التهاب الأذن الوسطى (Otitis Media) هو حالة شائعة تتمثل في التهاب يصيب التجويف المملوء بالهواء خلف طبلة الأذن، وقد يصاحبه تجمع للسوائل أو العدوى البكتيرية أو الفيروسية، يحدث هذا الالتهاب غالبا بعد الإصابة بنزلة برد أو التهاب تنفسي علوي، ويمكن أن يظهر بشكل حاد أو مزمن، مع أو بدون أعراض واضح.
- أنواع التهاب الأذن الوسطى
1. التهاب الأذن الوسطى الحاد (AOM):
يحدث فجأة، ويتميز بألم حاد في الأذن وارتفاع درجة الحرارة، ينتج غالبا عن عدوى بكتيرية أو فيروسية.
2. التهاب الأذن الوسطى المصحوب بانصباب (OME):
لا يرافقه عادة ألم أو حمى، ولكن تتجمع السوائل في الأذن الوسطى بعد زوال العدوى الحادة، مما قد يسبب ضعفا في السمع.
3. التهاب الأذن الوسطى المزمن (COM):
يستمر لفترة طويلة، وغالبا ما يرتبط بثقب في طبلة الأذن أو خروج إفرازات مستمرة، مع إمكانية حدوث ضعف دائم في السمع.
- الأسباب وعوامل الخطر
العدوى التنفسية العلوية (مثل الزكام أو التهاب الجيوب)
ضعف وظيفة قناة استاكيوس (المسؤولة عن تهوية الأذن الوسطى)
الحساسية الموسمية أو الدائمة
التدخين السلبي لدى الأطفال
الرضاعة بوضعية الاستلقاء
قلة المناعة أو ضعفها
اللحمية (تضخم الناميات الأنفية)
العمر (الأطفال من عمر 6 أشهر إلى 3 سنوات أكثر عرضة)
- الأعراض الشائعة
ألم مفاجئ أو حاد في الأذن
فقدان مؤقت للسمع
خروج سوائل صفراء أو بيضاء من الأذن
الشعور بانسداد أو ضغط داخل الأذن
حمى (خاصة لدى الأطفال)
البكاء المتكرر لدى الرضع
اضطرابات النوم أو قلة الشهية
الشعور بعدم التوازن أو الدوخة
- كيفية التشخيص
يعتمد الطبيب المختص على عدة وسائل لتشخيص التهاب الأذن الوسطى منها:
الفحص السريري: باستخدام منظار الأذن لرؤية طبلة الأذن والتأكد من وجود علامات الالتهاب أو الانصباب.
اختبار قياس ضغط الأذن (Tympanometry): لقياس مرونة طبلة الأذن وتحديد وجود السوائل خلفها.
اختبارات السمع: في حالات الشك بفقدان السمع أو الالتهاب المزمن.
زرع الإفرازات: في حال وجود إفرازات خارجة من الأذن، للكشف عن نوع البكتيريا المسببة للعدوى.
- المضاعفات المحتملة
إذا لم يُعالج التهاب الأذن الوسطى بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها:
ثقب دائم في طبلة الأذن
فقدان السمع المؤقت أو الدائم
انتشار العدوى إلى العظام المجاورة (مثل التهاب الخشاء)
التهاب السحايا أو خراج دماغي (في حالات نادرة جدا)
مشاكل في النطق أو تطور اللغة لدى الأطفال
- طرق العلاج الحديثة
1. المراقبة والانتظار:
في حالات التهاب الأذن الحاد البسيط، قد يُنصح بالانتظار 48-72 ساعة قبل إعطاء مضادات حيوية، خصوصا للأطفال الأكبر من عامين، مع استخدام مسكنات مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
2. المضادات الحيوية:
توصف عند استمرار الأعراض أو وجود مضاعفات الأكثر شيوعا:
أموكسيسيلين
أموكسيسيلين مع كلافولانيك أسيد
سيفدينير أو أزيثروميسين في حال وجود حساسية للبنسلين
3. شفط السوائل أو تركيب أنابيب تهوية:
يُستخدم في حالات التهاب الأذن المزمن أو الانصباب طويل الأمد لتصريف السوائل وتحسين السمع.
4. علاج المسبب الأساسي:
مثل علاج الحساسية أو إزالة اللحمية إذا كانت تُعيق تهوية الأذن.
- الوقاية من التهاب الأذن الوسطى
الحفاظ على تطعيمات الطفل كاملة، خصوصًا لقاح المستدمية النزلية والمكورات الرئوية
الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل
تجنب التعرض للتدخين السلبي
علاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي فورا
تجنب الرضاعة أثناء استلقاء الطفل
المتابعة الدورية مع طبيب الأذن في حال تكرار الالتهابات.
- متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
استمرار الألم أو الحمى لأكثر من يومين
خروج سوائل أو دم من الأذن
فقدان السمع المفاجئ
ظهور أعراض عصبية كالإعياء الشديد أو التهيج أو اضطراب الوعي
تكرار التهاب الأذن أكثر من 3 مرات خلال 6 أشهر
التهاب الأذن الوسطى هو حالة شائعة ولكنها قد تكون خطيرة إذا أُهملت، الفهم العميق لأعراضه وأسبابه وطرق العلاج، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات وقائية فعالة، يمكن أن يحمي الأفراد، وخاصة الأطفال، من مضاعفات غير مرغوبة. المتابعة الطبية المبكرة هي المفتاح للشفاء التام وتجنب المضاعفات.



