كتب الأستاذ حليم خاتون
لم يكن ينقص الفلسطينيين إلا اصطفاف سوريا بعد سيطرة أحفاد إبن تيمية على الحكم فيها إلى جانب الحلف الإبراهيمي اللاهث وراء أوهام وقع فيها قبلهم المصريون والأردنيون والمغاربة والسودانيون وجمهورية أرض الصومال (العظمى) التي قبلت مؤخرا تهجير الفلسطينيين من غزة اليها... والحبل على الجرار...
النعيم الذي يعيش فيه المصريون لن يكتمل قبل إلحاق مصر بالعراق وسوريا وفقا مخطط بن غوريون منذ الخمسينيات...
يومها سوف يستفيق المصريون على كامب ديفيد وقد صارت مصر مجموعة كامبات لاجئين... ( جمع كامب = Camps)...
لن يعود الإسرائيليون إلى طابا فقط، ومن بعدها الى شرم الشيخ؛ هم ينتظرون موسى الجديد يحمل عصاه ويأتيهم بتأكيد جديد من الرب يهوه أن تهجير الفلسطينيين لن يكون إلى سيناء، بل إلى الضفة الغربية من نهر النيل لأن كل ما هو شرق النيل ملك لبني إسرائيل...
كذلك الشعب الأردني العظيم الذي يحوي نسبة من الأصول الفلسطينية التي لا تُشرّف ولا تُغني العروبة والإسلام بأي كرامة...
النعيم والرفاهية التي ينعم بها شعب المملكة الهاشمية العظيمة سوف يزداد حين يرتفع شعار أرييل شارون على نهر الاردن من جديد:
"الضفة الغربية من النهر لنا؛ والضفة الشرقية أيضا"!!!
السودان الذي نزع عن عورته حتى ورقة التين، وأعطى الاسرائيليين كل ما طلبوه بعد أن تخلى عن كامل جنوب السودان لتأسيس جمهورية جنوب السودان التي ما أن تخرج من حرب قبلية حتى تدخل في حرب قبلية جديدة؛ تنعم على ما تبقى من هذا السودان يهود الإمارات فأغرقوه في حرب السيطرة على مناجم الذهب بين حميدتي وبرهان...
هي حرب لن تنتهي ابدا قبل تفتيت الشمال على نفس المنوال الذي حصل في الصومال...
مملكة المغرب سوف يحفظها رب اليهود بعد الدعاء المؤثر الذي اطلقته المطربة الفلسطينية الأصل ماجدة الرومي شاكرة محمد السادس على السلام والغنى الذي يعيش في ظلاله المغاربة...
هؤلاء المغاربة الذين قاموا بتصدير كل أفاعي وثعابين إبن تيمية من بلدان شمال أفريقيا على أجنحة جسر جوي أمنه الطيران السعودي والقطري والتركي من مطار الدار البيضاء إلى مطارات إسطنبول ومن ثم إلى بلاد الشام حيث اسقطوا امبراطورية آل الأسد التي رغم كل مساوئها، سوف يُحسب لحافظ الأسد انه رفض مصافحة الصهاينة، ورفض التخلي حتى عن بضع عشرات الامتار من شاطئ بحيرة طبريا، في حين اندفع حلفاء خالد مشعل والدكتور العبقري عزمي بشارة وأخيه مروان في "الجزيرة" القطرية من جماعات الإسلام السلفي والإخواني بالتخلي عن كل الجولان مع حلوانة هي عبارة عن جبل الشيخ وكامل الجنوب السوري وفقا للإعلامي الأميركي اليهودي الساخر جون ستيوارت في حلقات "الميميز" التي تفضح كل هؤلاء على تيك توك...
أمس، تم إلقاء القبض على ست عشر إرهابي سوري قرب مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في منطقة الضاحية الجنوبية من بيروت حيث اكتشف جهاز الأمن اللبناني التابع لسلطة المندوب السامي الأميركي وليس لحزب الله؛ اكتشف كمية من المتفجرات والأسلحة المعدة لتحرير لبنان من الروافض!...
هؤلاء الروافض الذين خاضوا حرب إسناد لسُنّة فلسطين في غزة خسروا فيها حوالي عشرين ألف شهيد وجريح، في الوقت الذي لم يخرج "إبن مرا" في كل العالم السُنّي المكون من مليار ونصف المليار بني آدم ليكسر حصار تشارك فيه إلى جانب إسرائيل والغرب، أنظمة عربية لم تخجل في إطلاق الصواريخ للدفاع عن إسرائيل من الصواريخ الإيرانية، واستعمال المقاتلات لملاحقة مُسَيّرات إيران واليمن قبل أن تصل وتنفحر على رؤوس المستوطنين الذين ينكلون بسُنّة فلسطين...
صباح اليوم خرجت الصحف اللبنانية التي لا تؤيد حزب الله تخبرنا عن بدء تسلل مجموعات من جماعة جبهة النصرة في الشام إلى شمال لبنان لمساعدة انتفاضة سُنّية يقودها "المتنبي" الجديد خالد الضاهر ومعه غلام السلاطين والملوك الشيخ حسن مرعب أحد منظري شعار،
"اللهم إضرب الظالمين بالظالمين"...
عل أمل أن يفنى أهل غزة في هذا الوقت الضائع، ولا يعود هناك إحراج لدولة بني أمية الجديدة في الشام التي يتحضر رأس الإرهاب فيها ابو محمد الجولاني للسفر إلى واشنطن ولقاء نتنياهو والتخلي رسميا عن السيادة على كل الجنوب السوري بما في ذلك الجولان وجبل الشيخ وحتى معظم درعا وريفها...
إذا كانت اللعنة تجوز على بشار،
ماذا عن حكام الدولة الأموية الجديدة؟...
يقول كارل ماركس أن التاريخ لا يعيد نفسه، وإن فعل، يأتي هذا على شكل مهزلة!
الدولة الأموية الجديدة هي أكثر من مهزلة، لكنها بالتأكيد اقل بكثير من دولة!!!
حليم خاتون



