أعلنت مجلة Naval News مؤخراً عن ظهور سفينة طائرة ضخمة جديدة قيد الإنشاء في الصين أطلقت عليها لقب "وحش بحر بوهاي"، في إشارة واضحة إلى سفينة الإكرانوبلان السوفيتية الشهيرة "وحش بحر قزوين" التي تم بناؤها في أواخر ستينيات القرن الماضي خلال فترة الحرب الباردة. هذا المشروع الصيني الطموح يعيد الاهتمام بمفهوم السفن الطائرة العملاقة التي تجمع بين خصائص الطيران والإبحار.
- ما هي سفن الإكرانوبلان (السفن الطائرة)؟
السفن الطائرة أو الإكرانوبلان هي مركبات بحرية جوية فريدة من نوعها، مصممة للطيران فوق سطح الماء على ارتفاع منخفض جداً، مما يجعلها غير مرئية لأجهزة الرادار التقليدية، تتميز هذه السفن بسرعتها العالية مقارنة بالسفن البحرية التقليدية، حيث تعتمد على دعم الهواء (الوسادة الهوائية) للطيران فوق الماء.
في التاريخ، كان الاتحاد السوفيتي المنتج الرئيسي لهذا النوع من السفن، حيث بنى عدة نماذج شهيرة مثل "وحش بحر قزوين" و**"لون"**، وتميزت هذه السفن بقدراتها الاستراتيجية في المجال العسكري البحري.
- تصميم ومواصفات "وحش بحر بوهاي" الصينية
تُظهر الصور المنشورة على الشبكات الاجتماعية الصينية نموذجاً لسفينة "وحش بحر بوهاي" باللون الرمادي، ويتميز التصميم بهيكل يشبه الزورق الطائر مع ذيل على شكل حرف "T"، وهو تصميم مميز للسفن الطائرة يختلف تماماً عن الطائرات التقليدية.
تتمتع السفينة بأربعة محركات نفاثة مثبتة فوق الأجنحة، مع وجود فوهات مسطحة لتوجيه الدفع للأسفل، وهي ميزة أساسية للسفن الطائرة التي تعتمد على دفع الهواء لتحقيق الرفع والطيران فوق سطح البحر.
- أهمية المشروع الصيني وإمكانيات الاستخدام المستقبلي
وفقاً لمجلة Naval News، يُعد مشروع "وحش بحر بوهاي" أكثر مشاريع السفن الطائرة طموحاً على أرض الواقع منذ عقود، في حين بقيت معظم المشاريع الأخرى مجرد أفكار على الورق. ويتوقع أن تلعب السفينة دوراً حيوياً كناقل للقوات البرمائية، مما يعزز قدرات الصين في النقل البحري السريع والدعم العسكري.
تأتي سفينة "وحش بحر بوهاي" الصينية كخطوة متقدمة في تطوير تكنولوجيا السفن الطائرة، مستفيدة من التراث السوفيتي في تصميم الإكرانوبلان. يمثل هذا المشروع نقطة تحول في مجال النقل البحري العسكري، ويعكس الاهتمام المتزايد بالتقنيات البحرية المتقدمة التي تجمع بين الطيران والإبحار لتوفير حلول فعالة وسريعة في الميدان.