كتب الأستاذ حليم خاتون:
هل الحرب واقعة حتما؟
تبين أن أميركا كلها بما في ذلك ترامب؛ الكل يأتمر بأوامر بالدولة العميقة القائمة على سيطرة احتكارات القوة المالية وسطوتها على بقية الاحتكارات من نفط وصناعة عسكرية وغيرها...
الدلائل تشير إلى حتمية وقوع الحرب بين إيران وإسرائيل وإن أميركا سوف تكون موجودة داخل هذه الحرب بشكل غير مباشر كما حصل مع القصف الذي قامت به ساعر ٦ ضد الموانئ اليمنية وفق تخطيط وسيطرة أميركية كاملة...
التدخل الأميركي المباشر في الحرب هو الغير محتوم...
الأميركيون سوف يدخلون الحرب بشكل مباشر إذا ما اتخذت إيران القرار الفعلي بالحرب وليس بنصف حرب كما حصل في لبنان...
لكن، كما حصل مع عبد الناصر سنة ٥٦، سوف تقوم إسرائيل بهجوم صاعق على إيران تدمر بموجبه على الأقل مفاعل ناتانز الذي يطفو فوق سطح الأرض وربما قامت بتدمير قواعد عسكرية ومنشآت نفطية...
طبعا، لا تستطيع إيران عدم الرد...
الأرجح أن لا يكون الرد الإيراني بنفس القوة خوفا من آلة التدمير الأميركية ولعدم إيمان القيادة الإيرانية بالحلول الصفرية القائمة على الدخول في الحرب الشاملة (عليّ وعلى اعدائي)...
قد يتم تدمير بضعة قواعد عسكرية إسرائيلية وربما منصة غاز أو أكثر...
عندها وكما حدث سنة ٥٦ يجتمع مجلس الأمن بإيعاز من الأميركيين الذين يكونون على اتفاق تام مع إسرائيل على هذه الخطوة، ويصدر قرار بوقف الحرب فورا فتقوم إسرائيل بالموافقة الفورية بعد أن حققت ضربات قوية طالت أكثر من نصف القدرات النووية والنفطية الإيرانية...
وبما أن إيران عودتّنا منذ السابع من أكتوبر على القبول بنصف هزيمة فالأرجح أن توافق على قرار مجلس الأمن خاصة بعد وقوف روسيا والصين موقف المتفرج، ويخرج الإمام الخامنئي يردد ما قاله سلفه الإمام الخميني بعد قصف الاميركيين لبندر عباس من أجل الضغط على إيران لإيقاف الحرب مع عراق صدام حسين في الثمانينيات، ليس حبا بصدام ولا بالعرب، بل خوفا فعليا من انتصار إيراني كاسح يطيح بالمصالح الغربية في المنطقة...
بالنسبة لبيئة محور المقاومة هذا سيناريو أسود قاتم يحمل كل بصمات الهزيمة؛ لكن إيران وبعض الأبواق في محور المقاومة سوف ترى في ما حصل فشلا اميركيا اسرائيليا، وربما راحوا يتحدثون عن انتصار كالانتصار الذي عشناه ونعيشه في لبنان...
في أحسن الأحوال من جهة، وأسوأ الأحوال من جهة اخرى، قد يخرج المحللون الإيرانيون يعلنون أن نتيجة ما حصل ليست بيضاء صحيح، لكنها ليست سوداء أيضا...
ربما يخرج من يزغرد بأن النتيجة رمادية: رابح رابح؛ او على الطريقة اللبنانية،
"لا غالب، ولا مغلوب"...
لكن الحقيقة سوف تكون تكريس إسرائيل قوة اقليمية كبرى تسيطر على كامل فلسطين، وعلى جزء كبير من سوريا واجزاء من لبنان مع خضوع عربي شامل في مصر والأردن للهيمنة الإسرائيلية، بينما تنحدر إيران إلى مجرد قوة اقليمية بأسنان مكسرة...
سوف يخرج في إيران من يتغنى بصمود النظام وعدم وصول ياكوف شرع إيراني إلى سدة السلطة في طهران...
كلام مؤذي...
كلام بذيء بالسياسة...
لكن التجربة علمتنا أن هذا المحور حتى لو ملك اقوى الأسلحة، هو يتردد ولا يملك قرار الحرب...
تجربة ما حصل ما حزب الله هي خير دليل على أن الصبر الاستراتيجي الإيراني ربما تنتهي إلى نفس المأساة التي حصلت عندنا في لبنان...
الله يستر...
كل ما نستطيع قوله هو فقط:
كونوا حسينيين...
كونوا أحفاد الكرار...
قاتلوا كما الرجال حتى لا تنتهي أموركم سبايا في النظام الدولي تلبسون ثياب رجال ولا تملكون قلوب الرجال...



