لحماية البيانات.. هل يجب قبول ملفات تعريف الارتباط وخصوصية التصفح الكوكيز أم رفضها؟
علوم و تكنولوجيا
لحماية البيانات.. هل يجب قبول ملفات تعريف الارتباط وخصوصية التصفح الكوكيز أم رفضها؟
21 أيار 2025 , 13:45 م

من النادر تصفح الإنترنت دون الاصطدام بنوافذ منبثقة تطلب موافقتك على استخدام ما يُعرف بـ"ملفات تعريف الارتباط" أو الكوكيز (Cookies)، هذه النوافذ أصبحت مشهدا مألوفا لدرجة أن البعض يضغط تلقائيا على "قبول الكل" دون التوقف للتفكير في العواقب.
لكن، هل ينبغي حقا قبول جميع ملفات تعريف الارتباط؟ أم أن رفضها هو الخيار الأفضل لحماية الخصوصية؟
لفهم الإجابة، لا بد أولا من التعرف على طبيعة هذه الملفات وكيف تؤثر على تجربة التصفح.
- ما هي ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز)؟
ملفات تعريف الارتباط هي ملفات صغيرة تُخزَّن على جهاز المستخدم من قبل المواقع الإلكترونية، تتمثل وظيفتها الأساسية في تحسين تجربة التصفح، مثل تذكر بيانات تسجيل الدخول، واختيار اللغة المفضلة، وضبط حجم الخط، بل وحتى حفظ عناصر سلة التسوق في المتاجر الإلكترونية.
لكن استخدامها لا يقتصر على التخصيص فقط، بل تُستخدم أيضا من قبل شركات الإعلانات لتحليل سلوك المستخدمين وتوجيه إعلانات مستهدفة بناءً على سجل التصفح.
- أنواع ملفات تعريف الارتباط
لفهم كيفية التعامل مع الكوكيز، من المفيد التمييز بين أنواعها المختلفة:
1. كوكيز الجلسة (Session Cookies)
هي ملفات مؤقتة تُحذف تلقائيا عند إغلاق المتصفح. تُستخدم غالبا للاحتفاظ بمحتويات عربة التسوق أو التنقل بين الصفحات دون فقدان البيانات.
2. الكوكيز الدائمة (Persistent Cookies)
تظل محفوظة على الجهاز لفترات أطول (قد تمتد من أيام إلى سنوات)، وتُستخدم لتذكر تفضيلاتك مثل معلومات تسجيل الدخول أو الإعدادات الشخصية.
- ماذا تعني خيارات الكوكيز عند ظهورها في المواقع؟
عند دخولك إلى موقع إلكتروني، ستواجه على الأرجح إحدى هذه الخيارات:
- "قبول الكل":
يعني السماح للموقع باستخدام جميع أنواع الكوكيز، بما فيها تلك الخاصة بالتتبع والإعلانات، هذا الخيار يوفر تجربة أكثر تخصيصا، لكنه يقلل من مستوى الخصوصية.
- "رفض الكل":
يحد هذا الخيار استخدام الكوكيز على الملفات الأساسية فقط، مثل تلك التي تتيح تشغيل الوظائف الرئيسية للموقع. ورغم أنه يوفر حماية أكبر للخصوصية، إلا أنه قد يؤثر على بعض خصائص الموقع.
- "تخصيص الإعدادات":
خيار يتيح لك اختيار أنواع ملفات تعريف الارتباط التي ترغب بالسماح بها، مثل قبول ملفات الأداء ورفض ملفات الإعلانات.
- لماذا تُجبر المواقع على عرض نوافذ الكوكيز؟
يرجع السبب في ذلك إلى اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية (GDPR) التي دخلت حيز التنفيذ عام 2018، والتي تفرض على المواقع الإلكترونية:
طلب موافقة صريحة من المستخدم قبل استخدام أي ملفات تعريف ارتباط غير ضرورية.
تقديم معلومات واضحة حول البيانات التي يتم جمعها والغرض منها.
إتاحة خيار تعديل أو سحب الموافقة لاحقا من خلال إعدادات الخصوصية.
وبما أن العديد من المواقع الإلكترونية تخدم مستخدمين من دول الاتحاد الأوروبي، فقد أصبحت هذه النوافذ معيارا شائعا حتى خارج القارة.
- كيف تحمي خصوصيتك الرقمية أثناء تصفح الإنترنت؟
إذا كنت قلقا بشأن جمع البيانات، يمكنك اتباع الخطوات التالية:
تخصيص إعدادات الكوكيز عند زيارة المواقع الجديدة، ورفض ملفات الإعلان والتتبع.
حذف ملفات تعريف الارتباط يدويا من إعدادات المتصفح أو من إعدادات الخصوصية في الموقع (غالبًا أسفل الصفحة).
استخدام أدوات حماية الخصوصية مثل أداة Cover Your Tracks من مؤسسة Electronic Frontier Foundation، والتي تساعدك على تقليل قابلية التتبع عبر الإنترنت.
ملفات تعريف الارتباط ليست شريرة بطبيعتها، بل هي أدوات مصممة لتحسين تجربة المستخدم. لكن المشكلة تكمن في كيفية استخدامها والجهات التي تستفيد منها،
لذلك، الوعي وفهم الخيارات المتاحة هو السلاح الأقوى لحماية خصوصيتك الرقمية دون التضحية بجودة التصفح.
ففي النهاية، القرار بين القبول أو الرفض يجب أن يكون واعيا ومدروسا — لا تلقائيا.