إعداد: الاعلامية بدور الديلمي _اليمن
---
مقدمة: "تحت الظل الثقيل للنهضة الصينية"
بينما تسير الصين بخطى ثابتة نحو تصدر الاقتصاد العالمي، تُسحق على الهامش أقلية عرقية مسلمة تُدعى "الإيغور"، في إقليم شينجيانغ الواقع أقصى غرب البلاد. آلاف المساجد هُدمت، ملايين البشر خضعوا لـ"إعادة تأهيل"، والدين أُدرج رسميًا ضمن ما يُصنفه الحزب الشيوعي كـ"مرض يجب علاجه".
---
من هم الإيغور؟
الإيغور هم شعب من أصول تركية، يعتنقون الإسلام منذ قرون، ويتحدثون لغة تركية بلهجة محلية. يعيش حوالي 12 مليون إيغوري في شينجيانغ، ويشكّلون الغالبية في هذا الإقليم، إلى جانب قوميات أخرى كالكازاخ.
طوال عقود، سعت السلطات الصينية إلى دمج الإيغور قسرًا ضمن الهوية "الهانية" الصينية، لكن الأمور تصاعدت منذ 2014، عقب موجة هجمات محدودة نُسبت إلى متشددين إيغور.
---
ما الذي يحدث في شينجيانغ؟
وفق تقارير الأمم المتحدة ومنظمات كـ"هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، يتعرض الإيغور لحملة قمع غير مسبوقة، تشمل:
اعتقال تعسفي لأكثر من مليون شخص في "معسكرات إعادة تأهيل".
منع ممارسة الشعائر الإسلامية، كالصلاة، الصوم، وارتداء الحجاب.
إجبار النساء على تعقيم أنفسهن أو الخضوع للإجهاض القسري.
مراقبة شاملة لكل السكان باستخدام الذكاء الاصطناعي.
هدم المساجد والمزارات الإسلامية.
فصل الأطفال عن أهاليهم وتربيتهم في مدارس داخلية "علمانية".
---
شهادات مروعة
جولزار، إيغورية مقيمة في تركيا، تقول:
"كنت أُجبر على تكرار عبارات تمجد الحزب الشيوعي، وأُهين إن حاولت التحدث بلغتي. منعت من الصلاة، وحُرمت من الاتصال بأهلي."
عامل سابق في أحد المعسكرات – تم تغيير هويته:
"كانوا يلقنوننا كيفية كره الإسلام. من يُخالف، يوضع في غرفة تعذيب. كثير من النساء تعرضن للتحرش، بعضهن اختفين تمامًا."
---
الاقتصاد على حساب الحقوق
شينجيانغ تمثل شريانًا اقتصاديًا للصين، ضمن مشروع "الحزام والطريق"، وتحتوي على ثروات من الفحم، الغاز، والنفط. كما تنتج 20% من القطن في العالم – كثير منه يتم عبر العمل القسري، وفق تحقيقات موثقة.
---
صمت دولي... لماذا؟
كثير من الدول الإسلامية الكبرى لم تُصدر أي إدانات حقيقية، خوفًا من فقدان الاستثمارات أو القروض الصينية.
الغرب، خاصة الولايات المتحدة، أدان ما يحدث وفرض عقوبات على بعض الشركات الصينية المتورطة، لكنه لم يذهب أبعد من ذلك.
الأمم المتحدة تجنبت استخدام مصطلح "إبادة جماعية" رسميًا، رغم استخدامه من قبل برلمانات دول عدة.
---
خاتمة: هل الإيغور وحدهم؟
ما يتعرض له الإيغور لا يتعلق فقط بإقليم شينجيانغ. بل هو اختبار أخلاقي للضمير الإنساني. إن السكوت عن محو هوية أمة كاملة بحجّة التنمية أو محاربة الإرهاب، هو تواطؤ ناعم... وتطبيع مع الاستبداد.
---
مراجع التحقيق:
تقرير الأمم المتحدة – أغسطس 2022.
تقارير "هيومن رايتس ووتش"، "العفو الدولية"، BBC، وThe New York Times.
شهادات لاجئين عبر منظمات إيغورية غير حكومية.
إعداد: الاعلامية بدور الديلمي _اليمن



