ظاهرة شعور الوجود في الظلام بين العلم والدماغ
منوعات
ظاهرة شعور الوجود في الظلام بين العلم والدماغ
4 تموز 2025 , 16:57 م

يشعر كثير من الناس في بعض الأحيان بوجود شخص قريب منهم أثناء تواجدهم في بيئة مظلمة أو هادئة، رغم أنهم يكونون بمفردهم تماما، هذه الظاهرة الغريبة والمقلقة ترتبط بكيفية استجابة الدماغ للإشارات غير الواضحة أو الغامضة في مثل هذه الظروف، وفقا لدراسات حديثة أجراها علماء في مجال علم الأعصاب والسلوك.
- الدراسة العلمية حول الشعور بوجود شخص في الظلام
أشارت مجلة Religion, Brain & Behavior إلى نتائج دراسة أجراها فريق بحث من جامعة ماساريك في جمهورية التشيك، شملت 126 طالبا تم تقسيمهم إلى مجموعتين. وضع الباحثون المشاركين في غرفة مظلمة، مع عصابات على أعينهم وسدادات للأذن لمدة 30 دقيقة، مما تسبب في حرمان حسي خفيف، أُبلغ نصف المشاركين بأن شخصًا ما قد يدخل الغرفة عن طريق الخطأ أثناء الجلسة، بينما أُبلغ النصف الآخر بعدم حدوث ذلك.
بعد انتهاء التجربة، قاس الباحثون الإثارة الفسيولوجية للمشاركين باستخدام تقنية استجابة الجلد الغلفانية، إلى جانب إجراء استطلاع نفسي حول إحساسهم بوجود شخص ما في الغرفة.
- دور القلق والخيال في تشكيل الشعور
أظهرت النتائج أن العامل الرئيسي الذي يؤثر في شعور الأفراد بوجود "غريب" بالقرب منهم هو عدم اليقين الداخلي ودرجة القلق التي يشعرون بها، فكلما ازداد القلق، زاد الإحساس بوجود شخص آخر، رغم غياب أي دلائل حسية حقيقية.
كما وجد الباحثون أن الأشخاص ذوي الخيال الواسع كانوا أكثر عرضة للشعور بوجود ذلك "الحضور الغامض"، حيث أبلغ البعض منهم عن "حضور بصري" وهمي نتيجة غرقهم في أفكارهم دون وعي.
- تفسير العلماء لهذه الظاهرة العصبية
توضح الباحثة يانا نينادالوفا أن دماغ الإنسان، تطوريا، مصمم على اكتشاف التهديدات المحتملة في البيئة، حتى ولو لم تكن موجودة فعليا، وذلك لكي يهيئ الجسم للرد السريع عند وجود خطر حقيقي.
يؤكد الباحثون أن هذه الأحاسيس ليست هلوسات أو أعراض مرضية، بل هي نتيجة طبيعية لكيفية معالجة الدماغ للإشارات الحسية الضعيفة أو الغامضة في ظروف عدم اليقين، حيث يتصرف الدماغ بحذر عبر خلق هذه الإشارات الوهمية لضمان السلامة.
يخطط الفريق البحثي لدراسة تأثير المعتقدات الدينية والروحانية على محتوى هذه الأحاسيس، ولماذا يشعر بعض الأشخاص بـ"حضور" مهدئ في هذه الحالات بدلاً من أن يكون مخيفًا، في محاولة لفهم أفضل للتفاعل بين الدماغ والعقل الباطن في مثل هذه الظواهر.

المصدر: gazeta.ru
الأكثر قراءة ماذا بعد السويداء؟
ماذا بعد السويداء؟
هل تريد الاشتراك في نشرتنا الاخباريّة؟
شكراً لاشتراكك في نشرة إضآءات
لقد تمت العملية بنجاح، شكراً