رسالة إلى سمو الأمير يزيد بن فرحان,
مقالات
رسالة إلى سمو الأمير يزيد بن فرحان, "احذر من منطق العبيد وصحوة السلاح"
حسن علي طه
3 آب 2025 , 16:22 م

كتب حسن علي طه:

سمو الأمير، لعل اسمك الأكثر تردداً في لبنان هذه الأيام.

أي نعم، تصدّر الأسبوع الماضي اسم أمير الإبداع زياد الرحباني فوق اسمك،

لكن لا تعتلِ همّاً، فالإبداع عندنا حالة شاذة وطارئة.

فلن يطول الوقت وستعود، سموك، "ترند ونمبر وان".

سمو الأمير يزيد، احذر العبيد،

فالتعامل معهم شاق ومتعب دون نهر وذم.

ويكفي قول المتنبي:

لا تشتري العبد إلا والعصا معه

إن العبيد لأنجاس مناكيد.

سمو الأمير، هؤلاء اعتادوا عضَّ اليد التي تمتدّ .

وحتى لا أُوضَع في موضع المتجني عليهم،

يكفي ما قاله جورج غانم قبيل تشكيل حكومة نواف، على الهواء مع أحدهم،

عن صلافتك في التعاطي معهم، حتى وصل الأمر أن اطلقوا عليك تسمية: يزيد بن غازي كنعان .

في معرض التحرر جعل الإسلام عتق الرقاب كفّارة للكثير من الذنوب.

فالعبودية أصل موجود، حاول الإسلام إلغاءها، وهناك من يستميت ويتمرد لبقائه عبداً.

سمو الأمير: احذر واعلم أن من تتعاطى معهم وبغض النظر عن ارتدائهم منصب نائب أو وزير أو مدير، فغالبية هؤلاء صنعهم غازي كنعان، الذي جعلوا من اسمه شتيمة وأطلقوها على سموك.

فما زالت خطبهم شعراً ونثراً عن رستم وكنعان، وقالوا فيهما ما لم يقله أبو نواس في الخمر.

فيا من تغتابون سيدكم،

من أنتم؟!

ألا يكفي أنه يصرف مالاً ويعلف بطوناً،

وإن أراد أن يكرم فهو قادر على عتق رقبة من رقابكم؟

سمو الأمير يزيد، احذر هؤلاء الجهلة،

وتذكر قول الإمام الشافعي:

لكل داء دواء يستطب به

إلا الجهالة أعيت من يداويها.

هؤلاء ينقلون عن سموكم زوراً وبهتاناً أقوالاً ما أنزل الله بها سلطان.

تصوّر سمو الأمير أنهم يدّعون أنكم أنتم من موّل الحرب الإسرائيلية على لبنان،

وأنكم من يريد نزع سلاح المقاومة.

ومن سيصدق؟ وما ضير المملكة من سلاح آذى العدو وأسند غزة؟

تصوّر هذا الزور! أليس معيباً هذا الكلام بحق المملكة العربية السعودية، صاحبة علم "لا إله إلا الله"، وحاكمها "خادم الحرمين"، ناصرة قضايا المسلمين حول العالم الإسلامي؟

سمو الأمير، إنهم يشوّهون تاريخ المملكة التي حملت قضية فلسطين والقدس والأقصى وغزة الجائعة،

المملكة التي حملت وتحملت الأذى من حملها.

سمو الأمير، لا تزعج نفسك، فنحن نعرف هؤلاء المناكيد جيداً،

فهم أنفسهم كانوا عديد جيش لبنان الجنوبي.

ولم ولن يُكتب لصغار، جلّ همّهم كيس دنانيركم، أن يشوّهوا تاريخكم الناصع،

فيكفي أن نرى في عهد مملكتكم أين أصبحت العروبة والإسلام.

احذر يا سمو الأمير، فالفارق كبير بين العبيد والأحرار.

احذر، سموك، فالفارق كبير ما بين عتق الرقاب وقطعها.

والسلام على "أميرنا" ورحمة الله وبركاته.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري