أداة ذكاء اصطناعي جديدة تكشف أورام الرئة الخفية بدقة عاليه
علوم و تكنولوجيا
أداة ذكاء اصطناعي جديدة تكشف أورام الرئة الخفية بدقة عاليه
3 تموز 2025 , 12:10 م

طوّر باحثو جامعة نورثويسترن أداة ذكاء اصطناعي مبتكرة تُدعى iSeg، تُعيد تعريف دقة العلاج الإشعاعي لأورام الرئة عبر قدرتها على تحديد موقع الأورام المتحركة داخل الرئة خلال عملية التنفس، وبشكل ثلاثي الأبعاد.
تعتمد هذه الأداة الثورية على بيانات مستمدة من تسع مستشفيات مختلفة، مما يُعزز من قدرتها على التكيّف والتعلم مقارنة بالأدوات السابقة التي اعتمدت على بيانات محدودة من منشآت فردية، وقد أثبتت iSeg جدارتها بمضاهاة دقة الأطباء الخبراء، بل وتفوقت عليهم في بعض الحالات عبر كشف مناطق سرطانية لم تُلاحظ من قبل.
- أتمتة دقيقة تسرّع العلاج وتُنقذ الأرواح
إن دقة تحديد حجم وموقع الورم تُعدُّ عاملا حاسما في نجاح العلاج الإشعاعي، إذ يُمكن أن تؤدي الأخطاء البسيطة إلى نتائج قاتلة، سواء بعدم القضاء الكامل على الورم أو بإصابة الأنسجة السليمة.
لكن عملية التخطيط الإشعاعي اليدوية تتسم بالبُطء والتفاوت بين الأطباء، وهنا تظهر أهمية iSeg، حيث تقوم برسم حدود الورم تلقائيا وبشكل دقيق، متتبعةً حركته مع كل شهيق وزفير، ما يُسهم في تسريع مراحل التخطيط وتقليل احتمالات إغفال المناطق الحرجة.
يقول الدكتور محمد أبازيد، رئيس قسم علاج الأورام بالإشعاع في كلية الطب بجامعة نورثويسترن، والمشرف على البحث: “نحن اليوم على بُعد خطوة من تحقيق علاجات سرطان دقيقة تفوق توقعاتنا قبل عقد من الزمن.”
ويؤكد أن هدف هذه التكنولوجيا هو تمكين الأطباء من أدوات ذكية تُعزز الكفاءة والدقة، مضيفًا أن فريقه يعمل باستمرار على تطوير حلول قائمة على البيانات لتحسين الرعاية الشخصية للمرضى.
- اختبار شامل في تسع منشآت طبية
تم تدريب الأداة الجديدة باستخدام مئات من صور الأشعة المقطعية وبيانات من مرضى مصابين بسرطان الرئة في تسعة مراكز طبية تابعة لنظامي Northwestern Medicine وCleveland Clinic.
وعند اختبارها على صور جديدة لم ترها من قبل، تطابقت نتائجها مع تخطيطات الأطباء المختصين، بل وكشفت مناطق خطرة لم يُلحظها بعض الأطباء، وهي مناطق مرتبطة بنتائج سلبية في حال عدم علاجها.
- توحيد الرعاية وتحسين النتائج السريرية
يقول الباحث ساجنيك ساركار، المؤلف الأول للدراسة: “تحديد الورم بدقة هو أساس العلاج الإشعاعي الآمن والفعّال. والأداة التي طورناها تساهم في توحيد التخطيط بين المستشفيات، والحد من التأخيرات، واكتشاف مناطق خطرة يغفل عنها البعض.”
ويضيف الدكتور أبازيد:
“حتى الأخطاء الصغيرة في التخطيط قد تُؤثر على التحكم في الورم أو تُسبب سمّية غير ضرورية.”
الخطوة التالية لفريق الباحثين هي اختبار الأداء السريري المباشر لـ iSeg، حيث تُقارن نتائجه بأداء الأطباء في الوقت الفعلي، كما يخططون لتوسيع استخدامه ليشمل أنواعًا أخرى من الأورام مثل الكبد والدماغ والبروستات، إضافة إلى تكييفه مع تقنيات تصوير أخرى مثل الرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
ويؤكد الباحث تروي تيو، وهو أحد مطوّري الأداة:
“نحن نرى في هذه التقنية حجر الأساس لمستقبل تخطيط العلاج الإشعاعي، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى خبرات متخصصة.”
ويُضيف: “يمكن لهذه التقنية دعم تقديم رعاية موحّدة بين مختلف المؤسسات، ونتوقع إمكانية طرحها سريريا خلال عامين فقط.”

المصدر: Northwestern University