سيميولوجية النصر... و جينالوجيا الكيان:
حقا وبكل ماتحمله الكلمة من معنى أصبحنا في زمن تتداخل فيه الأكاذيب مع الأشباه، وتنقلب فيه الأبواق إلى منابر، والمنابر إلى مزابل، لابد للعقل أن يوقظ ضميره... وللبيان أن يسطع صدقه كوميض البرق في دجى ليل الخيانة. في ميدان خفي ينهار فيه مدنس الأقچصى المبارك على وقع تكنولوجيا المقاومة، وبرمجيات السيادة، وبعد رابع من الصبر الاستراتيجي، سجلت إيران الدولة التي أرادوا حشرها في جغرافيا الطائفة، إنتصارا يتجاوز الجيوسياسية ليبلغ الميتافيزيقيا الوجودية للأمة. ليسجل في سجلات التاريخ أن طهران لم تشعل حربا...بل أطفأت نار الخوف المزمن من الصهاينة، وزرعت في الضمير العربي سيسيولوجيا جديدة من الإباء و الكبرياء.
"في فقه الخسائر: كشف المستور وفضح المطمور“
تشير تقارير إستخباراتية روسية دقيقة إلى أن ماتم حجبه عن الرأي العام أفدح بكثير مما تم الإعلان عنه والبوح به عبر صحف الكيان المرتبكة...وقفا لمصادر خاصة صادرة عن جهاز الاستخبارات الروسي.
مصرع 11 عالما نوويا وكيميائيا وبايلوجيا جراء قصف نوعي إيراني على معهد ”وايزمان“
هلاك مايزيد عن 7 جنرالات بارزين في غرف القيادة.
مصرع أكثر من 450 عسكريا بينهم 190 من العاملين في القوات الجوية.
مصرع وإصابة 32 عنصرا من الموساد في عمليات نوعية بعضها تم في العمق الاسرائيلي.
فصيحة إدعاء إعلام الكيان حول إصابة 1025 عسكريا على أنهم مدنيون. ( ومن وجهة نظري الشخصي, لايوجد مدنيون في الكيان المحتل فالجميع مدجج بالسلاح ومدرب)
لقد وثق العاملون في جهاز المنظومة السيبرانية الإيرانية أنهم جميعا منضون تحت سقف المنظومة العسكرية للغدة السرطانية الصهيونية.
ناهيكم عن إختباء عسكريين في الملاجئ، مما يفضح أكذوبة ”الجبهة الداخلية الصامدة“
تسريب ضغوط من حكومة تل ابيب على ترامب للتدخل ووقف الحرب. ووضع حد للتصعيد بأي ثمن.
ومع ذلك..خرج إعلامهم يرعد ويزبد ب ”الإنتصار“..
اي ناستالوجيا مختلة تلك؟! وأي ابيستملوجيا زائفة تقيم الخسارة على أنها صمود؟!
إنها الهرطقة بعينها.
”الصحافة الاسرائيلية ومنابر ومنصات النفاق العربي“
في الوقت الذي كانت تل ابيب تخفي جراحها، خرجت بعض منابر أعراب الردة والشقاق والنفاق التي تحترف التطبيع والإنبطاح تطبل بانتصار الكيان في مشهد من التكنوقراط الخيانة والبيروقراطية العار. نعم بعض مصانع أصبحت أدوات تشويه وتلطيخ...وشيطنة لجمهورية إيران الاسلامية وتبيض المحتل مدنس حرف التاريخ واستباح قدس الأقداس. ودنس كنيسة القيامة والمسجد الأقصى. لكن طهران بقيادتها الراديكالية المتعصبة للحق وللعدل تلك القيادة الرشيدة ذات النفس الطويل... لم تستخدم بعد أسلحتها المهولة المرعبة. ومازلت تلك القيادة تحتفظ بحنكة من البعد الرابع، في إدارة الصبر، والتوظيف العسكري والسياسي والإعلامي، والسيبراني في آن.
”إيران بين مجد الميدان وكرامة الإنسان“
إيران الدولة التي قاومت الحصار الظالم، وكسرت الأسيجة، ترفع راية ليست قومية، ولا مذهبية، بل راية إسلامية حقيقية بصبغة إنسانية.
إنها الدولة التي حركت اللب النهى، لا الغرائز.
وأعادت للكرامة جينالوجيا تاريخية، وللعرب مافقدوه من كاريزميا الموقف. اذا أوجه تحية خالصة من قلب دمشق، إلى شعب إيران العظيم، وقادته الشهداء الأبرار ومصابي الحرب الأخيرة التي أعادت لمئات الملايين عزتهم وكرامتهم.
وأقولها ”ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون [آل عمران]
”المقاومة..فلسطين، إيران،سوريا،العراق،اليمن،لبنان“
إنها سداسية الصمود ردا على ماسرقوه من سداسية داوود. من غزة العزة الجريحة إلى طهران الحبيبة الصامدة، ومن صنعاء المقاتلة إلى دمشق العريقة، ومن أرز لبنان إلى الحشد الشعبي الباسل. كل مدفع رشاش وكل بندقية ترعب الموساد الخسيس وأزلامه أكثر من عشرات جلسات المفاوضات.
تحية لأنصار الله الحوثيين لأبو العرب...
تحية لأبناء العزة قطاع البطولات.
تحية لسورية وأدين هنا وللمرة الثالثة حادث تفجير كنيسة مار الياس الغيور في دمشق. الذي يندرج في سيميولوجية دموية لتقسيم سورية على أساس طائفي يخدم مشروعهم الخبيث ”إبحثوا عن الأصابع الصهيونية التي تقف خلف كل حادث هكذا“
أدعوا الشعب السوري العظيم للتلاحم والتعاضد والتكاتف والتصدي لجميع محاولات العدو الصهيوني وعملائه في تفتيت الوحدة الوطنية.
وأدعو الحكومة السورية المؤقتة لتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن جميع أطياف وطوائف ونسج الشعب السوري الشقيق وليعلم الجميع أن العدو المحتل للجولان وغيرها من الأراضي السورية لابد أن يطرد شر طردة.
موجها رسالتي الختامية إلى الشعوب و الجيوش العربية والإسلامية وخصيصا الى الجنرالات والنخب.
ياجيوش الأمة...لاتناموا في سبات البروتوكولات ويانخب الأكاديميا، لاتزيفوا الحقائق بإسم السيسيولوجيا الناعمة.
ويادعاة الطائفية الشامتين بإيران...إن شماتتكم في الدماء الطاهرة خيانة موصوفة ودناءة لاتليق حتى بقمامة التاريخ.
إيران انتصرت لأنها دافعت عن الحق ووقفت في وجه المشروع الصهيوامريكي الخبيث بلا وجل، ولأنها جمعت بين الشجاعة والسيبرانية وبين صحيح العقيدة والتكنولوجيا.
مفكر سوري في الغربة