كشفت جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا (HKUST) عن تطوير تقنية تصوير طبي مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي ، قادرة على إعادة بناء نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة للعظام والأعضاء الداخلية باستخدام عدد ضئيل من صور الأشعة السينية (2 إلى 4 صور فقط)، مما يخفض التعرض للإشعاع بنسبة تصل إلى 99% مقارنة بالتصوير المقطعي المحوسب (CT).

أمان أعلى وكفاءة غير مسبوقة

تقول الأستاذة لي شياو مينغ، المشرفة على المشروع في قسم الهندسة الإلكترونية وهندسة الحاسوب:

"تمكنّا من تطوير خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوليد صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة في أقل من دقيقة، باستخدام أقل من 1% من عدد صور الأشعة المطلوبة في التصوير المقطعي."

أهم مزايا التقنية:

خفض الإشعاع: تقليل التعرض بنسبة 95% إلى 99%.

سرعة فائقة: إنشاء صور ثلاثية الأبعاد في أقل من 60 ثانية.

تكلفة أقل: الأشعة السينية أرخص بـ6 إلى 8 مرات من التصوير المقطعي.

تقليص أوقات الانتظار: بينما ينتظر المرضى 3 أسابيع لفحص CT في المستشفيات العامة، يمكن إجراء الأشعة السينية في غضون ساعات.

النماذج المخصصة إلى الجراحة الفورية

تتعاون الجامعة مع شركة Koln 3D، أول شركة في هونغ كونغ لطباعة العظام والمكونات المعدنية، لدمج هذه التقنية في:

التخطيط الجراحي المسبق (نماذج عظمية مخصصة).

زراعة العظام المصممة حسب تشريح المريض.

الملاحة الجراحية في الوقت الفعلي.

ويقول إدموند ياو، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Koln 3D:

"هذه التقنية تختصر الزمن من أيام إلى ثوانٍ، يمكننا الآن تصميم نموذج عظمي ثلاثي الأبعاد خلال 30 ثانية فقط باستخدام صورتين من الأشعة. هذا تحوّل جذري في رعاية الحالات الحرجة."

دقة استثنائية وفوائد خاصة لفئات معرضة للخطر

أشار الدكتور تسه لونغ فونغ، المتخصص في جراحة العظام والمستشار الطبي لـ Koln 3D، إلى أن التقنية غيرت قواعد اللعبة، خاصة للأطفال والحوامل وكبار السن الذين يحتاجون إلى مراقبة متكررة.

"لم أشهد طوال 30 عاما من الممارسة دقة مماثلة مع تقليل الإشعاع بهذا الشكل، الآن يمكننا تصميم زراعات تتناسب تمامًا مع تشريح المريض خلال دقائق، مما يُسرّع التعافي ويُقلل من المضاعفات."

خطوة نحو تعميم التقنية في المستشفيات العامة

من المقرر اختبار هذه التكنولوجيا قريبا في أحد المستشفيات العامة، ومع إثبات فعاليتها، قد تُعتمد في النظام الصحي العام ابتداءً من العام المقبل.

كما تسعى الجامعة للتعاون مع مؤسسات طبية أخرى لاستكشاف إمكانات هذه التقنية في تصوير القلب والرئتين، مما قد يُعيد تعريف المعايير المستقبلية في التشخيص السريع الآمن والتخطيط الجراحي الفعّال.