الكيان اللبناني نفسه...

لبنان الدولة أعزل؛ لا يملك اية أوراق قوة تؤهله الجلوس على الطاولة؛ وحده سلاح حزب الله يشكل فرقا...

لذلك، يتم إطلاق النار عليه من قبل كل كلاب أميركا والخليج دون استثناء...

عماد شدياق ذكي في الحسابات؛ "إبنك يا ثريا ذكي؛ بس حمار"، الله يرحمك يا زياد...

في كل الأحوال، الخطة الأميركية الإسرائيلية جارية على قدم وساق...

كما ارتكب ارييل شارون مجزرة صبرا وشاتيلا بأيد القوات والكتائب وحراس الأرز وجيش لحد...

كذلك يمكنه بدء الحرب على الشيعة بهذه الأدوات...

ولأن الأميركي يعرف حدود قوة هؤلاء الأقزام النكرة، هو يقوم بحلها عبر السعودية والإمارات التي تحشد ما تيسر من كلاب العمالة في كل الطوائف بلا استثناء، لكن مع التركيز على خلق ما يسمى جيش السُنّة في لبنان...

المشروع ليس جديدا...

سبق أن تحدث عنه بن غوريون في الخمسينيات من القرن الماضي...

يومها أراد بن غوريون إيجاد ضابط مسيحي يستطيع تأسيس كانتون يكون حليفا لإسرائيل...

الغريب في الأمر أن حزب القوات لا يستمع حتى إلى أبو الكيان اللبناني رغم تكريم جعجع للدكتور نبيل خليفة الذي يبني كل نظرياته على رؤى ميشال شيحا حول خطورة الكيان الإسرائيلي...

مضى الوقت وبدلا عن ضابط مسيحي واحد، ظهر أحزاب وقوى مسيحية شبه فاشية؛ ولكي تكتمل مائدة المقبلات الإسرائيلية ظهر الجولاني في سوريا ومعه لفيف من وحوش إبن تيمية من آسيا الوسطى مع بيئة حاضنة في لبنان يقوم بتأسيسها ضابط سُنّي هو أشرف ريفي مع تاجر سلاح اشترى نفوذه بالفلوس الحرام، هو فؤاد مخزومي الذي يطمح أن يكون يوما رئيس حكومة المندوب السامي الأميركي/ الإسرائيلي...

لكي ينجح هذا الكومبارس السُنّي على خلق حالة سُنّية معادية للمقاومة، لا يكتفي هؤلاء بالتركيز على خلق فتنة سُنّية شيعية، بل تساعدهم السعودية عبر محاربة بروز اية زعامة سُنّية لها علاقة من قريب أو بعيد بمقاومة الاحتلال أو ترفض ما يجري في فلسطين من إبادة...

مسرحية السعودية في الأمم المتحدة حول حل الدولتين لا تعني الكثير لأن هذا الذي يجري فوق الطاولة هدفه فقط إخفاء المصائب التي تعمل على خلقها دول ما يسمى الاعتدال العربي الذي هو في واقع الحال نادي كلاب أميركا وإسرائيل...

أخيرا، رضخت السلطة في لبنان لإدراج مسألة سلاح المقاومة على طاولة مجلس الوزراء حيث الأكثرية العددية هناك لكلاب أميركا بفضل المال السعودي، وعملاء الغرب...

الرئيس جوزيف عون يعاني من هؤلاء التابعين لأميركا أكثر من تبعيتهم للبنان...

لكن الموقف في مجلس الوزراء يجب أن يكون الوقوف بحزم ضد المؤامرة الأميركية الإسرائيلية...

وزراء حزب الله يواجهون مسألة دقيقة سوف تحسم مسألة جذرية...

هل يسقط حزب الله في الإمتحان؟

الذين يؤمنون بهذا الحزب يصرّون أن الحزب أكبر من أن يكون أُلعوبة!

لكن يتناسى هؤلاء أن هذا الحزب وقع ضحية تطمينات أميركا خلال الحرب ثلاث مرات على الأقل...

يقال إن المؤمن لا يُلدغ من جحر واحد مرتين...

لكن حزب الله لُدغ من نفس الجحر ثلاث مرات على الأقل...

يصرّ أنصار حزب الله في لبنان أن هذا الحزب استطاع تشكيل مقاومة عظيمة!

