تشهد مختبرات الأبحاث المتقدمة في اليابان، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، تقدما علميّا غير مسبوق في مجال علم الأحياء، يتمثل في القدرة على إنتاج خلايا جنسية بشرية ناضجة انطلاقا من خلايا الجلد أو الدم العادية، ويتوقع العلماء أن تدخل هذه التقنية مرحلة التجارب السريرية خلال خمس إلى سبع سنوات فقط.
- كيف تعمل هذه التقنية الثورية؟
يعتمد هذا الابتكار الحيوي على خطوات متعددة ومعقدة:
إعادة برمجة الخلايا البشرية البالغة وتحويلها إلى خلايا جذعية.
تحويل الخلايا الجذعية إلى خلايا جنسية أولية (إما نُطَف أو بويضات).زراعة هذه الخلايا داخل بيئات اصطناعية تحاكي أنسجة الخصية أو المبيض البشري.
ويُعد هذا النموذج الذي تم تطويره في المختبر أساسًا لتجارب رائدة قادها العالم الياباني كاتسوهيكو هاياشي، والذي نجح في زراعة حيوانات منوية داخل بيئة مختبرية، رغم أن هذه الخلايا لا تزال تموت في المرحلة المنوية الحالية.
- تطبيقات علاجية واعدة في مجال العقم
من أبرز المستفيدين المحتملين من هذه التقنية:
الأشخاص الذين يعانون من العقم الشديد.
النساء المتقدمات في السن.
الأزواج من نفس الجنس، وهو ما أظهرته تجارب سابقة من خلال ولادة فئران من ذكرين بيولوجيين.
لكن رغم هذا التقدم المذهل، لا تزال الأسئلة المتعلقة بالسلامة الجينية مطروحة، ويتطلب تطبيق هذه التقنية على البشر سنوات من المراقبة والدراسات المطوّلة لاستبعاد الطفرات الجينية أو العيوب الوراثية المحتملة.
- تحديات أخلاقية وقانونية
يشدد البروفيسور هاياشي على ضرورة ضمان السلامة الكاملة قبل التفكير في أي تطبيق سريري، مؤكدا أن المسؤولية الأخلاقية في هذا المجال كبيرة للغاية.
وفي الوقت الذي تحظر فيه المملكة المتحدة استخدام هذه الخلايا في عمليات التلقيح الاصطناعي، تراهن شركات ناشئة مثل "Conception Biosciences" الأمريكية — بدعم من سام ألتمان، مؤسس OpenAI — على هذه التقنية كحل استراتيجي لمواجهة تراجع معدلات المواليد.
- مستقبل الإنجاب: سيناريوهات مثيرة للجدل
يفتح التلقيح الاصطناعي في المختبر (IVG) الباب أمام احتمالات غير مسبوقة منها:
إنجاب أطفال من والد بيولوجي واحد.
إجراء تعديلات جينية مبكرة في مرحلة الخلايا الجذعية.
مما يجعل التقنية عرضة لتحديات أخلاقية وتشريعية كبيرة تتطلب رقابة شاملة ومستقلة.