أندد وأستنكر وبكل جوارح البيان وأدين العدوان الغاشم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا الإعتداء العسكري الغادر الذي تجاوز الحدود.
عمل سافر بربري لم يأتي من فراغ بل من حقد دفين وتنفيذاً لمخططات سابقة، إشترك فيها شياطين ومردة الأنس الذين سبقوا شياطين الجن.
إنهم خنازير السياسة العالمية مجتمعين تخطيطا وتنفيذا ضد صوت بقي مجلجلا بالحق منذ أن توهجت شعلة إنتصار الثورة الخمينية التي كانت شوكة فولاذية بحلق أعداء الشعب الإيراني والتي أجهضت جميع المصالح الصهيوامريكية غربية الطامعة بالإستيلاء على موارد وثروات هذا البلد وتركيعه وإخضاعه لسياستهم الإستعمارية الخبيثة.
إن طهران ومنذ نجاح ثورة 1979 المظفرة لم تكن يوما دولة تلهث وراء مجد دنيوي أو سلطان زائل، بل رفعت راية الإسلام المحمدي الأصيل مكرمة آل بيته الأطهار كما واضبت ولاتزال تواضب على إعلاء لواء القرآن في زمن خفت فيه صوت الحق وانطفأت فيه مشاعل الهداية في عواصم ليست فقط عربية بل إسلامية عالمية.
لقد إختارت قيادة ثورتها المتمثلة بقائدها ومرشدها الأعلى السيد ”علي أكبر خامنئي” رعاه وحفظه الله من كل سوء، يوم إختار غيرها الصمت والسكوت والتواطؤ أن تكون حاملة للواء القدس، مرافعة عن المسجد الأقصى، هذا المكان المبارك الذي يدنس بأقدام الصهاينة وعن بيت لحم مهد السيد المسيح عليه وعلى أمه السيدة مريم السلام، مناصرة للقضية المركزية الفلسطينية بكل أبعادها الروحية والتاريخية والإنسانية.
وكان إصطفافها مع أبناء الشعب الفلسطيني المقهور وكذلك وقوفها مع الشعب السوري الشقيق لا مع أنظمة متنحية مغادرة، بل كانت دائما لاتتوانى عن الدفاع عن هذا الشعب العريق ووحدة أراض الشام.
تلك الوقفات رفضا للتقسيم والتقظيم والتشظي ودرءا لمشاريع تفتيت خبيثة تم حياكتها داخل الأروقة والدهاليز الصهيوإمبرياليةغربية بأدوات محلية مأجورة.
حين أسست جمهورية إيران الإسلامية فيلق القدس لم يكن ذلك في سبيل خوض مغامرة أو عرض عضلات. بل كانت تخوض سجال الشرف ضد مغتصب الأرض ومدنس للمقدسات الإسلامية دونت بذلك صفحة مضيئة في سجل الأمة المكلومة.
فيا شعب إيران العظيم بكل قومياته، يامن جمعتم فيكم ألوان الطيف. لكم منا تحية الحب والتقدير والتوقير لجميع نخبكم ولكل فرد من أبناء لوحتكم الفسيفسائية المنمنمة إلى كل عامل ومزارع وجندي مدافع إلى كل زوجة أو أم شهيد، إلى كل طالب علم وطالبة، وكل مرابط في خندق وخط المقاومة. رجاء لكم من شقيق نازف إبن شامكم، أن تحكموا تلاحمكم وتمتنوا أواصر تحاببكم ووحدة صفوفكم، فترابكم الوطني مستهدف والجميع يعلم ذلك، فوحدتكم أملنا وأملكم وسندنا وسندكم وسند لكل أحرار هذه الأمة.
لايوجد أحد منا ينسى أو يتناسى مناقب إيران الحضارية والتي ليست حديثة بالعطاء.بلاد الأمخاخ والعقول والأدمغة والعلماء ، فمن بين رماد العصور لمع نجم الفرس بحكمة الخيال وجزالة العقل، فأبهروا المعمورة بأعلام كأبن سينا طبيب الجسد والروح والخوازمي أبا الجبر ومهندس الحساب وصاحب فضل الخوارزميات التي بفضلها تم اختراع الحاسوب الآلي، والرازي صيدلي العقل والحكمة مخترع الكحول الطبية التي كان لها الفضل الكبير في إيقاف مد الفيروسات والميكروبات وعمر الخيام في الشعر والبلاغة الأرقام والفلك، ونصير الله الطوسي وسيبويه عملاق اللغة وإعرابها.
