عيد الدم: إسرائيل تقصف غزة ليلة وصباح العيد والشعوب العربية غارقة في الغيبوبة
مقالات
عيد الدم: إسرائيل تقصف غزة ليلة وصباح العيد والشعوب العربية غارقة في الغيبوبة
د. بدور الديلمي
6 حزيران 2025 , 19:41 م


تحقيق – بدور الديلمي -اعلامية يمنية

في الوقت الذي كانت فيه الشعوب العربية والإسلامية تستعد لاستقبال عيد الأضحى، طقوس العيد في غزة اختلفت كليًا. ففي ليلة العيد وصباحه، لم يكن صوت التكبير هو المهيمن، بل دويّ القصف والانفجارات.

الاحتلال الإسرائيلي استغل انشغال العالم الإسلامي بالمناسبة، ونفذ سلسلة غارات دامية على القطاع، تاركًا وراءه شهداء ودمارًا واسعًا، وسط صمت رسمي وشعبي عربي مثير للتساؤلات.

عدوان منسق ليلة العيد

فجر يوم عرفة، الموافق 15 يونيو 2025، شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من قطاع غزة، أبرزها شمال القطاع ومدينة خان يونس.

الغارات تسببت باستشهاد 22 مدنيًا بينهم 6 أطفال و3 نساء، إضافة إلى عشرات الجرحى، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

كما أسفرت الهجمات عن تدمير منازل بالكامل، واستهداف مواقع مدنية بينها مدرسة تابعة لوكالة الأونروا ومركز طبي قيد الإنشاء.

العيد بين التكبير والدماء

سكان القطاع استيقظوا على فاجعة بدلًا من التهاني، وعلى رائحة البارود بدلًا من بخور العيد.

إحدى العائلات التي فقدت ثلاثة من أطفالها قالت في تصريح خاص:

> "كنّا نحضّر ملابس العيد، نعد الحلويات، وفجأة أصبحنا نحضّر أكفانًا صغيرة."

وفي مشهد بات يتكرر كل عام، ارتفعت أصوات المساجد بالتكبيرات الحزينة، فيما كانت فرق الدفاع المدني ترفع الجثامين من تحت الركام.

صمت عربي مطبق

رغم فداحة المشهد، اقتصرت ردود الفعل العربية الرسمية على بيانات شجب باردة ومكررة. لم تُعقد قمم عاجلة، ولم تُقطع علاقات، ولم تُرفع حتى دعاوى دولية جادة.

أما الشعوب، فغابت عن الساحات، باستثناء تحركات محدودة في بعض العواصم.

الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، حسان الزين، قال للموقع:

> "اللافت ليس فقط الصمت الرسمي، بل غياب الحس الشعبي، وهذا يُعدّ أخطر مراحل الترويض النفسي الجماعي. نحن أمام مجتمعات تمّ تخديرها عبر الإعلام والتطبيع والتضييق على أي فعل تضامني."

دور الإعلام: الغائب الأكبر

باستثناء بعض القنوات الموالية للمقاومة ومنصات رقمية مستقلة، غابت التغطية الجادة للعدوان.

القنوات العربية الكبرى انشغلت بأغاني العيد وبرامج الكوميديا، متجاهلة مجازر ارتُكبت في ذات اللحظة.

المفارقة أن بعض القنوات لم تذكر الحدث مطلقًا، بينما خصصت فقرات كاملة لتغطية حفلات العيد في دبي والقاهرة والرياض.

هل أصبح الدم الفلسطيني "اعتياديًا"؟

تكرار المشهد، وتوقيت العدوان المتزامن مع كل مناسبة دينية، يطرح تساؤلًا وجوديًا عن دور الشعوب والأنظمة:

هل تم تطبيع الموت الفلسطيني في الوعي الجمعي العربي؟

هل ما زالت غزة قادرة على تحريك الضمير العربي، أم أن الانشغال بالداخل والخوف من القمع صارا أقوى من كل الغضب؟

خاتمة: متى نفيق؟

في كل عام، تُذبح غزة في ذات الوقت الذي نذبح فيه الأضاحي. وفي كل مرة، نصمت أكثر من ذي قبل.

لكن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تموت بالكامل.

ربما طال الصمت، لكن في القاع المتعب من هذا العالم العربي، لا يزال هناك صوت… لم يُخمد بغزة

المصدر: موقع إضاءات الإخباري