بقلم: الإعلامية اليمنية بدور الديلمي
الخبيرة في الشؤون السياسية والإقليمية
في الوقت الذي يعلو فيه دخان المجازر في غزة، وتُمحى الأحياء على رؤوس ساكنيها، وتُباد العائلات الفلسطينية في مشهد لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلًا، يُطبق الصمت المريب على دول الطوق – مصر، سوريا، الأردن – وكأن الأمر لا يعنيهم، أو كأن الدم الفلسطيني لا يستحق حتى بيان شجب.
لكن في المقابل، لا يبدو أن رسائل السماء غائبة عن هذه الأرض.
الحرائق، الزلازل، الانهيارات، التغيّرات المناخية العنيفة، الانفجارات الغامضة، والعطش الذي يضرب أنهار النيل والفرات، كلها ليست مجرد ظواهر طبيعية كما يروّج الإعلام الرسمي، بل قد تكون رسائل ربانية، بل إنذارات كونية تصرخ في وجه هؤلاء الصامتين.
? مصر... نار في كل الاتجاهات
من حرائق القاهرة الكبرى، إلى انهيارات العمارات في الإسكندرية، مرورًا بارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، وانقطاعات كهرباء تصل إلى قلب العاصمة، يواجه النظام المصري اليوم وضعًا بيئيًا خانقًا لا يُرى له حل.
لكن في المقابل، أين هو الدور المصري تجاه غزة؟
منفذ رفح مغلق، وعبور المساعدات بطيء حدّ القتل، وحتى حين قُتل آلاف الأطفال، اكتفت الدولة برسائل دبلوماسية باهتة.
? سوريا... دولة ممزقة بالصمت والنيران
تتوالى الزلازل على السواحل السورية، وتتكرر الانفجارات والحرائق في مناطق النظام والمعارضة على حد سواء.
ولعل آخرها حرائق ضخمة التهمت مساحات واسعة من أراضي اللاذقية وطرطوس.
لكن أين موقف الدولة السورية مما يحدث على بعد كيلومترات من حدودها الجنوبية؟
أليست فلسطين المحتلة أقرب إلى قلب الشام من إدلب؟
?️ رسائل عذاب أم ابتلاءات مقدّرة؟
في القرآن الكريم، جاءت السنن الإلهية واضحة:
> "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون"
لكن أين هو الإصلاح؟ وأين هو الصوت الذي يعلو نصرة للمظلومين؟
وإن كان السكوت عن الجريمة جريمة، فإن التواطؤ بالصمت عن الإبادة الجماعية خيانة موصوفة، لا يمكن غسلها ببضع تغريدات أو تبرعات خجولة.
? خاتمة التحقيق:
تتعالى الأصوات من تحت ركام غزة، لا تطلب دعاء ولا خطابًا… بل فعلًا يُثبت أن الأمة ما زالت حية.
وإن كانت الجغرافيا تفرض على دول الطوق أن تكون الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين، فإن السماء قد تفرض ثمنًا باهظًا لهذا التخلي…
فليقرأوا الرسائل جيدًا، قبل أن لا تنفع قراءة.
---