أدمغة أهدت للبشرية الطب والفلك والهندسة والجبر والمنطق والفلسفة وغيرها من علوم كان لها الفضل الكبير في نهضة أوروبا نفسها يوم كانت غارقة في غياهب الجهل والظلام وكانت تغط في سبات عميق. كلهم سكبوا من عقولهم شرابا نهلت منه الحضارات وتلاقحت.
وعلى الرغم من مرارة الحصار وويلات العقوبات الجائرة المفروضة هاهي اليوم تبتكر وتنتج وتسمو وتعلو وتزدهر أكثر وأكثر وتطرح هيبة قوى الشر والهيمنة والإستكبار بسلاحها وصبرها الإستراتيجي ووعي شعبها الذي أبى الخضوع والخنوع والإستكبار.
وماذا عن الدعم الكبير التي قدمته لغزة العزة التي يباد شعبها أمام العالم، أطفالها ونساؤها جثث وأشلاء متناسرة هنا وهناك مساجدها حطام وركام مساكنها قبور ساكنيها وفي حضرة وحضور العربان الأعراب، وبعض حكام النكوص والركوع من هم بالكذب والنفاق يزرفون الدموع يتغنون بقصائد التضامن ثم يهرولون إلى أحضان الإبليس الأكبر ويهبون لتوقيع صكوك الولاء ويبدون له الإنتماء.
لقد جعلوا من ماء زمزم وقودا لطائرات القتل والتنكيل والعدوان ، ”ياللحرام! مال الإحرام يعطى جزية لإبن الحرام“
ترليونات قدمت على طبق من ذهب وبدم بارد للشيطان والمارد، وبدوره حول من ريعها طائرات وصواريخ وقذائف الموت التي تفتك برضعنا وركعنا ورتعنا في قطاع غزة الصامد صمود الجبال الشامخة والقمم الباسقة،
حقا إنه عطاء الأشد كفرا ونفاقا، عطاء بسخاء من تحت ومن فوق الغطاء، شيك على بياض. نعم عوائد الحج والعمرة تصبح فوائد للشيطان المارد.
يدينون إيران زاعمين أنها لاترد على العدوان بينما يتبرعون لمخازن واشنطن بالملايير الممليرة من الدولارات.
تلك الأموال والتي من الواجب أن تكون حق لكل يتيم ومحروم ومحتاج وفقير ناطق بالشهادتين عربي كان أو أعجمي. تلك الأرقام الفلكية والتي تبني بها واشنطن قواعدها العسكرية وتغذي بها آلة القتل والتنكيل والإجرام الصهيونية.
وببساطة القول إنهم ينددون بما لايستطيعون فعله ويخشون مالايقدرون على منعه... يسخرون أموال المسلمين إرضاءا لعدو الله والإنسان.
هاهم بعضهم يدافع بكل صراحة ووقاحة عن الكيان الغاصب ، تارة يستنكرون وتارة يزرفون الدموع على منظوماته الدفاعية إن اهتزت في حين يبدون الصمت والسكوت عن آلاف الشهداء المتناثرة أشلائهم في قطاع الموت والصمود. وعن دمار مساكنها ومستشفياتها والأفئدة دون أن تهتز فيهم شعرة واحدة من نخوة أو حياء واستحياء. نحن إذ ننعي شهداء طهران نهنئ بقاءها منتصبة شامخة. طهران العظمة التي لم ولن تتنازل أو تتراجع ولم تنصاع أو تركع.
طوبى لهذه العزة وطوبى لشعبها بهذا الثبات وطوبى لأمتنا إن تاقت لنهج كهذا عوضا عن الإصطفاف في طوابير الخنوع والخضوع.
