الكلاب المدربة تكتشف باركنسون قبل ظهوره
دراسات و أبحاث
الكلاب المدربة تكتشف باركنسون قبل ظهوره
18 تموز 2025 , 16:47 م

أظهرت دراسة حديثة أن الكلاب المدربة يمكنها التعرف على مرض باركنسون عبر شم مسحات من الجلد بدقة تصل إلى 98%، حتى قبل ظهور أي أعراض.

وقد أُجريت الدراسة على أكثر من 200 عينة جلدية باستخدام تصميم مزدوج التعمية، ما يعني أن لا الباحثين ولا المدربين كانوا يعرفون مسبقا أي العينات تعود لأشخاص مصابين، وهو ما يعزز مصداقية النتائج.

بصمة رائحة مميزة لمرض باركنسون

وفقا للنتائج يبدو أن لمرض باركنسون رائحة مميزة وفريدة يمكن للكلاب اكتشافها، مما يفتح المجال لتقنية جديدة في التشخيص المبكر للمرض.

تعاون في هذه الدراسة باحثون من جامعتَي بريستول ومانشستر، إلى جانب منظمة "الكلاب للكشف الطبي" البريطانية، حيث تم تدريب كلبين – أحدهما من نوع جولدن ريتريفر يُدعى Bumper، والآخر لابرادور أسود يُدعى Peanut – على التمييز بين روائح الجلد لأشخاص مصابين وأصحاء.

نتائج دقيقة في تجارب مزدوجة التعمية

خلال التجارب، حققت الكلاب ما نسبته 80% حساسية و98% نوعية، أي أن قدرتها على التعرف على المرضى وتجاهل غير المصابين كانت مرتفعة للغاية.

كما تمكنت الكلاب من اكتشاف المرض حتى في الحالات التي يعاني فيها المشاركون من مشكلات صحية أخرى، مما يُشير إلى أن باركنسون يترك أثرا شميا واضحا في إفرازات الجلد (الزهم).

أمل جديد في التشخيص المبكر لباركنسون

صرّحت كلير غيست، المديرة التنفيذية لمنظمة "الكلاب للكشف الطبي"، قائلة: "نشعر بفخر كبير لأن الكلاب أثبتت مرة أخرى قدرتها الدقيقة على اكتشاف الأمراض، لا يوجد حاليا اختبار مبكر دقيق لباركنسون، وقد تبدأ الأعراض قبل 20 عامًا من التشخيص الفعلي، إن القدرة على الكشف المبكر يمكن أن تساعد على إبطاء تقدم المرض والتخفيف من أعراضه."

البحث عن مؤشرات حيوية من خلال الرائحة

تقول نيكولا روني، الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة بريستول: "إن التعرف على المؤشرات الحيوية التي تتنبأ بحدوث المرض أو تساعد في تشخيصه مبكرا هو محور بحث واسع النطاق، والكلاب أظهرت بالفعل قدرة كبيرة على تمييز رائحة باركنسون بدقة ملحوظة، مما يُثبت وجود توقيع شمي فريد لدى المرضى."

كما أضافت بريديتا باران، أستاذة مطياف الكتلة في جامعة مانشستر: "هذا البحث جزء من برنامج Nose2Diagnose الملهم، وقد أثبت مرة أخرى أن مسحات الجلد البسيطة وغير الجراحية يمكن أن تُستخدم لتشخيص باركنسون، مما يوفر وسيلة أسرع وأكثر سهولة للكشف المبكر."

هذا البحث لا يسلط الضوء فقط على براعة الكلاب في الاكتشاف، بل يكشف عن إمكانية تطوير اختبارات تشخيصية قائمة على العلامات الحيوية الشمية، مما قد يُحدث نقلة نوعية في تشخيص الأمراض العصبية المعقدة مثل باركنسون.