تحقيق استقصائي خاص | بقلم الإعلامية اليمنية بدور الديلمي..
أخبار وتقارير
تحقيق استقصائي خاص | بقلم الإعلامية اليمنية بدور الديلمي.. "الضربات اليمنية، وإغراق السفينة، وحادثة غزة… أوراق تفاوضية تُشهر في اللحظة الحاسمة"
د. بدور الديلمي
9 تموز 2025 , 06:38 ص


صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والإقليمية

---

في مرحلة فارقة من الصراع الإقليمي، تتصدر القوات المسلحة اليمنية واجهة الأحداث مجددًا، ضمن مشهد تصاعدي متسارع ترسمه الدقائق الأخيرة لا الأسابيع أو الأشهر، حيث تتبدّل موازين الردع وتُعاد هندسة قواعد الاشتباك في أكثر من جبهة.

الضربات الدقيقة التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية ضد الكيان الصهيوني، واستهدفت مصالحه البحرية في البحر الأحمر، مثلت تحولًا نوعيًا لا يمكن تجاهله. عملية إغراق السفينة التجارية المرتبطة بإسرائيل، والتي نُفذت في قلب البحر الأحمر، جاءت بتكتيك عسكري متقدّم، وأظهرت قدرة الردع البحري اليمني في فرض معادلات جديدة.

أما ما جرى اليوم في غزة من حدث أمني استثنائي، فقد ألقى بظلاله على الداخل الإسرائيلي. مصادر استخباراتية أكدت حدوث خرق أمني في وحدة حساسة من الجيش الصهيوني، في عملية وصفت بأنها إحدى أقسى الضربات النفسية للمنظومة الأمنية الإسرائيلية خلال الأشهر الأخيرة.

المشترك بين هذه الأحداث أنها لا تقع في سياق منفصل، بل تمثل جزءًا من استراتيجية موحدة لمحور المقاومة، قوامها التنسيق الميداني، والتكامل العملياتي، والضغط المركّب من عدة جبهات.

? مصدر عسكري مطّلع في القوات المسلحة اليمنية صرّح أن "الردع البحري سيستمر، وأن الاستهدافات الأخيرة نُفذت بناءً على معلومات دقيقة، وضمن بنك أهداف محدّث باستمرار".

من جهتها، كشفت تقارير إعلامية عبرية عن قلق متصاعد داخل مؤسسة الأمن الإسرائيلية من العمليات البحرية اليمنية، حيث أشارت إلى أن الهجمات الأخيرة تسببت في تعطّل خطوط إمداد بحرية وتأخير شحنات استراتيجية.

? قراءة تحليلية:

في ميدان التفاوض: العمليات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، إلى جانب ما جرى في غزة، تُعدّ أوراقًا تفاوضية بيد محور المقاومة، ستُستخدم بقوة في أي مسار تفاوضي محتمل – سواء حول غزة، أو صفقة تبادل، أو معادلة التهدئة.

في التوقيت: التزامن الدقيق بين الضربات يشير إلى وجود تنسيق ذكي في تحديد توقيت العمليات، بما يخدم هدف استنزاف الكيان وشلّ قدرته على الرد المركّز.

في التأثير النفسي: نجاح المقاومة في مفاجأة العدو في أكثر من جبهة وفي توقيت حساس يثبت أن المبادرة بيدها، وليس بيد العدو.

? خلاصة:

المعركة لم تعد تقليدية، والمرحلة المقبلة ستُرسم بقرارات في لحظات خاطفة. وبينما تحاول قوى الاحتلال فرض وقائع على الأرض، تبدو القوات المسلحة اليمنية، ومعها قوى المقاومة، على موعد مع رسم ملامح الانتصار القادم – سياسيًا وعسكريًا – بأدوات الدقة والصبر والردع المدروس.

---

✍️ بقلم الإعلامية اليمنية بدور الديلمي

صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والإقليمية

المصدر: موقع إضاءات الإخباري