طوبى لغزة العزة وهي في حضن الشهادة ونيل مراتب الشرف. وطوبى للملايين من أبناء الشعب السوري العظيم لتنديدبهم واستنكارهم وإدانتهم للعدوان الغاشم سواء على غزة أو اليمن أو مايتعرض له ترابهم الوطني من تغلغل واعتداء صهيوني وسواء لما تتعرض له جمهورية إيران الإسلامية من اعتداءات غادرة من طرف الصهاينة وأعوانهم ومن دار في فلكهم.
طوبى للشعب السوري الصابر الذي مازال يرفض الاعتداءات الصهيونية على ترابه وطوبى لكل حر في هذا العالم، مازال يرفض بيع قدس الأقداس في سوق الدجل والخبث والنفاق، وويل لكل ناعق شامت بالمقاومة أو الإعتداءات الصهيونية على قلعة الصمود إيران فكل من تهلل لضربات أسياده الصهاينة، إنما يكشف خيانة مبطنة دفينة وارتباط قذر بأجندات صهيوأمريكية سافلة ساقطة تبيع النخوة والشرف مقابل فتات العمالة.
وليعلم جميع شرفاء الأمة أن آلة الإعلام الصهيوني قد أطلقت العنان لحملاتها التضليلية وحربها النفسية لتغطي على فشلها الذريع في غزة أولا، وأمام العمليات البطولية الإسنادية الصادرة عن القوات المسلحة اليمنية مؤازرة للأشقاء الفلسطينيين... إضافة لعدوانها ضد إيران ..هذا العدوان الذي سيبوء بالفشل بإذن الله أمام صلابة بلد بحجم قارة كإيران. وبكل ماتعنيه الكلمة من معنى وبكل وضوح فإن نهاية هذا الكيان قد لاحت في الأفق وعلى الرغم من إرتفاع التكاليف من دماء شهدائنا وجرحانا في قطاعنا ويمننا وجنوبينا اللبناني والسوري خصيصا بعدما أيقظت طهران الوعي العربي والإسلامي وأصبحت رمز للمواقف الصلبة المتينة والتعبير الشريف الصادق عن آلام غزة وقضية فلسطين في ضمير جميع شرفاء وأحرار الوطن العربي والعالم. لقد بدأت الشعوب تصحو وعيون الجيوش تتيقظ ولربما تلوح في الأفق تشققات وانهيارات لبعض العروش المهترئة،
والهدهد يخبر بزحف وإن طال من غزة وعاصمة الياسمين وأم الدنيا وأرض النشامى وشعبها وجيشها الأبي وعاصمة الجمال والأرز يتبعه زحف ملايني من شعوب وجيوش أعياها الصمت والسكون الرهيب من بلاد العرب أوطاني،سيلامس طبيريا ونهر الليطاني...بدأت تتنامى بصيرة الأمة لتتحد وتنجو من الغمة بعد تكاتفها واللمة. ستتوحد المدافع والبنادق وستحفر الخنادق وتعلو البيارق والتكبيرات ب ”الله أكبر“
طاب الموت ياعرب.
ستزلزل الأرض تحت أقدام أبناء الخنازير المفسدين في الأرض ناشري المثلية القذرة والنشاذ والشواذ...طلائع التحرير ستبدأ بالزحف المقدس هم يرونه بعيدا ونحن نراه قريبا يامرحبى بالشهادة.
إن غضبت الشعوب وهاجت كهياج البحر فلن ينجو الغاصب، من طوفان الوعي المتقد، من أمواج هذا الشعب الغاضب.
وبكلمة ختامية أقولها فخرا وبصوت جهوري عريض ” كلنا طهران “ راجيا الله سبحانه أن يرحم شهداءها ويرفع مقام كل من ارتقى إلى العلا من عسكري ومدني سار على درب الدفاع عن أرض الحضارات. وأن يشفي جراح مصابيها مصابيحها مبتهلا لنصر يزلزل عروش الإستكبار والطغيان بصمودها الذي لن يفتر ولانامت أعين الجبناء.
وستتحطم وتتهاوى عروش الطغيان أمام صمود طهران.



