كما العادة الورقة الكردية يبللها الهدف الدولي السياسي و تجففها المصالح عينها ، و أما الاكراد لعلهم يعلمون و يتعلمون ، كم مرة يجب يكرر نفسه التاريخ و بنفس النتيجة ، فطموحاتهم ذات سقف اعلى من سقوف منازل الجيران و بالتالي تحقيق الوطن القومي الحلم الذي يراودهم منذ قرون في الوقت الحالي يبدو بعيد المنال و الاسباب بينة و جلية ، هناك إيران ، تركيا و العراق نهائيا و سورية ، اما القرار تنتجه المصالح الدولية و موازين القوى، وأهم شروطه تشظي تلك الدول و سيادة الفوضى فيها.
هذا الحلم هو لعبة تستخدمها تل ابيب و بعض دول الغرب في العلاقة مع الاكراد في المنطقة سراً و علانية و يد الموساد الطولى منذ مصطفى البرزاني الجد و لا يخفون تغلغلهم في اجندة الاحزاب الكردية منذ الحرب العراقية الايرانية و ثم المساعدة و تقديم السلاح و التدريب مع المعلومات الاستخباراتية و تزايد نشاطهم بعد حصار العراق و ضعف قبضة السلطة المركزية على المنطقة الكردية الذي يسمى اليوم إقليم كردستان العراق.
بدون ادنى شك سقوط النظام إيران نتيجة العدوان الاخير كان سيقرب الحلم و يرفع نسبة تحقيقه لكنه صمد النظام.
اما عملية الجذر و المد بين النظام المؤقت الجديد في دمشق و اكراد شمال شرق هي في ميزان المزايدة السياسية و معيار الاثمان بين الدول صاحبة المصلحة و النفوذ و عليه اعتقد ان قرب الاتفاق الامني بين الرئيس المؤقت احمد الشرع و تل ابيب قد يكون أحد بنوده مقايضة المنطقة الجنوبية بمحافظاتها الثلاث بأن تخضع لقبضة تل ابيب الامنية و العسكرية و هو كذلك على ارض مقابل إعادة شرق الفرات العاصي إلى حكم الادارة المؤقتة و قد يكون الثأر ما تنتظره بما يشبه مجازر الساحلرو محافظة السوداء حالياً في حال تم التوافق و تقسيم مناطق النفوذ بين اسوائيل و تركيا في سورية.
لانه واضح ان لتركيا اليد الطاولة في دمشق لن يخرج عن مشورتها الشرع او يقدم على خطوة في تلك المناطق تضرب استراتجياً اساس الكيان الاتاتوركي و تكون بداية تقسيم تركيا التي تسعى إلى النيوعثمانية و لا اعتقد حاليا اصحاب القرار العالمي في وارد أجندتهم اليوم الطبق التركي ما دام اردوغان لم يخرج عن الدور الذي رسم له بغض النظر عن القنابل الدخانية في محاولة التعتيم على دور انقرة في هذا المسلسل الانغلوسكسوني الجاري عرضه في منطقة بلاد الشام .
اذا المعادلة التي سوف تقرر مصير الادارة الذاتية هو منح تل ابيب اتفاقية امنية مبدئيا تضمن السيطرة على ثلث مساحة سورية الجنوبية وصولا إلى منطقة يعفور بالسوري الدارج (عضة كوساية)عن قصر الشعب و عاصمة الامويين الادارية و يعني عمليا سقوط شرق لبنان كاملا تحت التهديد العسكري مقابل إنهاء العصيان في الشرق السوري عودته للحكم المركزي حيث تكمن الرئة الإقتصادية البلد، التي يحتاجها النظام الحالي و قطعا كانت و لا تزال خطيئة قسد منذ الحرب السورية هو اعتبار هذه الثروة التي سطت عليها ملكية خاصة بها ويحق استخدامها ورقة ضغط ضد بقية الشعب السوري منذ ال2013 و تساوم و تبتز السلطة و الشعب بلقمة عيشه...
هذه الدروس لم تعلمهم في السياسة للأسف و ليس بعيد في الذاكرة العملية العسكرية الخاطفة و إعادة السيطرة على كركوك التي كان سيلحقها اكراد العراق بإقليمهم إلى عهدة الدولة المركزية في بغداد و سحب الاستفتاء على الانفصال حينها ، حتى تم قطع كل شيء عن الإقليم حتى رواتب الموظفين من قبل بغداد ، ثم هذه الاستفزازات المستمرة يستغلها النظام التركي في احتلال اجزاء من سورية و العراق ، اي ان مشروعهم يسبب حجة للاعتداءات على سيادة و استقرار الدول الذي هم جزءً من نسيجها .
حان لهم أن يقتنعوا أن للغرب و واشنطن ابن وحيد وطلباته أوامر هو الكيان الإسرائيلي عند مصلحته تصبح المشاريع و البلدان وقود الديكارتية و مشروع الانفصال او تقسيم سورية هو حصراً بيد الخارج اي قرار سياسي ، و علينا انتظار لمن كفة الميزان ترجح مشروع نتنياهو وممره ام لإردوغان في مشكله تركية المستعصيةمع الاكراد ..؟ كما ان الإخوة الأكراد يقاتلون بعضلات الغير و بدون التحليل العميق و الواقعي لموازين قوى المنطقة التي ينتمون إليها و كفى بهم الإنتقال من عباءة إلى اخرى على اساس وعود في الهواء تدغدغ مشاعرهم القومية و بالاخص أن هذا الغير لا يخجل في الكذب و التخلي عن اقرب الحلفاء بعد ان يستخدمهم و يتأكد انهم لن يضيف له خدمات جديدة او ان يهتموا مصالحه و من خلال تجاربنا معه ان في ميزان مصالحه و لا يقيم وزن او اعتبار للإنسان خارج جغرافيته فهو يبيع و لا يشتري و التجربة حاضرة اليوم امام عيون العالم و نسمع و نرى ان رئيس اكبر و أعتى و أظلم دولة في العالم تقوم سياسته على كلمة " الصفقة"، و يحسب له انه أدخلها في قاموس العلم السياسي و الدبلوماسية.
لذلك إطلبوا الممكن من الحقوق و تفاهموا مع الجيران من ضمن وحدة النسيج الاجتماعي في البيئة التي تعيشون ، فالخسة و إن كبرت تبقى اوراقها طرية و ضعيفة ، فلا تجعلوا هذه الحقوق حجة او مقدمة لما لا يحمد عقباه تكون وبال عليكم تعلموا و لو لمرة واحدة و عليكم بالممكن ، و الاهم عليكم ان تعلموا ان الثروات لكل الشعب السوري استثمر فيها جهدا و بدعم مني الدولة و بأيادي السوريين من كل المحافظات لا قانونيا و لا دستوريا بغض النظر عن نظام الحكم و لا يحق لاحد استعمالها ورقة ضد اخيه في الوطن.
نحن مع مطالبكم تحت السقف الوطني و وحدة البلد و ايضا في المساواة و نظام حكم عادل و ديمقراطي و ليس كما هو اليوم نظام اشد تطرفا و ديكتاتورية و الذي بالمقارنة مع النظام السابق الذي نستطيع اليوم ان نترحم عليه ، كان مدنيا واحة ديمقراطية و حريات اجتماعية و شخصية.