ليست بجامعة بل للفتنة للترهيب للتخريب للتدمير والتكسير للتقسيم والتقظيم للشر ولشعائر الشيطان تعظيم، حان وقت التظليل على حجر التضليل..هي مركز لجنود إبليس دون تدليس متخفية بوشاح الشريعة تنفث سمومها في عقول وأدمغة المريدين تروج لخطاب إصلاح مخملي يخفي في ثناياه وطياته مشروع تفكيك عملي. هناك حديث لايدرس أو يعلم الدين بل يطلى ويلون تلوين، لايفسر النص بل يحرف كما حرفوا آلاف الأحاديث ودلسوها تدليس، لتصبح قنابل...
يدرب فيها الداعية المزور ليكون ناطقاً بإسم السماء ورسولا لمشروع الأرض المغتصبة.
يتخرج منها خطباء الجهل بعمائم مستوردة وألسنة مفخخة ليكونوا بمثابة أدوات ناعمة لأمة يريدونها نائمة على بحور الدم عائمة، لخراب صاخب بلباس لائق أنيق،
يريدون إشعال الحريق، يبكون على القدس بالكلمات ويبيعونها بالصفقات، يتحدثون عن التوحيد وهم طلائع التشتيت، يعلون راية الأمة وهم حرابها وخرابها يقطعون رقابها ومن رحم الغش والخداع ولدت حركات راديكالية تكفر المقاوم وتكرم الغاصب وتساوم، تتوسل الدعم من أعداء الأمة، لكن في زوايا هذه العتمة، بقي وهج لايطفأ التهيج من أرض حضارة لم تهزم أو تهرم خرج صوت الحكمة لا التهيج، من زوايا هذا الظلام الدامس، سطعت الأنوار لتلفت الأنظار من أرض الحضارات التي هزمت امبرطوريات الشر ماهو السر! لا جيوشها بل عقولها أدمغتها أفكارها من تراب كتب عليه ” قم فقام “ وتجلت فيه نهضة العقل، اللب، النهى، هي من كرمت وبجلت آل بيت من لامس سدرة المنتهى، نعم أيها السادة تجلت نهضة العقل على غريزة القتل، إنبثق مشروع توحيد لاتفريق، وجسر إمتد بين المذاهب لا صوت خندق أنكر التفكير وأباح التكفير. مساع فككت ألغام الفتنة قبل أن تنفجر.
بلد بعد ثورته المظفرة علم المسلمين أن وحدة الصف أشرف من نصر الوهم ، وأن تحرير القدس لايمر من عواصم الحقد بل من عواصم الصبر والبصيرة.
من أرض أنجبت من رحمها إبن سينا في الطب، والخوازمي في الحساب، ونصير الدين في الفلك، والحكمة لم تفرمل لتوقف أنوار العلم، بل انتقلت من المداد إلى الجهاد، ومن التجريب والتقارب والتحبيب،
صوت لا يفرق بين مذهب ومذهب بل يفرق بين الحق والتابعين للباطل.
صوت أشعل جذوة الثورة لا ليستسلم بل ليعلم أن الدين وعي لاتبعية ووحدة لا قطيعة، ومقاومة لامساومة. صوت الحكمة الذي حذر قائلا ;
”إحذروا المصلحين حين يتخرجون من تل أبيب فهم لايصلحون بل يفجرون واحذروا من دعاة السلام الزائفون الاهثون خلف قطار التطبيع، فتحرير القدس
لا يكون بمن حفظ بل بمن صدق وهناك من يحسن ويجيد التلاوة ويجهل النجاة.
ومن خرج من قلب العتمة بنور الوعي لايضله وميض الفتنة“ .
باحث ومفكر سوري في الغربة



