كاتب أميركي: تبنّي أجندة نتنياهو حيال إيران يتعارض ومصلحة الولايات المتحدة
مقالات
كاتب أميركي: تبنّي أجندة نتنياهو حيال إيران يتعارض ومصلحة الولايات المتحدة
28 حزيران 2025 , 05:22 ص


قال الكاتب في موقع The American Conservative، جون هوفمان، إنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب رضخ لضغط "إسرائيل" والصقور في واشنطن، أولًا عندما أعطى الضوء الأخضر للهـجـ.ـمات "الإسرائيلية" على إيران، وثانيًا من خلال التفويض بضرب ثلاث منشآت نووية إيرانية".

وأضاف الكاتب، في مقال نُشر في الموقع، أنّ "ترامب، وقُبَيْل الضربات، أصرّ تكرارًا على أنّ إيران على بُعْد أسابيع وفي أقصى تقدير أشهر عن إنتاج سـ.لاح نووي"، واستحضر الكاتب ادعاء ترامب بأنّ "الهـجـ.ـمات الأميركية دمّرت أهم المنشآت الإيرانية للتخصيب" وبأنّ "هذه الضربات كانت عملية واحدة فقط لا تهـ.ـدف إلى تغيير النظام".

غير أنّ الكاتب لفت الانتباه في المقابل إلى تلميح ترامب في منشور على الإنترنت إلى "تغيير النظام"، مستبعدًا في الوقت نفسه أنْ "تحقّق خطط ترامب أهدافها المعلَنة". وأضاف هوفمان: "لا يبدو أنّ الضربات ألحقت أضرارًا جسيمة بالمواد النووية الإيرانية المهمّة أو بالبُنية التحتية للإنتاج"، مشيرًا إلى أنّ "تعطيل منشآت إيران النووية بشكل دائم لا يتحقّق عبر عملية واحدة"، معتقدًا أنّ "تدميرها يتطلّب موجات عدّة من الهـجـ.ـمات، ممّا يعني عملية عسـ.ـكر ية أميركية مفتوحة الأمد فوق الأجواء الإيرانية".

كما رأى الكاتب أنّ "الضربات على المنشآت لا يمكن أنْ تدمّر برنامج إيران النووي، وإنْ كانت تستطيع تعطيله مؤقّتًا"، فـ"إذا كان هـ.ـدف ترامب تدمير برنامج إيران النووي بحيث يستحيل إعادة بنائه، فإنّ الضربات الأميركية لم تحقّق هذا الهـ.ـدف"، وفق هوفمان.

كذلك، استبعد هوفمان أنْ "تفرض هذه الضربات على إيران عودتها إلى طاولة المفاوضات أو قبولها بمطالب أساس مثل تلك المتعلّقة بالتخصيب"، مرجّحًا أنْ "لا تتراجع إيران عن مطالبها حتى وإنْ كان المسار الدبلوماسي لم يُغلَق بعد"، موضحًا أنّ "الضغوط الأميركية المتزايدة تاريخيًا أدّت إلى المزيد من التصلُّب في موقف طهران".

وفي حين حذّر الكاتب من أنّ "إعطاء واشنطن زمام المبادرة لـ(رئيس الوزراء الصهيـ.ـوني بنيامين) نتنياهو يحمل معه خطر وضع ترامب على مسار يتعارض والمصالح الأميركية"، اعتبر هوفمان أنّ "هـجـ.ـمات "إسرائيل" لم تكن من أجل توجيه ضربة استباقية إلى تهديد وشيك، بل محاولة متعمَّدة لتخريب مساعي أميركا الدبلوماسية مع إيران"، جازمًا بأنّ "المشكلة الرئيسة لنتنياهو هي في النظام الإيراني، إذ يرى نتنياهو أنّ أيّ اتفاق نووي مع طهران هو شكل من أشكال الاسترضاء، ويجب معارضته؛ لأنّه سيسد الطريق أمام تغيير النظام"، وفق تعبيره.

وإذ لفت الكاتب الانتباه إلى أنّ "حجم الهجوم "الإسرائيلي" يُبيّن كيف أنّ الهـ.ـدف يذهب أبعد بكثير من مجرّد الملف النووي"، بيّن أنّ "الهجوم "الإسرائيلي" كان الضربة الأولى في "نزاع" كان نتنياهو يأمل بأنْ ينتهي بعملية تغيير النظام في إيران بقيا دة أميركية". وأكّد هوفمان أنّ "إقناع ترامب بضرب منشآت إيران النووية هو أسلوب اعتمده نتنياهو لجر الولايات المتحدة إلى الحـ.ـرب كمشارك فعلي".

وشدّد الكاتب على أن "ليس لدى الولايات المتحدة مصلحة إستراتيجية في تسهيل حرب "إسرائيل" مع إيران، أو في الذهاب إلى الحـ.ـرب مع الجمهورية الإسلا مية" التي قال، إنّها "ستكون كارثية للمصالح الأميركية ولمنطقة الشرق الأوسط"، مُبيّنًا أنّ "عقيدة إيران الدفاعية تتمحور حول إغراق الغزاة في مستنقع حرب استنزاف طويلة، والنتيجة ستكون عددًا كبيرًا من "الضحايا" الأميركيين واستنزاف موارد أساس للولايات المتحدة"، على حد تعبيره.

وفيما حذّر هوفمان من أنّ "اندلاع مثل هذه الحـ.ـرب سـ "يلتهم" منطقة الشرق الأوسط ويزعزع استقرارها سياسيًا واقتصاديًا وعسـ.ـكر يًا"، نبّه إلى أنّ "عقودًا من الانخراط الأميركي العميق في المنطقة أدّت إلى كارثة تلو الأخرى".

وختم هوفمان مقاله بالتأكيد أنّ "المشكلة تبدأ في واشنطن، وتحديدًا عجز كِلا الحــ.ـزبَيْن "الجمهوري" و"الديمقراطي" عن الإدراك بأنّ المشاكل التي تواجهها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هي نتاج للوجود الأميركي ولشركاء وسياسات أميركا".

المصدر: موقع إضاءات الإخباري