لا يشك المرء بعظمة المقاومة التي خاضها هذا الحزب منذ اجتياح ال ٨٢ وصولا إلى حرب إسناد غزة ومرورا بالتحرير سنة ٢٠٠٠ وانتصار تموز ٢٠٠٦...

لكن إذا كانت غلطة الشاطر بألف، فإن غلطة العظيم بألف مليون!

لذلك نخاف فعلا من وقوع حزب الله في الفخ!...

لقد أثبتت قيادة حزب الله عن حنكة ومقدرة عظيمة في لبنان وسوريا والعراق واليمن؛ لكن عندما نشبت الحرب الكبرى، أصرت قيادة الحزب على تصغير هذه الحرب أملا في توبة إبليس...

في الحرب كنا فعلا بحاجة إلى قيادة ستالينية لا تأبه للخسائر؛ ليس لأن الخسائر غير مهمة، بل لأن الخسائر سوف تكون مضاعفة إذا نحن هُزمنا... وهذا ما حصل!

يقول أنصار حزب الله إن هذا الحزب يأخذ الخسائر بصدره...

لكن الحقيقة هي أن الأميركيين والإسرائيليين يقتلون على أبو جنب وسوف يقتلون كل لبنان إذا تمكنوا...

إذا تم تسليم السلاح سوف يساق الملايين إلى المقصلة...

ربما نسي حزب الله سبايكر في العراق...

ربما نسي أقوال السيد الشهيد نصرالله في مسائل السلاح...

إذا كان السيد قد أخطأ أكثر من مرة خلال الحرب حين تم خداعه، لا نحتاج إلى مزيد من الأخطاء ترتكب باسمه وباسم الدماء التي سالت...

نعرف ان الحزب لا يزال ينتشل أشلاء الشهداء وأن هناك شهداء لا يزالون تحت الأنقاض...

استعملت هذه الحجة في تبرير وقف النار بالشكل السيء الذي جرى...

مؤخرا، حاول الشيخ نعيم جاهدا تجميل موقف القبول بوقف النار بتبريرات لم تقنع ذوي العقول حتى وإن أقنعت أصحاب الرؤوس المربعة...

"التكرار بعلم الحمار"؛ فماذا عن الحزب العظيم؟

لا تجعلونا نقاتلكم يوما إن أنتم خنتم أمانة السلاح...

لدينا ولديكم ما يكفي من الأعداء داخل هذا الوطن الصغير، وعلى كامل حدود هذا الوطن من تكفيريين وعملاء وصهاينة وأساطيل غربية تجوب البحر، وأجواء مفتوحة لكل أقمار التجسس...

إذا خرجتم يوم الثلاثاء بأقل من رفض كل المؤامرات سوف تخسرون شعبكم!

حتى الضمانات التي لا نؤمن بها أصلا، لم يعطها الأميركي...

بل السؤال هو كيف تطلبون ضمانات أميركية؟

ألا تخجلون من هذا؟

كفّوا عن هذه الطلبات المذلة!

نحن أحفاد ذلك الإمام الذي رفض البيعة لمن لا يستحق؛

لماذا تسمحون لصورة المهانة في طلب الضمانات الأميركية أن تكون...

نحن نفضل الموت على المذلة...

وجود أمثال اشرف ريفي وفؤاد مخزومي وخالد الضاهر ناتج عن عدم الحزم بعد السابع من أيار يوم ذهبتم إلى الدوحة وتساهلتم مع الخونة والعملاء كما فعلتم بعد التحرير...

لقد آن الأوان لقيادة حازمة مستعدة لتفجير العالم إذا ما خيرت بين السِلة والذلة...

ردد الشيخ نعيم أكثر من مرة قائلا اننا جاهزون!

هل نحن جاهزون فعلا؟

يجب أن يفهم العالم كله أن نتيجة محاولة القضاء علينا سوف يكون تفجير كل منطقة الشرق الأوسط...

لقد انتهى زمن المعاملة بالحسنى!

وجاء زمن قطع رؤوس الأفاعي في داخل لبنان، في الإقليم، وفي كل مكان...

كما ردد الدكتور وديع حداد يوما قبل شهادته، وكما فعل جورج إبراهيم عبدالله حين مشى على هذا النهج:

وراء الأعداء في كل زمان ومكان...

لا عفو بعد اليوم للعملاء والخونة...

إما بناء دولة وطنية قوية عادلة أو الموت في سبيل هذا...


المصدر: موقع إضاءات الإخباري