حقّق باحثون من جامعة كارنيغي ميلون الأميركية إنجازاً فريداً من نوعه على مستوى العالم، حيث طوّروا نظاماً يتيح التحكم في يد روبوتية باستخدام إشارات الدماغ فقط دون الحاجة لتحريك أي عضلة أو الخضوع لأي تدخل جراحي. ويمثل هذا التطور قفزة نوعية في مجال واجهات الدماغ والحاسوب (BCIs)، والتي تُستخدم في استعادة الاستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية.
- EEG بدلا من الجراحة
بعكس الأنظمة الجراحية المعقدة التي تتطلب زراعة واجهات داخلية داخل الدماغ، اعتمد الفريق على تقنيات تخطيط كهربية الدماغ (EEG) لإنشاء واجهة خارجية غير جراحية تستطيع فك رموز النوايا الحركية للمستخدمين. وقد أتاح هذا التقدم للمستخدمين تحريك أصابع اليد الروبوتية بمجرد تخيّل الحركة ذهنياً، دون تحريك أي عضلة فعلية.
- الذكاء الاصطناعي في خدمة إعادة التأهيل
اعتمد الباحثون بقيادة البروفيسور بن هي (Bin He) على شبكة عصبية مدربة تستخدم تقنيات التعلم العميق وآلية ضبط شبكي متقدمة، من أجل تحليل وفك تشفير إشارات الدماغ وتحويلها إلى حركات دقيقة للأصابع، وقد تمكن المتطوعون من أداء مهام باستخدام إصبعين أو ثلاثة أصابع، ما يدل على دقة النظام وفعاليته في التحكم الحركي التفصيلي.
-فوائد تقنية تشمل جميع المستخدمين
يتميّز النظام بكونه خارجياً وآمناً، دون الحاجة إلى تدخل جراحي، ما يجعله مناسباً لفئات أوسع من المستخدمين، مثل:
ذوي الإعاقات الحركية
المتعافين من إصابات جسدية
الأشخاص الأصحاء الراغبين في تحسين الأداء الحركي الدقيق
- تطبيقات تتجاوز المجال الطبي
لا تقتصر إمكانات هذه التقنية على إعادة التأهيل الطبي فقط، بل يمكن استخدامها في تطبيقات دقيقة مثل:
الكتابة اليدوية
التعامل مع الأدوات الصغيرة
مهام صناعية حساسة تتطلب تحكماً دقيقاً
وتُعد محاكاة براعة اليد البشرية هدفاً رئيسياً في تصميم الأطراف الاصطناعية، وقد أظهر النظام الجديد تقدماً ملحوظاً في هذا المجال.
- رؤى مستقبلية وتوسّع مرتقب
أشار البروفيسور بن هي إلى أن هذا الإنجاز يفتح آفاقاً واسعة أمام الاستخدام السريري والتجاري لهذه التقنية، حيث يخطط الفريق البحثي لتطوير النظام ليشمل مهام أكثر تعقيداً، ويصبح أكثر تكيفاً مع مختلف البيئات والاحتياجات الفردية.
وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Communications، ما يعزز مصداقيتها العلمية وأهميتها في المجتمع البحثي العالمي.
