تحقيق استقصائي سياسي – بدور الديلمي -اعلامية يمنية
مقدمة:
في تطور خطير وغير مسبوق، شنت "إسرائيل" عدوانًا مباشرًا على الأراضي الإيرانية، مستهدفة منشآت عسكرية ومنظومات دفاعية، فيما وصفته طهران بأنه "عدوان سافر سيُقابل برد استراتيجي". تأتي هذه الضربة وسط تصاعد التوترات في الإقليم، خاصة بعد تنامي الدور الإيراني في محور المقاومة، والدعم المباشر لحركات المقاومة في لبنان، غزة، واليمن.
ما هو الرد الإيراني المنتظر؟ وما السيناريوهات الممكنة في ظل هذا التصعيد؟ تحقيقنا هذا يحاول رسم ملامح المرحلة المقبلة بناءً على معطيات استخبارية، تحليل عسكري، ومقابلات حصرية مع خبراء وسياسيين مطّلعين.
---
أولًا: دلالات العدوان الإسرائيلي
تصعيد غير مسبوق
العدوان الذي استهدف العمق الإيراني لم يكن مجرد رسالة تحذيرية، بل محاولة لكسر قواعد الاشتباك وجرّ إيران إلى مواجهة مباشرة. تشير مصادر أمنية إلى أن الغارات نُفذت بدقة عالية عبر طائرات F-35 انطلقت من قواعد أمريكية في الخليج، بدعم استخباري واسع النطاق.
التوقيت والدوافع
جاءت الضربة عقب ضربات دقيقة نفذها "محور المقاومة" ضد مواقع حساسة في الجليل، إيلات، والمرافئ الحيوية، بالإضافة إلى استمرار استهداف الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر من قبل القوات المسلحة اليمنية (أنصار الله). يبدو أن "إسرائيل" أرادت قطع اليد الإيرانية بدل الاكتفاء بضرب وكلائها.
---
ثانيًا: خيارات الرد الإيراني
1. الرد المباشر والمعلن
ترجّح أوساط قريبة من الحرس الثوري أن الرد المباشر قادم لا محالة، لكنه سيكون موزونًا. الخيارات تشمل:
ضرب قواعد إسرائيلية في الجولان المحتل أو داخل فلسطين المحتلة باستخدام صواريخ باليستية دقيقة.
هجوم إلكتروني واسع يشل البنية التحتية المدنية والعسكرية.
تفعيل خلايا نائمة داخل فلسطين المحتلة أو الضفة الغربية.
2. الرد عبر الوكلاء
هذا السيناريو يشمل:
تكثيف ضربات حزب الله ضد المستوطنات الشمالية.
تصعيد من قبل أنصار الله باستهداف ميناء حيفا أو منشآت غاز إسرائيلية في المتوسط.
هجمات نوعية من الفصائل الفلسطينية تتجاوز ما حدث في معركة "طوفان الأقصى".
3. الحرب الطويلة غير المعلنة
تفضل إيران في كثير من الأحيان العمل بنظرية "الرد الطويل" والرد بالتقسيط، وهذا يشمل سلسلة عمليات تمتد لأشهر، تضع "إسرائيل" تحت ضغط مستمر، دون أن تصل الأمور إلى حرب شاملة.
---
ثالثًا: موقف المجتمع الدولي
رغم أن العدوان الإسرائيلي قوبل بصمت غربي معتاد، فإن التحرك الروسي والصيني أظهر ملامح توتر، حيث عبّرت موسكو عن "قلق بالغ" من جرّ المنطقة إلى حرب مفتوحة. كما دعت بكين إلى "ضبط النفس وتجنب مغامرات غير محسوبة".
اللافت أن الإدارات الأمريكية والأوروبية لم تدن العدوان، بل وصفته مصادر في البنتاغون بأنه "دفاع استباقي".
---
رابعًا: من قلب طهران – قراءة من الداخل
يقول مصدر أمني إيراني في تصريحات خاصة لـ "التحقيق":
> "نحن في حالة استنفار كامل. القيادة اتخذت القرار، وسيكون الرد مؤلمًا ومفاجئًا في التوقيت والطريقة. لسنا في موقع رد الفعل بل في موقع ترسيم نهاية التفوق الإسرائيلي."
يُلاحظ تحرك عسكري واسع داخل إيران، شمل نقل منظومات دفاع جوي إلى غرب البلاد، ونشر قوات من "فيلق القدس" في نقاط استراتيجية.
---
خامسًا: السيناريو الأسوأ – هل نحن على أعتاب حرب إقليمية؟
السيناريو الأول: الرد المحدود ورد الفعل الإسرائيلي
قد ترد إيران عبر هجوم صاروخي محدود، تقابله إسرائيل برد موضعي، لتُغلق الجولة سريعًا دون حرب شاملة.
السيناريو الثاني: توسّع رقعة الاشتباك
إذا قررت إيران إشراك حزب الله وأنصار الله وحركات المقاومة الفلسطينية في الرد، فإن جبهة المواجهة ستتسع من اليمن إلى لبنان إلى غزة، ما يرفع خطر اندلاع حرب شاملة.
السيناريو الثالث: تدخل أمريكي مباشر
في حال تعرّضت قواعد أمريكية للخطر أو شعرت واشنطن أن مصالحها في الخليج مهددة، قد تتدخل عسكريًا، مما ينذر بحرب كبرى إقليمية.
---
خاتمة: العالم يترقب
العدوان الإسرائيلي على إيران فتح أبواب المجهول. الرد الإيراني لن يكون مجرد عمل رمزي، بل جزءًا من معادلة جديدة يراد فرضها.
المنطقة على شفا انفجار، وكل لحظة تمرّ تحمل في طياتها احتمالًا لتغيير وجه الشرق الأوسط كما نعرفه.
الاعلامية بدور الديلمي - اليمن



