يمثل التوقف عن ممارسة العلاقة الجنسية لفترة طويلة موضوعا صحيا واجتماعيا هاما، حيث يؤثر بشكل مباشر على صحة الأعضاء التناسلية والحالة النفسية للأفراد، في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل ما يحدث عند الامتناع عن الجنس لعدة أشهر، بناءً على آراء خبراء ومتخصصين، مع توضيح المخاطر الصحية والنفسية المرتبطة بذلك.
- التأثيرات الجسدية لعدم ممارسة العلاقة الجنسية
تشير الدكتورة تارا سوينياتيتشايبورن، خبيرة الجنس والعلاقات، إلى أن الامتناع الطويل عن ممارسة الجنس قد يؤدي إلى حالة نادرة تُعرف بضمور العضو الذكري، حيث تقل مرونة الأنسجة، ما يسبب انكماش العضو الذكري بمقدار يتراوح بين 1 إلى 2 سم، كما يحذر الخبراء من أن الرجال الذين يمتنعون عن ممارسة الجنس لفترات طويلة معرضون لخطر الإصابة بمشاكل طبية خطيرة مثل سرطان البروستات، بسبب تراكم المواد المسرطنة في غدة البروستات، التي يُعتقد أن الممارسة الجنسية المنتظمة تساعد في طردها وتقليل هذا الخطر.
- التأثيرات النفسية والاجتماعية الناتجة عن الانقطاع الجنسي
عدم ممارسة العلاقة الجنسية لمدة شهر أو أكثر قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات التوتر النفسي والإحباط، ويُسبب مشاعر القلق، الاكتئاب، والغضب لدى الرجال والنساء على حد سواء. ويمكن أن تتفاقم هذه المشاعر لتؤثر سلبًا على العلاقات الزوجية، وقد تدفع بعض الأشخاص نحو الخيانة الزوجية. حسبما تشير المعالجة الجنسية ساري كوبر، فإن مرور فترة "جفاف جنسي" بين الأزواج أمر طبيعي، لكن استمرار هذه الفترة قد يسبب مشاكل نفسية وعاطفية جمة تستدعي التدخل العلاجي.
- الفوائد النفسية للمارسة الجنسية المنتظمة
تساعد ممارسة العلاقة الجنسية على إفراز هرمونات السعادة مثل الأوكسيتوسين (هرمون الحب)، والدوبامين، والسيروتونين، التي تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم العواطف وتعزيز المزاج, الدوبامين بشكل خاص يُعتبر مادة كيميائية دماغية تعزز الشعور بالمتعة، وانخفاض مستوياته قد يؤدي إلى مشاكل في تقدير الذات والشعور بعدم الأمان.
- التوصيات الطبية والوقائية
ينصح الخبراء والأطباء بضرورة عدم إهمال الحياة الجنسية والبحث عن حلول علاجية مناسبة عند مواجهة صعوبات في الممارسة الجنسية. ويُوصى باللجوء إلى معالج جنسي معتمد للمساعدة في تجاوز المشاكل الجنسية والنفسية، وتقديم التوجيه السليم للحفاظ على صحة الجسم والعقل.


